-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الحراك متواصل للجمعة الـ11 والجزائريون بصوت واحد

الشعب يُريد محاكمة السعيد!

نوارة باشوش / بديع بكيني / المراسلون / خيرة غانو / نسيم.ع / نادية طلحي / إسلام بوشليق / أحمد قرطي / نورين. ع / ابن حمزة / ع.بوفافة / قادة مزيلة / رانية.م / ع. تڤمونت // (تصوير: جعفر سعادة)
  • 4960
  • 0

حافظ الحراك الشعبي منذ مسيرة 22 فيفري إلى مسيرة الجمعة 11، على قوته وإصراره.. بل إن بال الجزائريين لن يرتاح حتى يرحل كامل رموز النظام.. وهذا المعنى جسدته شعارات الجمعة، التي أظهرت أن الحراك لم يفقد وهجه وسلميته حتى وهو يعد جمعته الحادية عشرة، رغم رهان السلطة على أفول الحراك مع مرور الوقت الذي بينت المسيرات أنه رهان خاطئ لأنه زاد من تعقيد مخططات السلطة وهو مؤشر على أن حركية الشارع وحيويته ووحدته أخلطت الحسابات وأسقطت السيناريوهات التي وضعت لخنق ثورة الجزائريين، ما يعني أن السلطة السياسية مطالبة بضبط عقارب توقيتها على ساعة الشعب دون تلاعب أو مماطلة.
تحت شعارات “ما راناش حابسين وفي رمضان خارجين” و”أنتم ما تحشموش وحنا ما نحبسوش”.. جدد الجزائريون العهد مع الأهازيج والدعوات الرامية إلى إنهاء مظاهر حكم بقايا العصابة بالوطن من خلال جمعة الحادية عشرة على التوالي، ففي العاصمة، ورغم سوء الأحوال الجوية والحواجز التي فرضتها قوات الدرك على مداخلها وخارجها، إلا أن التعبئة كانت قوية، كما هي الحال في جميع الولايات الأخرى وهو بمثابة رد قوي على المحاولات والمناورات والإشاعات لتفكيك الحراك، لكنها لم تنجح في أي منها، بدليل استمرار الحراك الذي دخل شهره الثالث بكامل سلميته.

ثورة الابتسامة.. نحن لن نستسلم

مثل الجمعات السابقة، شهدت مداخل العاصمة، عبر الطرق السيارة ازدحاما كبيرا، من جميع النواحي بسبب “السدود” الأمنية الكثيرة على مستواها، وهذا منذ ليلة الأربعاء، ثم الخميس إلى الجمعة، الأمر الذي منع الكثير من المواطنين من الالتحاق بالحراك الشعبي في العاصمة، وتسبب في عودة المئات منهم إلى الولايات المجاورة وحتى ولايات بعيدة عن عاصمة الجزائر.
أما الذين تمكنوا من الالتحاق بالعاصمة، فقد صنعوا أجواء استثنائية ليلة الخميس إلى الجمعة، وبدؤوا تظاهرهم عبر ساحتي البريد المركزي وموريس أودان، واستمروا إلى صباح يوم أمس الجمعة، حيث تجمهروا مبكرا في أدراج البريد المركزي، حاملين الرايات الوطنية مرددين مختلف العبارات المنادية برحيل “العصابة”، على شاكلة “حرروا الجزائر”، و”الجزائر حرة ديمقراطية”.
وطالب المتظاهرون في ما أطلقوا عليها بـ”جمعة الرفض لأنصاف الحلول”، بسقوط المحسوبين على النظام الفاسد ورفض أي مبادرة تساهم في إجهاض الحراك الشعبي الذي دخل الشهر الثالث من عمره، من خطوطه العريضة التي تهدف لبناء جزائر جديدة مع التمسك بتنفيذ كل المطالب الشعبية غير منقوصة كما يتعهد الفريق قايد صالح في كل خطاباته، وعلى رأسها رحيل رئيس الدولة عبد القادر بن صالح وبدوي والحكومة غير الشرعية القائمة ضد إرادة الشعب مع التسريع في إيجاد الحلول المتاحة للخروج من الأزمة.

استدعاء العصابة إلى تربص مغلق بالحراش

عبر المتظاهرون الذين تحدثت إليهم “الشروق” في ساحة موريس أودان والبريد المركزي عن إصرارهم على الإسراع في إيجاد مخرج للأزمة السياسية للبلاد، وعدم الالتفاف على ما أطلقوا عليه “ثورة الابتسامة” خاصة ونحن على أبواب شهر رمضان الكريم، بمقترح توافقي مع التشبث بالسلمية، والتلاحم الوطني والتحذير من الجهويات والفئويات مهما صغرت في علاج الأزمة بمختلف أبعادها ومستوياتها وتمكين القضاء من إحكام قبضته على “العصابة” التي عاثت طولا وعرضا في أموال الشعب فسادا وهدرا، ومواصلة تفكيك أواصرها ومحتوياتها المادية، البشرية وحتى اللوجيستيكية حتى يفهم الفاسدون، أن ساعة الحساب قد بدأت تدق للتخلص من هؤلاء.
وطلب المتظاهرون وبصوت واحد، من الفريق أحمد قايد صالح ضرورة متابعة ومحاسبة أصحاب “ملفات الفساد الثقيلة” عندما رفعوا بمدرجات البريد المركزي شعارا قويا وساخرا في نفس الوقت على طريقة المعلقين الرياضيين، بلافتة كُتب عليها “الناخب الوطني يستدعي كلا من علي حداد، رضا كونيناف، اسعد ربراب .. لتربص الحراش المغلق وعدم استدعاء أحد صانعي ألعاب الفريق الجزائري المغربي شيء محير”.

