-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
النجمة السورية ميريام عطا الله لمجلة الشروق العربي

اللهجة الجزائرية مزيج بين عدة لغات.. لذلك ضروري الترجمة إلى اللغة العربية

طارق معوش
  • 1740
  • 0
اللهجة الجزائرية مزيج بين عدة لغات.. لذلك ضروري الترجمة إلى اللغة العربية

لم يكن الطريق مفروشا بالورود أمام الفنانة الشابة ميريام عطا الله، التي شقت طريقها بصعوبة لكي تصل لما هي عليه اليوم، انطلقت من برنامج ستار أكاديمي ثم شاهدناها في عدد من الأعمال الدرامية، ولكنها في السنوات الأخيرة غابت وتفرغت للغناء أكثر، تتميز بعفويتها وصراحتها، وتجيب عن كل الأسئلة دون تردد فكان هذا الحوار..

الشروق: أنت ضيفة مهرجان السينما بالجزائر وبالضبط بولاية سطيف لأول مرة، ونجمة الافتتاح والاختتام، برأيك، ما الذي تُضيفه هذه المهرجانات للسينما في بلداننا؟

– أكيد، المهرجانات السينمائية، خاصة الدولية، تُضيف الكثير للسينما في بلداننا العربية، لأنها تربط ما بين المنتجين والمخرجين والممثلين وحتى الإعلاميين والجماهير، وقد تكون سببا في خلق أعمال سينمائية مشتركة، والمهرجانات مهمة كثيرا بالنسبة للشباب كي يحتك بكبار الفنانين والمخرجين ويستفيد من خبراتهم، خاصة لما تكون هناك ورشات تكوينية على أيدي مختصين يُقدمون الإضافة للشباب المُبدع والراغب في الالتحاق بعالم الفن والسينما، وتُقرب أيضاً ما بين الدول والثقافات، فأنا مثلا، هذه هي زيارتي الأولى للجزائر، وقد تعرفت على الكثير من الفنانين والمخرجين من الذين لم أكن أعرفهم من قبل، وأيضا الجمهور الذي كان حاضراً بقوة.

عندنا يوجد ضعف في الإنتاج السينمائي بسوريا ولبنان، وهذا راجع لضعف التمويل، بغض النظر عن المسلسلات التلفزيونية والدرامية، وأنا دائما أقول لما يكون فيه دخل اقتصادي أو زراعي أو صناعي للبلد يكون فيه إنتاج للأفلام.

الشروق: هل شاهدت أفلاما جزائرية من قبل؟ وهل تفهمين لغة هذه الأفلام؟

ـ طبعاً، لقد شاهدت أفلاما جزائرية، ولكن ليس كثيراً، لأن اللغة أحيانا فيها كلمات غير مفهومة فاللهجة الجزائرية مزيج بين عدة لغات، ولذلك ضروري الترجمة إلى اللغة العربية، فمثلا أختي لا تستطيع فهم ولا كلمة من الأفلام أو المسلسلات الجزائرية، لذلك، أتمنى أن تُترجم الأفلام الجزائرية إلى اللغة العربية حتى تصل إلى المشاهد العربي ويفهمها بسلاسة.

الشروق: لماذا الغياب والموسم الرمضاني الدرامي الأخير زاخر بالأعمال؟

– بصراحة، في آخر ثلاث سنوات كان علي أن أتوقف وأعيد حساباتي من جديد، هذه الوقفة مطلوبة لمراجعة الذات وماذا قدمت؟ وأين نجحت؟ وأين أخفقت؟ وتأهيل نفسي للمرحلة القادمة لأعود بقوة، وكنت مصممة على التوجه أكثر للساحة الغنائية، كان يجب التركيز وترتيب الأولويات ولهذا غبت فكان الغناء.

طريقي كان مملوءا بالعثرات والصعوبات ومحفوفا بمخاطر كثيرة 

وأنت «يا غافل إلك الله» لا تعرف ما هو السبب؟!

