المنتوج المحلي.. تنافسية وخطوات عملاقة نحو العالمية

كشفت الدورة الـ55 لمعرض الجزائر الدولي، أن المنتوج الجزائري في جميع القطاعات بات منافسا “قويا”، وحجز مكانة عالمية له، وأنّه سيكون خير بديل لنظيره الأجنبي مستقبلا لأنه لا يقل عنه من ناحية الجودة.. إن المنتوج المحلي عوض كثيرا من السلع والصناعات الأجنبية التي كانت الجزائر تستوردها في وقت قريب.
وتميّزت الطبعة الأخيرة لمعرض الجزائر بمشاركة أكثر من 700 مؤسسة محلية وأجنبية، استقطبت عشرات الآلاف من الزوار، الذين اطلعوا عن قرب على جودة المنتوج المحلي ومنافسته للعلامات التجارية الأجنبية.
وفي جولة استطلاعية بالمعرض الدولي للجزائر، تقربت “الشروق” من بعض المؤسسات الجزائرية الحاضرة بقصر المعارض “صافاكس”، والتي تفوقت من ناحية التنافسية بمنتوجاتها، وإقبال الزبائن عليها، الانطلاقة كانت من جناح مؤسسة “بيترو بركة” وهي شركة جزائرية 100 بالمائة يتواجد مقرها بولاية بسكرة.

زيوت سيارات جزائرية.. جودة وتنافسية
ومؤسسة “بيترو بركة”، متواجدة في السوق منذ العام 1978 في تخصّص تخزين وتوزيع المواد البترولية، لتقتحم مؤخرا قطاع إنتاج الزيوت والشحوم محدثة طفرة في هذا المجال.
وفي هذا الصدد، أكد ممثل عن الشركة مسعود، لـ”الشروق”، أن شركة “بيترو بركة” باتت تنتج مؤخرا زيوت السيارات وبأسعار مناسبة، وهذه الزيوت لقيت إقبالا كبيرا من الجزائريين، والذين تفاجئوا بارتفاع أسعار زيوت السيارات الأجنبية والتي بلغت مستويات قياسية، ليتحول الكثير منهم مرغمين نحو المنتوج المحلي، لكنهم تفاجئوا بجودته وعدم اختلافه عن الزيوت الأجنبية التي كانوا يستعملونها سابقا، وباتوا أوفياء للزيوت الجزائرية، حسب قول محدثنا.

الصنع جزائري.. زبائنه ماركات عالمية مشهورة
وأما شركة “تايال” المختصة في إنتاج النسيج الصناعي، فقد فاجأتنا بأنّ أنسجتها هي مادة أولية ورئيسية للكثير من العلامات والماركات العالمية الشهيرة للألبسة النسائية والرجالية.
بحيث كشف لـ”الشروق” ممثل الشركة المختلطة الجزائرية – التركية للصناعات النسيجية “تايال” المتواجد مقرها في مدينة سيدي خطاب بولاية غليزان، والذي يشغل 99 بالمائة يد عاملة جزائرية و1 بالمائة من جنسية تركية، عن جودة النسيج الذي ينتجونهم بمصنعهم مما جعل ماركات عالمية في مجال صناعة الألبسة من زبائنهم الأوفياء، وعلى رأسها ماركة ZARA، وعلامة “سيليو” الفرنسية Celio والتي تعتبر من أهم الشركات والعلامات الفرنسية للملابس الجاهزة الرجالية ذات المقاييس العالمية، ومن زبائنهم أيضا ماركة “أمبرو” الشهيرة، المختصة في تصميم وتصدير وتسويق الملابس الرياضية، وأيضا علامة “ديكاتلون Decathlon” للألبسة الرياضية، والأخيرة وقّع أصحابها اتفاقية تخصّص بموجبها “تايال” إحدى وحداتها لتصميم وإنتاج منتجات علامة “ديكاتلون” .
وأضاف محدثنا، أن النسيج المنتج في الجزائر، يصدّر إلى كل من دول إسبانيا، إيطاليا، تركيا، ومصر وتونس، إضافة إلى دولة فرنسا وصربيا.

خضر وفواكه جزائرية.. نحو العالمية
وشاركت في المعرض مؤسسة خاصة “نوفابريم.. طهراوي غروب” مختصة في إنتاج وبيع مختلف أنواع الخضر والفواكه، متواجد مقرها في ولاية بسكرة، ولها فروع عبر ولايات عديدة بالوطن.
وحسب ممثل عن الشركة في حديث مع “الشروق”، فالمزرعة التي تنشط منذ قرابة 8 سنوات، نجحت في إنتاج أنواع متميزة من مختلف أنواع الخضر والفواكه الموجهة للبيع محليا، وأيضا توجه كميات منها للتصدير إلى خارج الجزائر، بعدما لقيت إقبالا كبيرا من الزبائن.
فمثلا، تنتج هذه المؤسسة ثمانية أنواع كاملة من الطماطم، منها طماطم بشكل قلب، الطماطم الفراولة، الطماطم الملساء، طماطم بشكل الفراولة ولون البرتقال، طماطم مخصّصة للسلطات فقط، طماطم باللون الأحمر القاتم تستعمل في مختلف أنواع “البيتزا”، وتنتج المزرعة أيضا طماطم باللون الأصفر.
ولأن جناح هذه المؤسسة كان مميزا من ناحية ألوان الخضر والفاكهة وتنسيقاتها الجميلة، فقد أقبل عليها الزوار لالتقاط صور مع صناديق الفاكهة، والبعض تجرأ وطلب تذوق حبة لأن منظرها كان شهيا حقا، خاصة من طرف الأطفال وكبار السن.