أجر الصوم وأجر النضال.. و”ماراناش حابسين”

مسيرات أمس بالعاصمة، والولايات الأخرى، أظهرت مرة أخرى، وعي المواطنين بمقتضيات المرحلة، وتفطنهم لكل محاولات التلاعب بمطالبهم الواضحة، إذ لا تنازل عن مطلب رحيل رئيس الدولة المؤقت عبد القادر بن صالح والوزير الأول نور الدين بدوي وكامل المسؤولين المشاركين في إيصال البلاد إلى هذا الوضع، مع تمسكهم بشعار الحراك “الشعب يريد.. يتنحاو قاع” و”ليبري لالجيري”.
وبصوت واحد أكد عدد من المتظاهرين بساحة أول ماي وهم يتأهبون للسير نحو ساحة البريد المركزي في ردهم على سؤال “الشروق”، بخصوص مصير الحراك الشعبي وشهر رمضان على الأبواب أن ليلة الأحد ستكون ليلة الشك في ثبوت هلال هذا الشهر الكريم أو عدمه “الجزائريون لن يستسلموا أبدا.. وثورة الابتسامة لن تتوقف بمشيئة الله”، وأصروا على الخروج إلى الشارع قائلين “الأجر أجران .. أجر الصوم وأجر النضال”.

إلى الحلقة القادمة.. يتبع!

الجمعة الـ11 من عمر الحراك الشعبي أعلنت بكل حناجرها أنها ترفض “أنصاف الحلول” التي تحول دون تحقيق التغيير المنشود ولم يعد أمام السلطة السياسية بموجب المادة 102، بعد فشل كل محاولاتها، إلا أن تعيد الأمانة إلى صاحب التفويض والسيادة، وفي هذا السياق، شهدت ساحة البريد المركزي تنظيم انتخابات رمزية قام خلالها المتظاهرون بالإدلاء بأصواتهم والتعبير عن آرائهم من خلال تدوينها في قصاصات ووضعها في صندوق شفاف، وذلك للتأكيد على ضرورة الاستماع إلى صوت الشعب والمطالبة بتجسيد إرادته في تنظيم انتخابات حرة ونزيهة.
كما رددوا شعارا قويا دوى سماء ساحة “موريس أودان “ماكانش الانتخابات كاين عصابات”، كما طلبوا بتفعيل المادتين 7 و8 من الدستور وضرورة تطبيقها بشكل يسمح للشعب باستعادة السلطة، وكتب أحد المواطنين “لا لانتخابات المزورين ولا لحوار الطرشان.. نريد مرحلة انتقالية برجالات نظيفة لأن الشعب هو الدستور”، فيما رفع مواطنون يافطة كبيرة بساحة البريد المركزي كتب عليها “الكلمة للشعب، نطالب بتطبيق المادة 7 و8، نريد رئيسا شابا…ارحلوا”.
ورد المتظاهرون على مسلسل الإقالات والتوقيفات التي شهدتها الجزائر في الآونة الأخيرة، أطلقت حناجر الآلاف من المتظاهرين على طول ساحة أول ماي، إلى شارع حسبية بن بوعلي، مرورا بساحة “موريس أدوان” والجامعة المركزية وصولا إلى البريد المركزي عبارات “الشعب يريد إعدام السعيد”، كما جلبت يافطة كبيرة جدا الأنظار بنهج باستور تم رفعها من طرف المواطنين كتب عليها “….يتبع…!”، هذه الكلمة التي اعتدنا على رؤيتها في الأفلام والمسلسلات، في إشارة إلى أن مسلسل التوقيفات الذي باشرته العدالة بمباركة من المؤسسة العسكرية، وسيف الإقالات الذي قطع العديد من الرؤوس التي عمرت مطولا في مناصبها تحت رعاية النظام الفاسد، مؤكدين أن الشعب سيستمر في الخروج إلى الشارع دون رجوع إلى غاية “محاسبتهم قاع”، والتأكيد على بقاء كلمته الفصل “يتنحاو قاع”.