الشروق: ما بين «نرجس ومرايا» حيث انطلاقتك الأولى وحتى اليوم، قدمت العديد من الأعمال في الدراما، والعديد من الأغاني، حدثينا عن هذه الرحلة، هل كان الطريق ممهدا؟ وكم تعاني الممثلة لكي تشق طريقها بثبات؟

– لا أعتقد في الحياة هناك طريق وردي بأي مهنة لأي شخص يحبّ التميّز والتفرّد بمهنته، طريقي كان مملوءا بالعثرات والصعوبات ومحفوفا بمخاطر كثيرة عدا الضغط النفسي بهذه المهنة بالذات، لأنّ الفشل أو النجاح على مرأى الجمهور، المعاناة كبيرة خصوصا إذا وجدت بطريقك أناسا لا يخافون الله ويضعون العصي بالدواليب وتصبح عدوا بالنسبة لهم ويحاربونك لإفشالك لأسباب تجهلها، وأنت «يا غافل إلك الله» لا تعرف ما هو السبب؟!

الشروق: قدمت أدوارا مهمة في عدة أعمال، أيها أحب إليك وقدمك للجمهور أكثر؟

– للأمانة، كعمل درامي كان مسلسل «صبايا» الجزء ٣ وبرنامج «ستار أكاديمي» قدمني للجمهور وعرفني من خلاله، ولكن هناك كثير من الأدوار عملتها ولاقت صدى واسعا مثل «ليل ورجال» و«يوميات مدير عام» الجزء ٢ ومسلسل «الهيبة» الجزء الأول.

الشروق: تكرار الأسماء الفنية في الأعمال الفنية ألا يستهلك الفنان، ويحجب الفرصة عن ظهور مبدعين جدد في الفن؟

– يحجب الفرصة أكيد، من الضروري أن تفتح الأبواب بشكل حقيقي لكل من يستحق، حان الوقت لكي يتوقف المنتج أو جهة المال عن طلب أعمال على قياس نجوم معينين، يجب أن نعود لطريقة الدراما السورية السابقة، لعمل يحمل مجموعة قصص ومحاور تشبه الواقع وتشبه بيوتنا ومشاكلنا وواقعنا الحقيقي.

«ستار أكاديمي» كان همّاً كبيراً وأنا لم أكن مستعدة لخوض تلك التجربة

الشروق: لولا انشغالك بالغناء، لكنت من أهم نجمات الدراما السورية اليوم…

– بالفعل، الغناء أبعدني عن التمثيل، ولا أنكر أن برنامج «ستار أكاديمي» أطلقني وحفر لي اسماً في الوسط الغنائي العربي، لكن لو استمررت في التمثيل، لكنت اليوم أملك أرشيفاً درامياً مهماً، فعندما كنت في السنة الرابعة في المعهد العالي للفنون المسرحية، طُلبت للقيام ببطولة ثلاثة أعمال درامية من أهم المخرجين السوريين… ولو عاد بي الزمن إلى الوراء، لما أعدت تجربة «ستار أكاديمي»، لكن الدراما لم تكن في تلك الأيام قد حظيت بالشهرة عربياً كما هي الحال اليوم، فلدينا نجوم سوريون ليسوا معروفين خارج سورية، ونجوم آخرون انطلقوا منذ سنوات وأصبحوا نجوماً عرباً.

الشروق: هل تندمين على تجربة «ستار أكاديمي»؟

– ليس بمعنى الندم، «ستار أكاديمي» كان همّاً كبيراً، وأنا لم أكن مستعدة لخوض تلك التجربة، فقد غيّر البرنامج حياتي وحوّلني من إنسانة بسيطة تمشي خطوة خطوة إلى أخرى مشهورة أمامها مسؤوليات كبيرة، فيومها لم أكن أُخطط لحياتي المهنية، كما لم أكن أملك أدوات لهذه الشهرة، فالصعوبة برزت بعد «ستار أكاديمي» لأنني لم أكن مستعدة كما يجب ولضعف خبرتي في الحياة.

