-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
حقوقيون يطالبون بقوانين أكثر صرامة

الصور والفيديوهات المفبركة تثير رعب المراهقات في الجزائر

وهيبة سليماني
  • 4174
  • 0
الصور والفيديوهات المفبركة تثير رعب المراهقات في الجزائر

يطارد هاجس الابتزاز والتهديد بالصور والفيديوهات المفبركة، الكثير من الفتيات الجزائريات، في ظل التطوّر التكنولوجي والتقنيات الجديدة في التصوير والتركيب عبر الانترنت، حيث تشير معطيات الجمعيات الحقوقية، والقضايا في المحاكم أن ثمة أضرارا جسيمة تلحق بالضحايا في ظل بعض النقائص المتعلقة بحمايتهن..

زكريا بن لحرش: التقنيات الجديدة تُصعّب التفريق بين الصور المفبركة والحقيقية

ويطارد الابتزاز النساء والرجال من عن طريق الصور والفيديوهات المفبركة، حيث تكون الأسباب في الغالب متعلقة بتصفية حسابات أو بهدف الحصول على أموال، إلا أن المراهقات، وحسب الجمعيات الحقوقية، والمحامين، هن أكثر الضحايا بحكم سهولة وقوعهن في الأخطاء والتصرفات التي قد يستغلها أشخاص يترصدون لهن، أو أن التحرش بهن خاصة إذا كن جميلات، يجعلهن فريسة لعمليات التهديد بالصور.

نادية آيت زاي: التهديد بالصور المفبركة يستدرج مراهقات للدعارة والمخدرات

ورغم أنّ قضايا تهديد وابتزاز الفتيات عن طريق صور وفيديوهات مفبركة أو حقيقية، ليست بالظاهرة التي تلفت الانتباه في المحاكم، إلا أن هناك حسب جمعيات حقوقية، جزائريات من مختلف الأعمار يقعن في شباك أشخاص وعصابات تستغلهن عن طريق اللجوء إلى مثل هذه الطرق، للضغط عليهن حيث أنّ بعضهن استدرج للمتاجرة في المخدرات والدعارة خوفا من الفضيحة.

الفايسبوك الطريق إلى اقتناص الصور والفيديوهات

وعالجت محكمة سكيكيدة، مؤخرا قضية تلميذة تدرس في الثانوي، وقعت ضحية عصابة تتكون من 3 أفراد، كانوا يبتزونها ويهددونها بالتشهير، بهدف التحريض على الفساد، وذلك بعد أن تعرفت على المتهم الرئيسي شهر جانفي 2021، حيث توسطت لتسوية خلاف وقع بينه وبين زميلتها.

وقالت الضحية، خلال الجلسة، إن المتهم كان يتواصل معها عبر”الفايسبوك”، وكشف لها مع مرور الوقت، أن صورا لها كانت تنشرها عبر حسابها الخاص، بحوزته ويقوم بفبركتها ليعيد نشرها عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث من شدة خوفها كانت تنفذ مطالبه المتمثلة في تسليمه مبالغ مالية عبر عدة مراحل وهي تتراوح بين 1000دج و3ملايين سنتيم.

وانتهى بها الأمر، إلى أن ساعدت العصابة في سرقة والدها، وخالها، حيث تم الاستيلاء على 650 مليون سنتيم.

وكانت محكمة الحراش، قد نظرت في قضية مراهقة تبلغ من العمر 18 سنة، ساعدت شابا في سرقة مليار سنتيم من الخزانة الحديدية لجدها، حيث قامت بنسخ مفتاح الفيلا، ومنحته للسارق، الذي قام بابتزازها والضغط عليها عن طريق صور مفبركة فاضحة، الأمر الذي جعلها تخضع لخطته في سرقة أقرب الناس إليها.

وفي السياق، قالت الناشطة الحقوقية نادية آيت زاي، إن منصات التواصل الاجتماعي، وخاصة الفايسبوك، من أخطر ما يهدد الفتيات في الجزائر، خاصة أولئك اللواتي يجعلن من هذه المنصات ألبوما لصورهن ولنشر فيديوهات حياتهن الخاصة.

وحذرت آيت زاي من عواقب هذه التصرفات التي يقتنصها بعض الأشخاص وتستغلها عصابات لاستدراج المراهقات والضغط عليهن.