شهادة طلاق بمحكمة سلمية تصنع الحدث

صنعت إحدى اللافتات التي رفعها متظاهر يقال عنه صاحب الشعارات الساخرة ويدعى عمي صالح، الحدث في مسيرة الجمعة الحادية عشرة من الحراك الشعبي، حيث لفتت انتباه المتظاهرين ووسائل الإعلام على حد السواء، كونها “هزلية للغاية” حيث كتب عليها مايلي:
شهادة طلاق: “ولاية: الجمهورية، الدائرة: خاوة خاوة، بلدية: ضد الفتة، عقد رقم 45 مليون نسمة، إن الزواج المنعقد بتاريخ 6 جويلية 1962 بوجدة بين عملاء فرنسا وجزائريين، قد وقع فسخه بالطلاق تبعا لحكم صادر عن محكمة سلمية سلمية تحت رقم 48 ولاية بتاريخ 22 فيفري 2019.
وبالمقابل، رفع عدد كبير من المتظاهرين لافتات لعلب ياغورت مثيرة للغاية تحمل علامة أويحيى كتب عليها “السم في الأسفل بنكهة فرنسا”، ورددوا شعار “اييييه فيفا لالجيري.. يتنحاو قاع” الذي هز ساحة البريد المركزي.

الوادي: دعوات إلى تكليف طالب الإبراهيمي بإدارة المرحلة الانتقالية

خرجت جماهير غفيرة بولاية الوادي في الجمعة الحادية عشرة على التوالي، ورغم أنها كانت الأضعف من حيث العدد بالمقارنة بالجُمعات السابقة، أما بخصوص الشعارات وحماسة الشباب فكانت قوية على غرار الجمعات السابقة، والشعارات أكثر حدة، وسقف المطالب مُرتفع وحازم، أين أكد المتظاهرون وأصروا على رحيل كل أفراد العصابة وجميع من تقلد أي مناصب سياسية في مراكز السلطة ومحيطها، في فترة الرئيس السابق بوتفليقة، وخص المتظاهرون بالذكر كلا من رئيس الدولة بن صالح ورئيس الحكومة بدوي ورئيس البرلمان بوشارب، ومن معهم.
وميز مسيرة الجمعة الحادية عشرة للحراك بولاية الوادي، قيام مجموعة من المُتحمسين برش الماء البارد على المتظاهرين في خطوة حسنة للتقليل من درجات الحرارة التي بلغت 37 درجة مأوية، التي جعلت الكثير من الشيوخ وكبار السن لا يقدرون على مواصلة المسيرة، ومنهم من غادرها قبل أوانها، حيث اقترح بعض الشباب المُنظم للحراك بالوادي، أن يتم تغيير موعد بداية الحراك من بعد صلاة الجمعة مباشرة، إلى ما بعد صلاة العصر، أو بعد صلاة العشاء، لاسيما أن الجمعة القادمة ستكون مصادفة لشهر رمضان المعظم.
ولم يفصل منظمو الحراك بالوادي في توقيت انطلاقه، فيما رجح الكثيرون بأنه سيكون بعد صلاة العصر، وردد المتظاهرون شعارات مناوئة للعصابة، وطالبوا بتطبيق أقصى العقوبات على الوزير الأول السابق أويحيى وإلقاء القبض على شقيق الرئيس السابق السعيد بوتفليقة، كما طالبوا الفريق القايد صالح بإزاحة كل أفراد العصابة من جذورها ومرافقة الشعب في تنصيب قيادة وطنية انتقالية لم تتلطخ أيديها بفساد فترة بوتفليقة ولا فترة العشرية السوداء، فيما تم اقتراح اسم الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي الذي رفعت صوره في المسيرة.
وأكد المتظاهرون من خلال إثارة نقاشات بساحة الشهيد حمة لخضر بالوادي، أن الشعب الجزائري الذي أبهر العالم بالسلمية والحضارية، لا يمكن أن يصوت على هتلر جديد، من خلال انتخابات حرة ونزيهة، كما أكدوا بأنه حتى في حال وقع ذلك فإن الشعب الجزائري الذي أظهر وعيا قل نظيره في العالم الحديث، فإنه سوف يسقطه كما أسقط واجهة النظام البوتفليقي.
وجدد المتظاهرون بالوادي رفضهم للانتخابات الرئاسية المقبلة، وأكدوا على ضرورة المرافقة الحقيقية للشعب من خلال إزاحة العصابة، ومنح مقاليد السلطة لشخصيات وطنية كما سبق ذكره، وذلك من أجل إعادة قراءة قانون الانتخابات، وتعيين لجنة مستقلة للانتخابات، وبعدها فتح المجال لتكوين الأحزاب والجمعيات في ظل التعددية الحقيقة بكل حرية وشفافية ونزاهة، وعليه لكل حزب الحرية في طرح برنامجه على الشعب في ظل الثوابت الوطنية التي قامت عنها ثورة الفاتح من نوفمبر المجيد، والذي يتمكن من إقناع الشعب ببرنامجه، سيفوز في النهاية عن طريق انتخابات نزيهة وشفافة، والكلمة النهائية تكون لصناديق الاقتراع في ظل الديمقراطية واحترام الحقوق والواجبات.

