-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الله يخلف يا خلفان !

قادة بن عمار
  • 595
  • 1
الله يخلف يا خلفان !

ما يحدث في مصر حاليا يعتبر بالنسبة للبعض فرصة سانحة للقول أن الربيع العربي قد أخفق في إحداث التغيير المنشود بالنسبة للعديد من الدول والشعوب العربية، لا بل إن أكبر المستفيدين من تدهور الوضع، ليس سوى الأنظمة اليابسة المستعصية عن التغيير الهادئ والتي راحت تتحدث لشعوبها في الإعلام الرسمي القذر عن فشل مشروع الربيع وضياع استقرار الدول وتدهور حالها وكأن تلك الأنظمة تمنح لشعوبها استقرارا عظيما وتنمية متطورة وحياة مرفهة !

 ليس غريبا أن يتحدث الرئيس المرسي الاخواني عن وجود مؤامرة خارجية من بعض الدول، ورغم أننا كرهنا من حديث المؤامرات وتهم العمالة للخارج وتخوين المعارضة، حتى ولو صحت إلا أن كلام مرسي في هذه المرة صحيح وحقيقي، وليس خافيا على الجميع ما تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة وقائد الشرطة في دبي، هذه الأخيرة التي تحولت من إمارة خليجية جميلة، إلى مزبلة لرموز الاستبداد والفساد، بدء من شفيق المصري ووصولا عند محمد دحلان الفلسطيني !

قائد شرطة دبي الذي ترك جميع نشاطاته وحتى عمله اليومي، وربما ذلك كان سببا حقيقيا في مرور مجموعة من القتلة لتصفية القائد الفلسطيني محمد المبحوح قبل سنوات، ثم إظهار خلفان باعتباره رمزا قوميا وقائدا مقاوما يقلق الإسرائيليين ويطالب برؤوسهم عبر الموساد، لكنه، ومثلما ذكرنا، تركه عمله وجميع أنشطته البوليسية والمخابراتية ولم يعد له عمل في الفترة الأخيرة سوى نقد جماعة الإخوان المسلمين، والتهكم عليكم والدعوة عليهم “بالشر” ثم السخرية من رئيسهم المنتخب شرعا محمد مرسي؟ !

خلفان وغيره من الخليجيين معذور، فهو وغيره من سكان هذه المنطقة المظلمة بالاستبداد والفساد، لم يعرف في حياته ما معنى ديمقراطية حرة ولا انتخابات شفافة، ولا صناديق اختيار، ولا معنى دور أول وثاني في اختيار حتى رئيس مدرسة ابتدائية للتعليم وليس فقط رئيس للجمهورية !

نقول هذا الكلام ونستغفر الله لنا ولكم مما يقوم به حكام قطر الذين صدّعوا رؤوسنا على امتدادا السنين الأخيرة، وتحديدا منذ إنشاء قناة الجزيرة بالرأي والرأي الآخر، واعتقدنا فعلا بأن الإمارة الصغيرة التي جاءت لتنفيذ مهمة سياسية معينة، تبارك التغيير في العالم العربي ونفضت الغبار عن المعارضين المساكين الذين نقلتهم من غياهب السجون إلى عالم الأضواء، وبتنا نتحدث جميعا بلسان الجزيرة فنقول للناس كلهم متحدين أن الجزيرة هي نقطة الضوء الوحيدة في عالم عربي أسود، واعتقدنا فعلا بأنها جاءت من أجل تعليم الناس الديمقراطية وتدريبهم على الحرية، ولكن هيهات؟ !

لكن مع مرور السنين وبداية الربيع العربي (وهو ربيع حقيقي شاء من شاء وأبى من أبى) تبين أن القناة القطرية، تحولت إلى بوق لنظام سياسي قائم على الظلم والفساد، ولا يختلف كثيرا عن نظام مبارك والأسد وبن علي، بل الفرق الوحيد، أن هؤلاء كانوا مكشوفين للجميع، عراة في شارع مزدحم، يتباهون بتاريخهم القذر في الاستمرار بالسلطة ويبحثون عن توريث شعوبهم وكأنها قطع من النعاج، وليسوا بشرا، لكن حكومة قطر، والشيخ حمد، خدعتنا جميعا، وحتى أكون صادقا فإننا رضينا بتلك الخديعة وقبلناها على مضض، ونسينا أن الإمارة الصغيرة تحتوي على قاعدة عسكرية أمريكية، تعد الأكبر بالمنطقة، ناهيك على دورها المشبوه في كثير من الدول، وتحديدا في تمرير الغزو الأجنبي في لبيا ما بعد القذافي، ومساهمتها في التفريق بين ربيع التغيير في جميع الدول، وذلك الذي يحدث في البحرين أو عندها !

