-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الفاعل الخفي !!

الفاعل الخفي !!
ح.م

حرم الرأي العام العالمي من معرفة الحقائق في أحداث أخذت شكل الغموض في ظل التخطيط لإخفائها، حتى بات الفاعل خفيا تحصن بحصانة إخفائه، والامتناع عن كشف هويته .والسؤال هو: من يخفي الحقائق؟ الفاعل أو المتضرر؟

أحداث كبرى عصفت بالعالم تواردت أنباؤها إلى الرأي العام عبر وسائل الإعلام، لكنها أنباء مقتضبة لم تجب حقيقة عن الأسئلة الست في “الهرم المقلوب” اكتفت بالإعلان عما حدث، وكيف حدث، ومتى حدث، وأين حدث، ولماذا حدث، وتمتنع عن الإجابة عن من كان الفاعل لهذا الحدث .

لماذا يخفي الطرفان الفاعل والمفعول به حقيقة ما حدث؟

اهتز الضمير العالمي وهو يرى نصف العاصمة بيروت يحترق وتتهاوى في دقائق، ويئن تحت أنقاضها المئات من البشر، وتودع مئات أخرى الحياة، عرف الرأي العام ماذا حدث وكيف حدث وأين حدث ولماذا حدث في وقت الحدث المعروف بديهيا، ووعد بإعلامه بمن كان وراء ذلك الحدث في تحقيق بقيت مجرياته في ملف سري محفوظ، أخفى الفاعل الذي تحصن بإخفاء حقيقته .

فقد الرأي العام ثقته بوسائل الإعلام التي تورد أنباء منقوصة، لا تمتلك صلاحية بث إنبائها كاملة، فلجأ إلى معادلة الربط بين الأحداث والأطراف الفاعلة فيه حرصا على إدراك الحقيقة الغائبة وفقا لقدرته التحليلية، لكنه يصدم حين تضع الأجهزة الرسمية ما أدركه في دائرة الإشاعة الفاقدة لأية مصداقية، مع بقاء الحقيقة الرسمية غائبة .

انفجار مرفأ بيروت جريمة كبرى، لم تتجرأ السلطات اللبنانية على كشف فاعلها، فهي أضعف من إعلان أسم الفاعل القادر على أن يفتك بما تبقى من بيروت، لكن إذا ما كانت السلطة اللبنانية في أقصى حالات الضعف، فأين المجتمع الدولي، وأين القوى الكبرى التي تتبجح بحماية الأمن العالمي إذا لم تكن شريكا لفاعل الجريمة الكبرى؟

الأمر الراهن لا يقف عند لبنان، فهذه إيران في ظل “ولاية الفقيه” ترتكب الجريمة تلو الجريمة في مناطق نفوذها بدول عربية، وترمي جرائمها بلسان وكلائها في بغداد وبيروت ودمشق وصنعاء إلى طرف ثالث “مجهول” يبدو أقوى من السلطات الحاكمة نفسها، فتخشى الكشف عن هويته .

لكن إيران التي أخفت جرائمها المتلاحقة، ها هي الآن تضطر لإخفاء هوية من يستهدف سيادة شعبها، في ضربات متتالية أقضت مضاجعها، وآثرت التزام الصمت المهين.

انفجارات وحوادث غامضة هزت عرش “الولي الفقيه” وطالت منشآت عسكرية ونووية بلغت 22 انفجارا وحريقا خلال شهرين، مازال الفاعل فيها مجهولا والشعب الإيراني بأعراقه المتنوعة محروما من معرفة من كان وراء تلك الحوادث التي أضاءت حرائقها سماءه في لحظات مفاجئة.

دمرت أجهزة الطرد المركزية لتخصيب اليورانيوم في قاعدة “نطنز النووية”، وضربت قواعد صواريخ، وقواعد جوية في هجومات مجهولة المصدر، ارتأت “ولاية الفقيه” الاحتفاظ بهوية الفاعل دون اعتبار لحق الرأي العام في معرفة الحقيقة .

ما الذي يدفع مركز القرار السياسي إلى إخفاء الحقيقة؟

سؤال يدرك الرأي العام الذي يتلقى نبأ الحقيقة ناقصة إجابته، فالإعلان عن الفاعل يعني توسيع دائرة الصراع، باضطرار الطرف المتضرر إلى الدفاع عن سيادته المستهدفة، والثأر لخسائره البشرية والمادية، وهو العاجز عن خوض هذا الصراع الذي طالما نادى به في خطابه الإعلامي الخشبي، حتى تتجلى الحقيقة في شراكة الفاعل والمفعول به في خطط تدمير حياة الشعوب.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • محمد قذيفه

    الارض المحروقة لا تجدها الا عند العرب ، بسبب الفرقة فكل منهم لا يستطيع المواجهة لوحده ، وكلهم غارقون في الهم ، أما اايرا ن الشيعيه فلعالم كله ضدها ومعذورة ان لم ترد ، لكن رغم الحصار والظلم العالمي فهي تعاني بكبرياء وانظر الى من يبيعون كرامتهم ويزيدون فوقها عمالة ويمولون كل ذلك بنقودهم هؤلاء من يجب ان تتساءل عن ماهية عمالتهم