المسيليون يصرّون على محاكمة العصابة

لم يتأخر سكان مدينة المسيلة، عن الجمعة الحادية عشرة منذ بداية الانتفاضة الشعبية، للتأكيد على المطالب المرفوعة منذ 22 فبراير، وتمسك المشاركون في مسيرة الجمعة، بضرورة إحالة كافة أفراد العصابة على القضاء ومحاسبتهم بتهمة الخيانة العظمى والتخطيط لضرب استقرار البلاد ونهب خيراتها.
وبحسب ما تضمنته الشعارات والهتافات التي دوت في شوارع المدينة، فإنه لا بدّ من محاكمة الكثير من الوجوه المعروفة في عهد حكم عصابة السعيد بوتفليقة الذي استولى على مقاليد الحكم بطريقة غير شرعية وكذا رجال المال والأعمال المتواجدين حاليا رهن الحبس أو يخضعون إلى التحقيقات الابتدائية.
كما لم يفوت المتظاهرون الفرصة للتأكيد والتذكير بالدور الهام الذي تلعبه مؤسسة الجيش الوطني الشعبي في سبيل تحقيق الانتقال الديمقراطي والتخلص من بقايا النظام السابق الذين لا يزالون يتمسكون بالمناصب القيادية في مفاصل الدولة، حيث أكد المحتجون سلميا وقوفهم ومؤازرتهم لهذه المؤسسة التي تحظى باهتمام وتقدير الشعب الجزائري، مؤكدين وفق اللافتات المرفوعة بأن الجيش يحمي الوطن وأن الشعب يحمي الوطن في إشارة واضحة وصريحة إلى بعض الجهات والأبواق التي تحاول زعزعة هذه الثقة، مجددين التأكيد على أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية مهما تعددت الثقافات واللهجات.
وطالب المتظاهرون الذين رفعوا أكبر راية وطنية بطول يصل 360 متر تعبيرا أن الجزائريين تجمعهم راية واحدة ووطن واحد ومستقل واحد ولا يوجد من يفرق بينهم لأن القضية قضية وطن ومستقبل، مع التمسك برحيل المغضوب عليهم شعبيا، والشروع في مرحلة جديدة من تاريخ الجزائر، واقترح عدد كبير من المتظاهرين اسم أحمد طالب الابراهيمي لقيادة مرحلة انتقالية إلى غاية انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

“الجيش جيشنا والجزائر لنا” تدوي بالجلفة

يواصل سكان ولاية الجلفة حراكهم في كل جمعة، حيث تميزت الجمعة الحادية عشرة بخروج آلاف المواطنين على شكل حراك كبير وسط مدينة الجلفة، وتجمع آلاف المواطنين من جميع بلديات الولاية قادمين إليها قصد دعم الحراك الذي كان داعما للجيش الوطني الشعبي، ورفع المواطنون لافتة كبيرة علقت على أكبر نزل بالولاية يحمل شعارات تدعم الجيش الوطني، مؤكدين فيه أن تحالف الجيش والشعب سيقضي على أفراد العصابة التي لا تزال تحكم البلاد.
وقرر المتظاهرون هذه المرة التجمع وسط المدينة بدل المسيرات من أجل جمع المواطنين في مكان واحد وهو ما استجاب له المواطنون الذين أكدوا دعمهم المطلق لمؤسسة الجيش الوطني، كما طالب البعض بتطبيق الدستور والانتخابات تكون في مودعها ولا تأجيل لها.

سكان سعيدة: “لا انتخابات ولا مشاورات يدعو إليها بن صالح”

ضرب مرة أخرى وبقوة مواطنو ولاية سعيدة، موعدا مع التاريخ لمواصلة الحراك الشعبي، رغم الأمطار التي تساقطت على المنطقة، حيث خرجوا بعد صلاة الجمعة، في مسيرة حاشدة تغير عنوانها هذه المرة بشعارات نادت برفض إجراء الانتخابات الرئاسية في التاريخ المحدد، بعبارة “لا نريد انتخابات ولا مشاورات بن صالح”.
كما تكررت أخرى تؤكد على ما يريده الشعب الآن من تغيير جذري للنظام ومواصلة محاسبة كل من تسبب في الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي وحتى الرياضي الراهن للبلاد، كما هتف آخرون خلال هذه المظاهرة الشعبية الضخمة برحيل الباءات المرفوضة من طرف الشعب، ووجهوا رسائل سياسية متعلقة أساسا برفضهم المطلق الالتفاف والقفز على أهداف الحراك الشعبي السلمي، بترديد صيحات “نريد وجوها جديدة محل قبول شعبي وتؤسس لجزائر جديدة بنظام جديد”.
وقد عرفت مسيرة الجمعة الحادية عشرة بسعيدة التي نظمت تحت تأطير محكم لمصالح الأمن، تجمعا متزايدا للحشود بساحة الأمير عبد القادر الذي أصبح محطة للمتظاهرين بوسط المدينة، أين جددوا مطالبهم وشعاراتهم المتكررة منذ اندلاع الحراك، أهمها “لا لاستفزاز الشعب”، “تتنحاو قاع يعني قاع”، “يا هواري بومدين علمتنا أن لا نخون الوطن”، “الجيش الشعب.. خاوة خاوة”.