أما دليل ما نقول، فهو الحكم على شاعر قطري بالسجن المؤبد بسبب قصيدة، وسجن جميع من يزوره، ثم سكوتها المتعمد عما يحدث في البحرين والسعودية بناء على اتفاق بينها وبين حكومات تلك الدول، ناهيك طبعا عن سكوتها عما يحدث أخيرا في المغرب، بعد زيارة الملك محمد السادس للدوحة منذ فترة ليست بالطويلة، وغيرها من المؤشرات التي تدل على أن قطر توفر حريات أكبر في نادي باريس سان جرمان الفرنسي الذي تملكه، مما توفره لشعبها والمقيمين بها في الإمارة الصغيرة؟ !

وبالعودة إلى دبي وقائد شرطتها ضاحي خلفان، والمختلف (الشهادة لله) مع قطر دوما وقناة الجزيرة، خصوصا أن هذه الأخيرة ما تزال تدعم الرئيس محمد مرسي لشيء ما في نفس الشيخ حمد، فان خلفان تجاوز حدود اللياقة لدرجة أنه بات يساهم في عملية التدبير للانقضاض على شرعية الرئيس مرسي، ليس حبا في أحمد شفيق المقيم عنده معززا مكرما في دبي، ولا بحثا عن الشهرة، لأن قضية المبحوح الغامضة جعلت من قائد الشرطة هذا شيئا مذكورا، ولكن لأن أي نجاح لتجربة الإخوان المسلمين في السلطة، وأيضا الرئيس الذي جاء بالتغيير السلمي والانتخابات المشروعة، سيجعل من هذه الآلية شيئا مطلوبا وبإلحاح كبير في المنطقة العربية من المحيط إلى الخليج، ناهيك على أن تفوق أي إسلامي أو رئيس قادم من خلفية إسلامية في هذا التوقيت الصعب، سيرفع من رصيد هذه العائلة السياسية في العالم العربي، وسيتحول رموزها إلى أكثر الشخصيات المطلوبة في بورصة الانتخابات ولعبة الصناديق، وهذا ما يقلق الجماعة في الخليج..

وبالمناسبة هؤلاء دعموا الإخوان المسلمين كثيرا، لا بل إنهم دعموا حتى المتشددين منهم (ومثال السعودية في دعمها لجماعة الفيس وحتى المنشقين عنه ما تزال واضحة للعيان) ولكنهم كانوا يدعمونهم من باب ترويضهم، مثلما تفعل قطر الآن، في الوقت الذي يعلم فيه الجميع أن زمن الربيع العربي أعاد ترتيب كل تلك الحسابات، ودعا الجميع لمراجعة فلسفة التبعية، حيث لا شرعية إلا للشعوب، أما الحكام المستبدين الجدد والقدامى، فمزبلة التاريخ تتسع للجميع؟ !

التغيير السلمي هو الحل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • عبدالحميد

    تناقض في الأفكار عجيب يا أخ قادة ؟؟؟؟ كيف أن من جهة قطر و السعودية و الإمارات و دول أخرى غذوا و مولوا و ساهموا في تفعيل ما سمي بالربيع العربي من أجل الحرية و التخلص من الدكتاتورية و بسط الديمقراطية و من جهة نفس تلك الدول هي من تقوم بنفس الأعمال مع الثورة المضادة لكسر الثورة الأولى لأنها تشكل خطر عليهم؟؟؟ يعني من الأول هم لا خير فيهم فلما الإشادة ببعض و الهجوم على بعض و الأدهى من ذلك الإشادة بهذه الثورات التي كدت أن تقدسها لنا في عباراتك ما دامت في الأصل مفتعلة من الخارج ؟؟؟