-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رجال أعمال وعائلات وطلبة يجدون فيه ملاذهم

المعرض الدولي للجزائر.. قفزة قوية نحو الاستثمار والتفاعل الاجتماعي

نادية سليماني
  • 650
  • 0
المعرض الدولي للجزائر.. قفزة قوية نحو الاستثمار والتفاعل الاجتماعي
ح.م

انتهت فعاليات المعرض الدولي للجزائر، السبت، بعد 5 أيام من عرض مختلف المؤسسات الوطنية والأجنبية لمنتوجاتها، ووجدت الكثير من العائلات فيه فرصة للإطلاع والتعرف عن قرب على مختلف المنتوجات. ولأن المعرض تزامن مع العطلة الصيفية للتلاميذ، فالإقبال كان كبيرا خاصة في الفترة المسائية، هروبا من حرارة الظهيرة خاصة وأنّ أبواب المعرض تفتح على الساعة 11 صباحا.
عرف المعرض الدولي الجزائر إقبالا كبيرا للزوار من مختلف الشرائح، لتزامنه مع العطلة الصيفية، واختلفت فئات المجتمع التي قصدت المعرض في طبعته الـ55، من العائلات إلى أصحاب المؤسسات ورجال الأعمال، وصولا إلى “البزناسية” والمتخرجون من الجامعات، بحيث لا تضيّع الكثير من العائلات فرصة تنظيم هذا المعرض، باعتباره حدثا ينظم مرة أو مرتين في السنة فقط، وهو بالنسبة إليها بمثابة مركز تسوّق كبير يضم جميع المنتوجات التي يحتاجها المواطن، فيكتشف جديد السوق المحلية والأجنبية، ويطلع عن قرب على مزاياها وأسعارها.

ازدحام على أجنحة أجهزة التكييف والثلاجات
وفي هذا الصدد، التقت الخميس، “الشروق” بعائلات تصطحب أبناءها للتجول داخل أجنحة قصر المعارض بالجزائر العاصمة، وما رصدناه أن أغلبهم كانوا يبحثون عن الشركات المنتجة لأجهزة التكييف والثلاجات، فأجنحة هذه الشركات ومعظمها جزائرية، كانت تشهد ازدحاما مقارنة ببقية الأجنحة.
ويبدو أن العائلات كانت تبحث عن فرصة للظفر بجهاز تبريد بسعر مناسب استعدادا لحرارة فصل الصيف، ولكن وحسب ما كشف عنه أغلب المصنعين المحليين لأجهزة التكييف، في تصريح لـ”الشروق”، فإنهم لم يقدّموا تخفيضات استثنائية لأجهزة التكييف المعروضة في قصر المعارض، بل هي نفس أسعارها بالمحلات والأسواق والتي تبدأ انطلاقا من 45 ألف دج وحسب قوة الجهاز وحجمه، وإنما يمكن للمواطن التعرف على مزايا هذه الأجهزة عن قرب بالمعرض.

حلم الظفر بوظيفة من المعرض
الفئة الثانية والتي تواجدت وبقوة في معرض الجزائر الدولي، هي فئة المتخرجين الجدد من الجامعات وحاملي الشهادات الجامعية البطالين والموظفين، وهذه الفئة لا تضيّع أي معرض اقتصادي ينظم، إلاّ وتواجدت فيه بحثا عن وظيفة.
وما رصدناه ونحن نتابع كيفية تقرّب الشباب الجامعيين من فضاءات المؤسسات العارضة، أنّ منهم من يتقدم على “استحياء” من ممثلي المؤسسات العارضة ومعظمها جزائرية وهو يسأل عن إمكانية تقديم سيرته الذاتية للظفر بوظيفة محتملة.
وآخرون مندفعون يتكلمون بطلاقة ويعرّفون بإمكاناتهم العلمية ومؤهلاتهم بدون خجل أو تردّد لممثلي الشركات، ويفضّلون أجنحة المؤسسات الأجنبية مستغلين فرصة إتقانهم للغات أجنبية.
وفي هذا الصّدد، صادفنا فتاة محجبة وهي تتكلم بطلاقة باللغة التركية مع أحد العارضين بالمكان، وبعدما حسبناها تركية، اكتشفنا أنها جزائرية من العاصمة متخرجة منذ 3 سنوات بدون وظيفة، وأتقنت اللغة التركية من إدمانها المسلسلات التركية فقط، ثم طوّرت مهاراتها بمشاهدة قنوات تعليم هذه اللغة عبر منصة “يوتيوب”.
والمفاجأة أن الشخص التركي الذي كانت تتحدث معه، طلب منها التقدم إلى مؤسسة النسيج التركية الموجودة بالجزائر لتقديم طلب توظيف، لأنهم بحاجة إلى مترجمة جزائرية، وهو الأمر الذي أسعد هذه الفتاة، حسب ما عبّرت عنه لـ”الشروق”.