نشطاء يكرمون قادة بن عمار بالوادي

كُرم، مساء الجمعة، الزميل قادة بن عمار، ومختلف ممثلو وسائل الإعلام بولاية الوادي، من طرف ناشطين في الحراك بالوادي، بمناسبة اليوم العالمي لحرية التعبير، المصادف لـ3 ماي من كل سنة، وجاءت هذه المبادرة التي أكد القائمون عليها بأنها بمثابة عربون وفاء للصحافيين النزهاء الذين وقفوا مع الحراك وكانوا صوت الشعب، كما رافق عملية التكريم التي جرت أثناء الحراك بساحة الشهيد حمة لخضر بالوادي، ترديد شباب الحراك هُتافات وشعارات مُطالبة بحرية التعبير وحرية الصحافة، التي تعتبر أحد أعمدة بناء الدولة القوية والعادلة.

الوهرانيون: “انتخابات تمديد العهد البوتفليقي مرفوضة”

تظاهر آلاف الوهرانيين في الجمعة الـ11 للحراك الشعبي السلمي، بنفس الزخم والحماس، رافعين شعارات تصر على ثبات صوت الشارع عند موجة الرفض العاتية لكل وجوه النظام الفاسد، مؤكدين أن عمليات محاسبة ناهبي أموال الشعب، يجب أن تشمل سعيد بوتفليقة والجنرال توفيق وأمثالهم.
كما جدد المتظاهرون الهتاف بمطالبهم الجوهرية التي خرجوا منذ البداية لانتزاعها إلى الشارع، مرددين عبارات “ترحلوا قاع دون مفاوضات ولا مشاورات”، “لا حديث نقبل سماعه عن بن صالح وباقي الباءات سوى إقالاتهم”، مثلما أعلنوا رفضهم لمحاولة فرض عهدة خامسة لبوتفليقة بقناع جديد، مشيرين إلى أن الشعب واع ويفقه مؤامرات القوى غير الدستورية، التي لا تزال تستعين كعادتها بذبابها الإلكتروني ودماها التي دستها داخل مسيرات الحراك، معتبرين هؤلاء أسلحة صدئة لمعركة خاسرة لمموليها، حيث رفع أحد المتظاهرين لافتة عليها: “الذباب لا يهزم الرجال يا أولاد فرنسا”.
مثلما تكررت شعارات “نريد حلولا وطنية ونرفض الحلول الخارجية” خلال المسيرة الشعبية، والتي أوضح مرددوها أنهم يقصدون القوى الدولية الاستعمارية التي تخطط لضرب استقرار الجزائر بدعم وإيعاز من خونة الداخل، وليس الجزائريين الوطنيين المقيمين في الخارج.

” فخامة الشعب” يكرم صحفيي ولاية الوادي

كرم “فخامة الشعب” مختلف ممثلي وسائل الإعلام المحلية بولاية الوادي، وذلك بمناسبة اليوم العالمي لحرية التعبير المصادف لـ03 ماي من كل سنة، وذلك نظير التغطيات الإعلامية للحراك الشعبي بالولاية، بالإضافة إلى تثمين موقفهم بمقاطعة الاحتفال الرسمي الذي أقيم أمسية الخميس بدار الضيافة بحي 19 مارس من طرف والي الولاية.
وتفاجأ الزملاء بهذه المبادرة، التي أسعدت الجميع بشكل مُنقطع النظير، حيث أشرف على تنظيمها شباب الحراك الشعبي بالوادي، أين سلموا شهادات تكريمية كتب عليها، ”يتشرف فخامة الشعب الجزائري أن يمنح شهادة التكريم لكل صحفي باسمه، بمناسبة اليوم العالمي لحرية التعبير، اعترافا وتقديرا للمجهودات المبذولة لدعم الحراك”، كما سلموا الراية الوطنية مع شهادة التكريم.
وأحضر شباب الحراك بالوادي، مشروبات وحلويات كتب عليها ”اليوم العالمي لحرية الصحافة، فخامة الشعب يكرم الأحرار”، فيما تم تقسيم الحلوى في ساحة الحراك، وتوزيعها على الحاضرين، وألقى مختلف الزملاء كلمات مختصرة على الحاضرين لشكرهم على ما قاموا به في مبادرة هي الأروع من بين جميع التكريمات.
وقامت الأسرة الإعلامية بولاية الوادي، برفع لافتات في بداية الحراك، أي بعد صلاة الجمعة مباشرة، مفادها المطالبة بحرية التعبير ووقف التضييق على الإعلام، حيث حملت شعارات ”الصحافة صوت الشعب”، و” الصحافة ليست جريمة”، و”التضييق على الصحافة وصمة عار”، و”لا لقمع الحريات” و”حق الصحفي في الوصول إلى مصدر المعلومة”، وغيرها، فيما ألقى عميد الصحفيين بولاية الوادي خليفة قعيد، كلمة نيابة عن جميع الزملاء الحاضرين، بمناسبة اليوم العالمي لحرية التعبير، حيث تطرق لمعاناة الصحافة والتضييق عليها والمتاعب التي تتلقاها، كما طرح جملة من الاقتراحات للوصول لصحافة حرة وديمقراطية، كان من أهمها هو إعادة النظر في قانون الإعلام وإصدار قانون للإشهار، وفتح المجال السمعي البصري لمؤسسات جزائرية بحتة.