ملابس وأحذية “جيتاكس” تنافس العلامات الإيطالية
بينما تبقى الشركة العمومية لإنتاج المنسوجات والجلود ومشتقاتها “جيتاكس”، رائدة في هذا المجال، بل إنها تحتكر مجال إنتاج مختلف بذلات وأحذية موظفي الكثير من القطاعات الجزائرية، وعلى رأسها قطاع الجمارك وأفراد الجيش الوطني الشعبي.
وأكّد الإطار التجاري بمجمع “جيتاكس”، عبد الباري سوكحال في حديث مع “الشروق”، بأن مجمع “جيتاكس” جزائري 100 بالمائة، ويضم حوالي 6 شعب تضم 39 شركة إنتاج، منها 5 وحدات لإنتاج مادة الخيط والنسيج، إنتاج الألبسة الجاهزة، ووحدة للمفروشات المختلفة، إضافة إلى فرع لتحويل الجلود وتصنيعها.
وحسب ما كشف عنه محدثنا، فبذلات الجمارك الرمادية ومثلها الأحذية العسكرية “الرونجاس” هي إنتاج محلي 100 بالمائة تصنع في مجمع “جيماكس”.
وبمعاينتنا لمختلف منتوجات الشركة، تفاجأنا بأنها تنتج ملابس نسائية ورجالية وأحذية وحقائب يد وحتى مفروشات، لا تختلف إطلاقا عن أرقى الماركات العالمية، من حيث جمال التصميم وإتقانه، وبأسعار تنافسية.
وفي هذا الصدد، أوضح سوكحال، بأنه نظرا لجودة منتوجات “جيتاكس” واعتمادها على مادة أولية خام ونقية وغير صناعية، فأسعارها “تكون أغلى من الملابس الصينية، ولكنها أقل ثمنا من ملابس الماركات العالمية”.
وطرح المجمع خلال هذه الصائفة، تشكيلة راقية لفساتين نسوية صيفية، وحقائب يد، إضافة إلى أحذية ومناشف البحر. وللباحثين عن منتوجات “جيتاكس”، فهي تباع حصريا لدى نقاط البيع “جاكي كلوب” المتواجدة عبر عدة ولايات بالوطن.

صناعة عسكرية بسواعد محلية 100 بالمائة
وتفاجأت العائلات التي قصدت معرض الجزائر الدولي، بالحضور القوي للصناعة العسكرية المعتمدة على كفاءات وأياد جزائرية، بحيث احتضن مقر “صافاكس” تشكيلة من السيارات والتجهيزات العسكرية الحديثة، وهو ما أظهر الخطوات العملاقة التي قطعتها الصناعة العسكرية في مختلف التخصصات.
وشهد جناح الجيش الوطني الشعبي في معرض الجزائر الدولي، إقبالا “قياسيا” للزوار الذين تنقلوا بين الصناعات الميكانيكية والأسلحة والصناعات الإلكترونية وصناعة وتجديد العتاد البحري والجوي وغيرها. واكتشفوا، حسب الشروحات المقدمة لهم، أن العديد من التجهيزات العسكرية أنتجتها كفاءات جزائرية 100 بالمائة، ومنها بندقية قناصة مصمّمة ومطوّرة محليا، العربات الخاصة بأفراد الجيش المطوّرة محليا، مثل العربة الناقلة للأفراد بمجموع 12 فردا، وهي عربة من حيث التصميم والتصنيع، 100 بالمئة جزائرية.

“درون” وعربات الجيش.. بصنع محلي
ومن بين المنتوجات المعروضة من طرف المؤسسة العسكرية في معرض الجزائر الدولي، الطائرة بدون طيار صغيرة الحجم رباعية المروحيات “الأوراس 700” الموجهة للمراقبة والاستطلاع وتحديد المواقع الجغرافية وتتبّع الأهداف المتحركة ليلا ونهارا والثابتة أيضا، بالإضافة إلى نموذج عن طائرة ذات شراع ثابت موجهة أيضا للمراقبة والاستطلاع ليلا ونهارا، المنتجة والمطوّرة محليا.
ولقي جناح المؤسسة العسكرية إقبالا لافتا من طرف العائلات وأطفالها، والذين انبهروا بالتجهيزات الثقيلة المعروضة أمامهم، خاصة العربات العسكرية.