الشروق: كنت أول مشتركة سورية في برنامج «ستار أكاديمي»، وبدوت تلك الفتاة الطيبة، علامَ تندمين في مشاركتك في البرنامج؟

– كنت عفوية جدا، وكان يجب أن أكون أكثر خبثاً، وأخفف من طيبتي التي كانت تظهر بوضوح أمام الكاميرا، فبساطتي وردود فعلي البريئة كانت تثير استفزاز الناس.

أنا بطبعي مزاجية والوسط الفني متعب ويحتاج إلى طاقة دائمة 

جمال سليمان وضع بصمته المهمة في حياتي الفنية

الشروق: هل كانت لك الأحقية بأن تكوني «ستار أكاديمي» الموسم الأول؟

– كنت أرغب في البقاء أطول مدة في البرنامج لأتعلم أكثر فنون الغناء والرقص واللوحات، وبالتالي، أجيد تقديمها على المسرح. كان كل همي أن أركز على الدروس واكتساب الخبرات، أما الإعلام فقد اعتمد دائماً على عنصر التشويق لجذب الجمهور واللعب على مشاعرهم، لذا، أرى أن البرنامج «حرقني» في أماكن معينة، كما أوهم القيّمون عليه الناس بمشاهد تدل على وجود قصة حب تجمعني بأحدهم، وهذا ليس صحيحاً.

الشروق: بصراحة ما الذي أخّرك فنياً؟

– ما يؤخّرنا دوماً هو الإنتاج، فالفنان هو من يشتري الكلمات واللحن ويدفع للمحطات التلفزيونية والراديو لإذاعة أغنياته، على عكس ما كانت عليه الأمور منذ عشر سنوات، فاليوم أثّرت الأوضاع السياسية المتأزمة والتراجع الاقتصادي في الفن، بحيث أصبحت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة تحصّل مردودها من الفنان نفسه، فمن يستطيع أن يدفع أكثر، يروّج لأغنيته في أي محطة، فيظنّ الناس أنها أغنية ضاربة، بينما الأمر كله مادي بحت.

الشروق: أعلنت عن عمل يجمعك بالفنان مروان خوري، ماذا عنه؟

– كان هناك منتج يعمل على تلك الأغنية بعدما سمعها من مروان خوري وأحبّها، لكنه انسحب في ما بعد، ليتوقف المشروع.

الشروق: من يساند ميريام عطالله؟

– كل الناس من حولي يحبونني ويساندونني، فأنا لا أتلقّى الدعم من أي سلطة، أو شركة كبيرة، أو حتى يساعدني مدير أعمال، بل إن أهلي وإخوتي هم سندي الأول والأخير في الحياة.

الشروق: الفنان جمال سليمان كان أستاذك أيضاً، لكن من هو المعلم الذي أثر فيكِ فنياً؟

– على الصعيد الإنساني لم يؤثر أحد فيّ، لكن جمال سليمان وضع بصمته المهمة فنياً خلال سنتنا الأولى في المعهد، ودلّنا على أولى خطوات الطريق، واستفدت منه كثيراً في التمثيل، وعندما وصلنا إلى السنة الرابعة، وهي مرحلة النضج الفني، جاء دور حاتم علي، الذي نظّم لنا أمورنا.

الشروق: ماذا عن الحب في حياتك؟

– الحب بكل أنواعه موجود في حياتي، فهناك حب أمي وإخوتي..

الشروق: ما سبب تصريحاتك المتكررة بالاعتزال، ثم العدول عنه؟

– أنا بطبعي مزاجية، والوسط الفني متعب ويحتاج إلى طاقة دائمة، وما حصل أنني تأثرت كثيراً بالأوضاع في سورية، فما إن نشغّل التلفزيون حتى نجد على شاشته صور القتل والدمار والحرب التي أنهكت البشرية، وقد حاولت مراراً أن أحارب الموت بالأغاني، لكنني كنت أصل إلى مرحلة أحتاج فيها إلى الراحة، فأنا لم أقصد الاعتزال النهائي بالمعنى الحرفي للكلمة، إنما بقيت لفترة في منزلي، ورفضت الحفلات التي كانت تُعرض عليّ، لكنني عدت أخيراً إلى العمل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!