مسيرات حاشدة في الجمعة 11 والحراك يتكيف مع رمضان

في أجواء برائحة رمضان والتحضير لشهر الصوم وفي أجواء باردة نوعا ما وماطرة أيضا، أصر مئات الآلاف بمدن شرق البلاد على أن تكون الجمعة الأخيرة من شهر شعبان متميزة، ووصل الأمر إلى أن جمع بعض الشباب سلعا استهلاكية وأدوية وألبسة لصالح اليتامى والمعوزين في قلب المسيرات، وضربوا موعدا رمضانيا قريبا، اقترحه البعض أن يكون يوميا بعد أداء صلاة التراويح.

القسنطينيون يتحدّون الطقس البارد

بمجرد نهاية صلاة الجمعة، حتى استرجعت قسنطينة حيوية شوارعها وعلى نفس المسار المعتاد وبنفس الشعارات، وهي ضرورة مغادرة كل رؤوس الفساد، ومحاسبتهم، حيث كان الشعار هذه المرة المغادرة مع المحاسبة، وظهر في مسيرة قسنطينة بعض عناصر الجمعيات الخيرية التي جمعت بعض المواد الغذائية والأدوية لصالح المحتاجين والمرضى.
كما جدد المتظاهرون مطالبتهم بضرورة رحيل جميع رموز النظام القديم، ومحاسبتهم على ما اقترفوه في حق الوطن والشعب، وعبّروا عن رفضهم القاطع لاستمرار عبد القادر بن صالح كرئيس للدولة، ورفض إجراءات انتخابات جويلية المقبل. ولم تتأخر النساء والفتيات عن موعد مسيرة الجمعة للتعبير عن إصرارهن على مواصلة الحراك إلى حين تحقيق المطالب الشعبية المرفوعة منذ أول جمعة.

ميلة: “صامدون صامدون.. بمطالبنا متمسكون”

خرجت بولاية ميلة، في الجمعة الحادية عشرة، حشود هائلة من المواطنين في مسيرة سلمية ضمت في صفوفها جميع الفئات من نساء وشيوخ وأطفال وحتى رضع رفقة أمهاتهم، والذين تدفقوا بكثرة عبر 32 بلدية على عاصمة الولاية ميلة وبالضبط بساحة عين الصياح وسط المدينة، حيث انطلقت المسيرة كالعادة من ساحة عين الصياح مرورا بالشارع الرئيسي بقلب المدينة وصولا إلى مقر الولاية.
وطالب عشرات الآلاف من المتظاهرين من خلالها بحكومة انتقالية ومحاكمة من وصفوهم بالفاسدين والمفسدين، وندد المحتجون الذين خرجوا بأغلب البلديات الكبرى كشلغوم العيد وفرجيوة، القرارم قوقة، التلاغمة، تاجنانت، وادي العثمانية، وغيرها بمحاولة الالتفاف على سيادة الشعب، مؤكدين على ضرورة رحيل بقية رؤوس نظام بوتفليقة وفي مقدمتهم عبد القادر بن صالح ونور الدين بدوي ومحاسبتهم ومحاسبة كل من نهب المال العام . وسار المتظاهرون حاملين العلم الوطني وأبناؤهم على أكتافهم هاتفين بحياة الجيش والشعب، فضلا عن شعار “تتنحاو قاع”.

قالمة: إصرار على استرجاع الأموال المنهوبة

جدد، أمس، سكان ولاية قالمة، خروجهم إلى الشارع في مسيرات سلمية حاشدة، انطلقت للجمعة الحادية عشرة على التوالي، من مختلف أحياء المدينة عقب صلاة الجمعة مباشرة، باتجاه الشوارع الرئيسية للمدينة، بشارع أول نوفمبر ونهج سويداني بوجمعة، حيث تجمعت حشود المتظاهرين رافعين عدّة شعارات تطالب برحيل الباءات ومحاسبة العصابة.
وجدد المتظاهرون في شعاراتهم رفضهم القاطع للانتخابات المقررة في الرابع من شهر جويلية المقبل، وأكدّوا على تلاحم الشعب ومؤسسة الجيش الوطني الشعبي. المتظاهرون طالبوا بضرورة سقوط كل رموز النظام القديم وما تبقى من باقي الباءات وفي مقدمتهم نور الدين بدوي وحكومته وكذا رئيس الدولة عبد القادر بن صالح.
المتظاهرون الذين رفعوا أعلاما وطنية ضخمة زادت مشهد المسيرات الحاشدة جمالا بشارع سويداني بوجمعة، وساحة 19 مارس المقابلة لمقر المجلس الشعبي الولائي، تجمهروا بالآلاف أمام مقر الولاية ورددوا العديد من الشعارات التي تطالب برحيل جميع رموز النظام القديم وفي مقدمتهم رئيس الدولة عبد القادر بن صالح والوزير الأول نور الدين بدوي وحكومته، وتعيين طالب الإبراهيمي رئيسا للمرحلة الانتقالية، ومحاسبة الفاسدين واسترجاع أموال الشعب.
وأطلق المتظاهرون من مختلف فئات المجتمع تسمية جمعة “الرحيل” على الجمعة الحادية عشرة، مؤكدين على إصرارهم في مواصلة الحراك الشعبي حتى تحقيق كل المطالب، مرددين “يا شهيد غير ارتاح.. سنواصل الكفاح”.