وترى آيت زاي، أن نوع الصور والفيديوهات وطريقة التقاطها واحتوائها للكثير من الخصوصيات، أو الأماكن والوضعيات، تجعل منها فبركة ناجحة وخطيرة وقابلة لان تكون فاضحة، ومهيأة بشكل أقرب للحقيقة.

تقنيات جديدة تحتاج لقوانين جديدة وصارمة

وحول الموضوع، قال الحقوقي زكريا بن لحرش، إن القانون الجزائري يتكفل بضحايا الفيديوهات والصور المفبركة، بطريقة قانونية وجيدة، ولكن لا يزال المشكل حسبه، مطروحا، بسبب استغراق وقت طويل في معالجة القضايا التي تصل إلى المحاكم، بعد أن يودع الضحايا الشكوى أمام وكيل الجمهورية أو مصالح الأمن.

وعليه يجب، حسبه، تفعيل الإجراءات والإسراع في معالجة مثل هذه القضايا، ومع استحداث نصوص قانونية أخرى تكون أكثر فعالية وتناسب المستجدات التقنية الجديدة في فبركة الفيديوهات والصور.

وأكد المحامي لدى مجلس قضاء الجزائر، وعضو الرابطة الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان، زكريا بن لحرش، أن مشكلا آخر يتعلق بسرقة الهواتف النقالة، حيث ينبغي أن تأخذ إجراءات التحري والقبض على سارق الهاتف النقال، بعين الاعتبار الصور والفيديوهات.

مطالب بتفعيل دور المجتمع المدني

وأكد زكريا بن لحرش، أن الأسباب التي تجعل المراهقات تستجبن لمطالب المجرمين الذين يهددوهن بالصور والفيديوهات المفبركة، هو الخوف من الفضيحة ومن ردود أفعال العائلة، حيث أن بعضهن يلجأن إلى الانتحار، أو الهروب من البيت أو استغلالهن في الدعارة وترويج المخدرات والسرقة، والحل بالنسبة له يتمثل في التكفل وفتح مجال الحوار.

ويرى أن تفعيل دور المجتمع المدني في مثل هذه القضايا ضروري، من خلال استقبال الضحايا حيث قال إنه رافع في قضية فتاة قاصر سرق أحد الشباب صورا لها من الفايسبوك، وقام بفبركتها وتحويلها إلى مشاهد فاضحة، ليستغلها في السرقة، ولكنها استطاعت أن تصارح والدتها فتقدمت هذه الأخيرة بشكوى لمصالح الأمن.

ومن جهتها، أكدت رئيسة مركز التوثيق حول حقوق المرأة والطفل، نادية آيت زاي، أن الاستماع للمراهقين الذين يقعون ضحايا الابتزاز والتهديد بالصور والفيديوهات، ضروري لتجنب نتائج قد تكون أكثر خطورة، موضحة أن المشكل يتمثل في الأضرار النفسية والمادية التي قد يتعرض لها الضحايا، كما قد يقومون بجرائم تحت طائل الخوف من الفضيحة، أو يقدمون على الانتحار، أو يقتلون من يهددهم.

الثقافة القانونية حماية من الجرائم الإلكترونية

دعا الخبير في المعلوماتية، يونس قرار، إلى التحلي بالثقافة القانونية فيما يتعلق بأمور التكنولوجية والمعلوماتية، وقال إن هناك تطوّرات سريعة في هذا المجال، وعليه لابد من نصوص قانونية وتنظيمية تواكب مستجدات التكنولوجية لحماية الحقوق ووضع حدود في صالح الحياة الشخصية للمواطنين.

وأكد يونس قرار، أن كل تطوّر في استخدام الرقمنة واستغلالها من طرف البعض في الجرائم، يقابله تطور في كشف الملابسات المتعلقة بالعصابات والأشخاص المتحكمين جيدا في إدارة الجرائم الإلكترونية.

ونصح قرار، بعدم ترك المعلومات الشخصية والصور في الهواتف النقالة، موضحا أن ذلك يدخل في إطار الثقافة القانونية، حيث بات من الصعب اكتشاف الصور والفيديوهات المركبة والمفبركة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!