استقبال السير الذاتية رقميا فقط
اقتربنا من جناح مؤسسة “كوسيدار” لسؤال سيدة كانت تستقبل زوّار الجناح، عن موضوع استقبال السير الذاتية للجامعيين المتخرجين في المعارض الاقتصادية، فأكدت لنا بأنهم في كل معرض اقتصادي أغلب زوار جناحهم هم من الباحثين عن وظيفة.
وأضافت قائلة: “كنا نتسلّم السير الذاتية يدا بيد في المعارض، أما حاليا ولمسايرة التطور الرقمي الحاصل، فنطلب من الباحثين عن وظيفة إرسال سيرتهم الذاتية عبر البريد الإلكتروني للشركة”.
“نوال” في 25 من عمرها خريجة معهد الإعلام والاتصال بالجزائر العاصمة، التقيناها وهي تجوب أجنحة المعرض لتعرض سيرتها الذاتية على أصحاب الشركات، وقالت لـ”الشروق” أنها تحدثت مع الكثير من ممثلي المؤسسات، واكتشفت أن أغلبهم يفضّلون حاملي الشهادات العلمية والتقنية “ومع ذلك، سلمتهم سيرتي الذاتية علّ وعسى يكون هناك أمل”، على حد قولها.

باحثون عن شراكات عمل بالمعرض
وفئة أخرى تواجدت وبشدّة بمعرض الجزائر الدولي، وهم رجال أعمال ومهتمون بالمجال الاقتصادي وأصحاب مؤسسات ناشئة وحتى “بزناسية” وتجار، هدفهم عقد شراكات تجارية مع الشركات الاقتصادية، وهؤلاء يستقبلهم ممثلو الشركات العارضة، في مكاتب صغيرة بالجناح، للتباحث في الموضوع.
“سليم” صاحب ورشة صغيرة لصناعة حقائب يد نسوية، متواجد مقرها بولاية البليدة، أخبرنا أنه حضر خصيصا للمعرض بحثا عن فرصة عقد شراكة مع مؤسسات محلية في هذا التخصص، خاصة وأن لديه لمسة خاصة في ابتكار الحقائب تضاهي في جمالها الحقائب المستوردة، على حد قوله، وكان يحمل معه “كاتالوج” لتصاميمه.
وشخص آخر وجدناه بجناح مؤسسة “إيريس” للأجهزة الكهرومنزلية، جاء يستفسر عن كيفية عمله ممثلا للعلامة بولايته البويرة.

أطفال “يكسّرون” الجمود بالمعرض
ورغم أن المعرض اقتصادي بحت، فقد لفتنا تواجد أطفال من مختلف الأعمار جاءوا برفقة أوليائهم مستغلين تواجدهم في عطلة، بحيث وجدوا فرصة للترفيه وممارسة بعض النشاطات مقابل الفوز بهدايا رمزية، والتي وفّرتها لهم أجنحة بعض المؤسسات العارضة، خاصة مؤسسات الاتصال والهاتف النقال.
والطريف أن الكثير من الأطفال كانت تغريهم الحلويات التي تضعها المؤسسات في طاولات داخل أجنحتها لاستقبال زوارها، فيأخذون منها كل مرة حتى تفرغ.
ومنهم ممثل لشركة فواكه وخضر محلية من ولاية بسكرة، والذي وضع حلويات من مختلف الأنواع وتمرا داخل علبة زجاجية لاستقبال زواره خاصة من رجال الإعلام والاقتصاد، ليتفاجأ كل مرة بتسلل طفل إلى الجناح وفتحه العلبة خلسة وأخذ الحلوى.
وآخرهم فتاة تسللت أثناء نقاش ممثل الشركة مع شخص، ففتحت العلبة بصعوبة وأخذت حبة “كوجاك” وقبل مغادرتها، توجهت نحو ممثل الشركة الذي لم يشاهدها أصلا طالبة الإذن بأخذ الحلوى رغم أنها فتحتها ووضعتها في فمها..!
وأدخل تواجد أطفال بمعرض الجزائر الدولي، بهجة على المكان، فكان أولياؤهم يلتقطون لهم الصور مع سيارات “فيات 500” المعروضة بالمكان، ومع سيارات الجيش والشرطة، ومع أي شخص مشهور يصادفونه هناك، وحتى مع سلال الفواكه المعروضة.
ويكون حضور الأطفال قويا خلال الفترة المسائية، هربا من حرارة الظهيرة المرتفعة، خاصة وأن المعرض كان يغلق أبوابه على الساعة 7 مساء.
أما فئة النساء، فتفضّلن التقرب من مؤسسات المنتوجات الاستهلاكية والأواني، خاصة وأن هذه المؤسسات كانت تنظم عمليات طبخ مباشرة في الجناح لاستعراض منتوجاتها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!