حراك سكيكدة: “لا انتخابات في وجود الباءات!”

رفض سكان ولاية سكيكدة المشاركة في الانتخابات الرئاسية التي دعا إليها رئيس الدولة الحالي عبد القادر بن صالح في الرابع من شهر جويلية المقبل، وذلك خلال المسيرة السلمية الحادية عشرة التي شهدت حضور حشود هائلة من المواطنين الذين تدفقوا على عاصمة الولاية سكيكدة منذ الصباح الباكر والقادمين إليها من مختلف بلدياتها البالغ عددهم 38 بلدية.
وانطلقت المسيرة هذه المرة من المركب الرياضي البلدي 20 أوت 1955 وجابت مختلف الشوارع منها حي الممرات مرورا بالشارع الرئيسي ديدوش مراد وصولا إلى ساحة أول نوفمبر 1954، رفعوا خلالها عدة شعارات جاء فيها على الخصوص “ما نديروش انتخابات حتى تروح النفايات”، “مانديروش انتخابات حتى تروح الباءات”، “مانديروش الانتخاب حتى تسقط الذئاب” كما طالبوا أيضا بحكومة انتقالية بقيادة أحمد طالب الإبراهيمي، حيث حملوا صوره وهتفوا بحياته وحياة الجيش الوطني الشعبي مطولا، وألحّوا وبشدة على محاكمة الفاسدين على مستوى ولاية سكيكدة.

المتظاهرون بجيجل يحتفون بذكرى وفاة محمد الصديق بن يحيى

تخللت المسيرة الشعبية التي نظمها “الجواجلة” نهار أمس الجمعة، وقفة استذكر بها المتظاهرون رمز الدبلوماسية الجزائرية محمد الصديق بن يحيى، التي تصادف أمس الجمعة، الثالث ماي إذ مرت الذكرى الـ37 لوفاته، ويعتبر محمد الصديق بن يحيى أحد الرموز الثورية وينحدر من ولاية جيجل، ترك مسيرة غنية بدأت خلال الثورة كمجاهد ثم الأمين العام لأول حكومة جزائرية مؤقتة، ثم تدرج بعد الاستقلال في مختلف مناصب المسؤولية إلى غاية وفاته سنة 1982 بعد إسقاط الطائرة التي كان على متنها لما كان في مأمورية صلح بين العراق وإيران.
واختار المتظاهرون خلال مسيرتهم إحياء الذكرى عن طريق وقوف دقيقة صمت قبيل انطلاق المسيرة، وواصل سكان جيجل حراكهم الشعبي للجمعة الحادية عشرة في الوقت الذي كانت الشعارات تتمحور حول المطلب الرئيسي للحراك المتمثل في رحيل العصابة دون استثناء، معتبرين أن محاكمة رجال الأعمال والشخصيات المتهمين بالفساد ليس المطلب الرئيسي ولا يعني شيئا ما لم يتحقق المطلب الرئيسي المتمثل في رحيل العصابة وتطبيق المادتين 7 و8 من الدستور.

الحرارة لم تمنع البساكرة من اكتساح الشوارع

كان أبناء مدينة بسكرة، ورغم حرارة الجو في الموعد، حيث واصلوا حراكهم الشعبي لتجديد المطالب نفسها لكن بإصرار أكبر وبصوت أعلى هذه المرة وسط حضور من أمكنهم الحضور من مختلف أطياف المجتمع البسكري حيث تدفقت وفود المتظاهرين من كل الأحياء بعاصمة الولاية ليتم التجمع كالعادة بساحة الحرية، حيث أطلق الجميع العنان لحناجرهم وشعاراتهم هاتفين بصوت واحد ضد العصابة وضد الحكومة الحالية ومطالبين بمحاسبة الفاسدين وتحقيق مطالب الشعب كاملة.
كما تم أيضا ولأول مرة إعداد “تيفو” مميز بلمسة بسكرية نقل من خلاله أصحابهم مطالبهم ومطالب الحراك البسكري عامة وعلى غرار الجمعات الماضية، فإن المؤطرين الذين يتميزون بارتدائهم صدريات، ساهموا في حسن تنظيم التجمع بساحة الحرية مجسدين بذلك شعار “سلمية سلمية” وموفرين لكل المشاركين الوافدين من مختلف أحياء وبلديات الولاية الأجواء المناسبة لمواصلة المسيرات والتظاهر إلى غاية تحقيق كل المطالب.

