-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

العدالة لتطهير الكرة الجزائرية

ياسين معلومي
  • 69
  • 0
العدالة لتطهير الكرة الجزائرية

ينتهي، الجمعة، الموسم الكروي 2023-2024 بإجراء نهائي كأس الجزائر في طبعته الـ57، وذلك في ملعب 5 جويلية الأولمبي بين مولودية الجزائر وشباب بلوزداد. نهائي يلعب بأهداف مختلفة.. فالأول يجعل منه النادي الجزائري الأكثر تتويجا بالسيدة الكأس، أمّا الثاني فلم تبق له سوى “كأس الجزائر” لإنقاذ الموسم بعد أن ضيّع لقب البطولة الذي تُوِّج به أربع مرات متتالية.

وعرف الموسم الكروي المنصرم العديد من الإيجابيات، لعل أهمها انتهاء البطولة في وقتها المحدد رغم بعض التوقفات الاضطرارية، وكثير من السلبيات، على غرار الأخطاء الكثيرة التي ارتكبها بعض الحكام، وكذلك العنف الذي لا يزال يؤثر سلبا على سمعة الكرة الجزائرية، ونتائج بعض اللقاءات التي حامت حولها شكوك وأمور أخرى لن تزول من كرتنا ما دامت أنديتنا لا تحمل من الاحتراف إلا الاسم، ما دام يسيّرها مسؤولون بعيدون كل البعد عن التسيير الحقيقي، وهمهم الوحيد البقاء في مناصبهم وإيهام الأنصار أنهم يحبون النادي ويعملون لمصلحته، لكن الحقيقة غير ذلك، بل يحتاجون إلى ثورة حقيقية ليتركوا مناصبهم لأشخاص نزيهين يصعب العثور عليهم في المحيط الرياضي.

التحقيقات التي فتحها مجلس قضاء الجزائر بحقّ 14 عضوا سابقا متّهما بقضايا فساد داخل الاتحادية الجزائرية لكرة القدم تتعلق بإبرام عقود مخالفة للإجراء الداخلي لإبرام الصفقات، بغرض منح امتيازات غير مبررة للغير نتج عنها تبديد للمال العام بالاتحادية الجزائرية لكرة القدم “الفاف” وبالخزينة العمومية، وذلك عملا بأحكام المادة 11 من قانون الإجراءات الجزائية بحسب بيان نيابة الجمهورية لدى القطب الجزائي الوطني الاقتصادي والمالي.

تحقيقات تدخل في ظل الوضع المأساوي والفساد الذي اجتاح الهيئات الكروية وكذلك بعض الأندية الناشطة في مختلف المستويات، قد يجعل العديد من رؤساء الأندية ومحيطهم يعودون إلى صوابهم، ويبتعدون عن هذا الداء الذي نخر الكرة الجزائرية، مازلنا نتذكر تصريح رئيس ناد جزائري حين قال أمام أعضاء الجمعية العامة: “كلنا متورِّطون في بيع المباريات وشائها”، وآخر أكد أن “هذه الظاهرة استفحلت في الكرة الجزائرية ولابدّ أن تتوقف”، وحتى الجمهور الرياضي المتتبع لبطولتنا متأكد من أنه حان الوقت لتطهير الكرة الجزائرية المحيط الكروي، وتطبيق القوانين بحذافيرها.

وإذا كانت الدولة الجزائرية تولي اهتماما كبيرا للرياضة عموما وكرة القدم خصوصا، بدليل تشييد ملاعب عديدة بمقاييس عالمية، ومساعدة العديد من الأندية بمنحها شركات وطنية لتسييرها وتدعيمها ماليا أملا في التألق على المستويين المحلي والقاري، وتمكينها أيضا من العمل في أحسن الظروف، على الأقل لصناعة الفرجة في الملاعب وتزويد مختلف المنتخبات الوطنية بلاعبين بإمكانهم الدفاع عن الألوان الوطنية، إلا أن الأشخاص الذين أوكلت لهم مهمة تسيير هذه المشاريع فشلوا في مهمتهم، فتجدهم دائما يختلقون الأعذار لتبرير فشلهم، وماعدا فريق وفاق سطيف واتحاد العاصمة اللذين تألقا في العشر سنوات الأخيرة قاريا، فإن الأندية الأخرى لم تتمكن من السيطرة لا محليا ولا قاريا رغم كل الأموال التي تمنحها الدولة للأندية عجزت عن منح لاعب مرموق للمنتخب الوطني.

الأندية مطالبة بالاستفاقة من سباتها العميق حتى تُراجع حساباتها، خاصة بعد أن فتحت العدالة ملفات الفساد لمعاقبة الفاسدين المرتشين وإعادة الكرة الجزائرية إلى سكَّتها الصحيحة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!