-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الناتو يطوق روسيا ..فهل تململ الدب!؟؟

صالح عوض
  • 9162
  • 0
الناتو يطوق روسيا ..فهل تململ الدب!؟؟

منذ انهيار الاتحاد السوفيتي والكتلة الاشتراكية تحاول الإدارات الأمريكية المتعاقبة احتواء الدول المستقلة ضمن صيغ أمنية وعلاقات استراتيجية في محاولة واضحة لإحكام السيطرة على احتمالات نهوض روسي قادم.. ولم يتوان الغرب في تقديم الإغراءات لشعوب الدول المستقلة من أنواع العطور والبيتزا والهمبورغر والملابس بالطريقة الغربية وأفلام الدعارة وأشياء الاستهلاك التي لا قيمة لها.

  • جورجيا من الدول التي تعرضت لإغراءات ضخمة وهي واحدة من الدول الكبيرة والمهمة من تلك التي كانت تشكل الاتحاد السوفيتي.. وإن انضواءها في ركاب سياسات الأمريكان يعني توجيه ضربة نجلاء للأمن القومي الروسي.. وكان الجيش الجورجي من الجيوش الغازية للعراق والمؤتمر بالقيادة الأمريكية في حربه على الشعب العراقي.. وتكون جورجيا قد قدمت ما يكفي لنيل ثقة الأمريكان والغربيين لتصبح قاعدة من قواعد الدرع الصاروخي الذي يعمل حلف الناتو على إقامته في أوروبا في محاصرة لروسيا.
  •  
  • تريد روسيا التأكيد لجورجيا أنها لن تستطيع الدخول في حلف أمني معادي للروس وان هناك كثيرا من أوراق الضغط يمكن أن تقوم بها موسكو لإجبار الجورجيين على التراجع عن الانخراط في المخطط الأمريكي..
  •  
  • من الواضح أن روسيا قد تمكنت من استعادة كثير من عافيتها الاقتصادية والسياسية في ظل بوتين وان المشاعر الوطنية آخذة في التأجج، كما ان حضورها على الصعيد الدولي يعيد الى الأذهان احتمال عودة التمحور القطبي من جديد .. وهناك ملفات أصبح من الواضح أن تصادمها مع الإدارة الأمريكية والإدارات الغربية يوحي بعودة الحرب الباردة كملف إيران النووي والمواضيع ذات النزاعات الإقليمية في إفريقيا وآسيا..
  •  
  • الحرب الدائرة الآن في اوسيتيا الجنوبية وتطوراتها تعني أن الروس حسموا أمرهم في القضاء على التمرد الجورجي ولعب الجورجيون بقوانين الجوبوليتك وحكم التاريخ ولوازم الجيرة..فكانت طائرات الروس الحربية موجهة بشكل واضح لتدمير عصب الحياة في جورجيا ممثلا بتدمير مرفأ بوتي الجورجي على البحر الأسود بالكامل وهو مرفأ أساسي لنقل مصادر الطاقة من بحر قزوين وهو قريب من خط أنابيب (باكو سوبسا)..ولن يجدي الجورجيون نفعا التحاق الألفي جندي الموجودين في الجبهة العراقية بجبهة القتال في اوسيتيا..ولن تستطيع أمريكا ومجلس الأمن أن يفعلا شيئا فالموضوع يمس الأمن القومي لبلد يمتلك قوة تكفي لاعادة الاعتبار لنفسه .. وهكذا يظهر معادل دولي جديد سيكون له علاقة في قضايا الصراع الدولية والمحلية لاسيما الموضوع العراقي والفلسطيني والملف الإيراني والموضوع السوداني.. وان هامش المسموح به بين الأقطاب يكون من المفيد الاستفادة منه في تحسين العرب لشروطهم ان هم كانوا معنيين بذلك..
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!