-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الكرة الجزائرية في مفترق الطرق

ياسين معلومي
  • 567
  • 0
الكرة الجزائرية في مفترق الطرق

عُقدت، الأسبوع الماضي، الجمعية العامة العادية للاتحاد الجزائري لكرة القدم، المنتخب شهر سبتمبر 2023، وعرفت مصادقة على التقريرين المالي والأدبي، رغم غياب الاستقرار الذي ساد الهيئة الكروية، بدليل تعاقب ثلاثة رؤساء في عهدة واحدة، زد على ذلك، الديون الثقيلة التي قُدِّرت بمئات الملايير، التي تعطِّل السير الحسن للكرة الجزائرية، وكذلك بعض التجاوزات والثغرات المالية التي أثقلت الرئيس الجديد ومكتبه، وأمور أخرى تقنية كإقصاء أغلب المنتخبات الوطنية من الاستحقاقات الدولية، وفشل المنتخب الوطني في الوصول إلى كأس العالم 2022، والخروج من الدور الأول من كأس إفريقيا للأمم مرتين متتاليتين.

الرئيس الجديد للاتحاد الجزائري لكرة القدم قال أمام أعضاء الجمعية العامة إنه يعمل على استقرار الهيئة الاتحادية وضمان استمرارية الأنشطة، بما في ذلك مباشرة الموسم الرياضي 2023/2024 وضمان إعداد جيد للمنتخبات الوطنية تحسبا للمنافسات الدولية، بالإضافة إلى الإعداد للأحداث الدولية، وأيضا التخطيط لأهم محاور النهوض وتحضير المحاور وإعادة بناء كرة القدم الوطنية، من خلال إصلاحات جذرية يتطلب تطبيقها وقتا طويلا، خاصة في ظل غياب هيكل تنظيمي يحدِّد بوضوح مهام كل طرف وأدواره، بالإضافة إلى وجود عدد كبير من الموظفين الذين لا يحملون وظائف فعالة مع كتلة أجور مرتفعة، ووضع مالي هش مع مستوى عال جدا من الديون، على الرغم من عدم وجود جرد أصول الاتحاد المنقولة وغير المنقولة، وهو أمر لم ينجَز منذ سنوات.

الرئيس الجديد تحدَّث أيضا عن نظام المنافسة المطبَّق في الجزائر قائلا عنه إنه: “نظام منافسة متقادم تمامًا ينتج عنه نزاعاتٌ لا نهاية لها، لا ينتج ما يكفي من رياضيي النخبة ولا يحتمل مالياً من قبل أندية كرة القدم والرابطات”، ويستوجب إعادة النظر فيه وتكييفه من نظام قد يعود بالفائدة على كرتنا المحلية التي عانت كثيرا في السنوات الماضية، في ظل وجود أشخاص لا علاقة لهم بالجلد المنفوخ، مهمتهم الأولى هي تحطيم مستقبل الكرة الجزائرية التي أصبحت علامة مسجلة في العنف وترتيب اللقاءات في وضح النهار وأمام أعين الجميع؛ ففرق تنعم بالملايير، وتعيش وضعا ماليا مريحا، وتقيم في أحسن الفنادق، وتتربص خارج الوطن، وأخرى لا تستطيع حتى ضمان لقمة عيش للاعبيها، وأرصدتها فارغة، تتوسّل للبلدية والولاية أملا في الصمود وضمان الاستمرارية، فلا تفكر أبدا في عمل قاعدي أو تطوير فئاتها الشبانية، وتعيش ضغوطا كبيرة من المحيط والأنصار، رغم أن الجميع يعرف أنها فرق فقيرة لا تستطيع منافسة الأغنياء الذين -ورغم إمكاناتهم المالية الكبيرة- لا يستطيعون تقديم لاعب جيّد للمنتخب الأول.

كرة القدم المحلية التي كانت سنوات السبعينيات والثمانينيات خزّانا للمنتخبات الوطنية وحققت نتائج إيجابية بتأهُّلين متتاليين لكأس العالم 1982 و1986، وتتويج قاري لبعض الأندية، على غرار شبيبة القبائل ووفاق سطيف ومولودية الجزائر، تراجع مستواها اليوم بشكل ملفت للانتباه، وينذر بمستقبل غامض ما لم يُعِد الجميع النظر في استراتيجية صحيحة.

إعادة الأمور إلى نصابها تتطلب ثورة حقيقة في الكرة الجزائرية، وإشهار سيف الحجاج في وجه الذين يريدون تلطيخ سمعتها أصبح حتمية وضرورة لابد من تطبيقها وفي أسرع وقت ممكن إذا أردنا العودة إلى السكة الصحيحة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!