شباب يقطع 700 كيلومتر من تيزي وزو للتظاهر بمعسكر

شهدت المسيرة رقم 11 في ولاية معسكر، الجمعة، انضمام عدد من المواطنين القادمين ولاية تيزي وزو لمشاركة أبناء عاصمة الأمير عبد القادر رحلة طرد العصابة، حيث حملوا لافتات كبيرة مطالبين برحيل النظام واقتراح أسماء جديدة على الحراك الشعبي.
وانطلقت الجموع كعادتها من ساحة الأمير عبد القادر بقلب المدينة نحو كبريات الشوارع والساحات العمومية من أجل مواصلة النضال، واستكمال مهمة ترحيل ما بقي من رموز النظام والمطالبة بالإسراع في محاسبة المسؤولين الفاسدين ورفع الحصانة والامتياز القضائي عنهم، كما لم تمنع الأمطار التي تساقطت ظهيرة الجمعة على مدينة معسكر المواطنين من التهافت على المدينة، والانطلاق في المسيرة التي تميزت برفع تيفو كبير على شرفة إحدى البنايات المطلة على ساحة الأمير عبد القادر بمعسكر التي حملت وجوه النظام الفاسد وعبارات تطالب برميهم في مزبلة التاريخ.

صحفيو تيزي وزو في مسيرة للمطالبة بتحرير الإعلام

خرج صبيحة الجمعة صحفيو ومراسلو مختلف المؤسسات الإعلامية الناشطين بولاية تيزي وزو، في مسيرة سلمية بعاصمة الولاية بمناسبة اليوم العالمي لحرية التعبير، حيث طالبوا بتحرير السلطة الرابعة من التبعية والضغوطات الممارسة ضدها من قبل النظام، الذي لا يستمر في اعتماد سياسة تكميم الأفواه، وتضليل الرأي العام بالتضييق على حرية التعبير ومعاقبة المؤسسات التي تناضل جاهدة لممارسة أدني واجباتها الإعلامية ناحية المجتمع.
منتسبو الأسرة الإعلامية قاموا بوضع باقة من الزهور في النصب التذكاري الخاص بشهداء القلم الذين اغتيلوا بتيزي وزو، ومنه انطلقوا في المسيرة التي رفعوا فيها شعارات منادية بدولة ديمقراطية تحترم فيها الحقوق وتجسد فيها سيادة الشعب والقانون، مجددين مساندتهم المطلقة للحراك الشعبي ودعم المطالب الشرعية التي يرفعها الشعب، خصوصا وان المناسبة تزامنت مع الجمعة الـ11 للحراك.

بجاية: “ماراناش حابسين.. في رمضان خارجين!”

على وقع هتافات “أولاش السماح أولاش” و”كليتو لبلاد يا السراقين”، تم إعطاء إشارة انطلاق مسيرة الجمعة رقم 11 من ساحة دار الثقافة “الطاوس عمروش” التي أضحت تلقب بساحة الحراك، بمشاركة مئات الآلاف من المواطنين، كبار وصغار، نساء ورجال، كلهم يصرخون بصوت واحد “الشعب يطالب برحيل النظام بكامله”، حيث غطت في هذا السياق الحشود البشرية كل الشوارع الرئيسية للمدينة، وحناجرهم تردد العديد من الشعارات منها “قولوا لأمي ما تبكيش.. الجزائر ستتحرر” و”لا لانتخابات المزورين” و”تتنحاو ڤاع وتتحاسبو ڤاع”.
ويرى المتظاهرون الذي شكلوا طوفانا بشريا خرج إلى شوارع مدينة بجاية أنهم لا يزالون يعيشون مرحلة عبد العزيز بوتفليقة وذلك رغم مرور شهر كامل عن تقديم هذا الأخير لاستقالته تحت ضغط الشارع، مطالبين برحيل النظام بكامله مع محاسبة كل الذين تغنوا بـ”الفخامة” على مدار سنوات طويلة، حيث أشار أحد المواطنين، في هذا السياق، أن الشعب أضحى مصرا أكثر من أي وقت مضى على رحيل وجوه النظام على رأسهم ما أضحى يطلق عليه بالباءات الثلاثة ويقصد بذلك كل من بن صالح وبدوي وبوشارب.
وأكد آخرون “لا داعي لتضييع الوقت ومحاولة الالتفاف حول مطالب الحراك”، قبل أن يضيف “إن تطلب الأمر سنخرج حتى في شهر رمضان الكريم” بشعار “ماراناش حابسين.. في رمضان خارجين”، قبل أن يؤكد مرة أخرى الشارع رفضه المطلق لانتخابات بن صالح المزمع تنظيمها يوم 4 جويلية القادم، تحت رعاية حكومة بدوي ومجلس فنيش بالقول: “لا لانتخابات المزورين”، وقد طالب المشاركون في هذه المظاهرة بوقف ما أضحى يطلقون عليه بـ”المسرحيات”، ويقصدون بذلك التحقيقات التي تم فتحها مؤخرا في قضايا الفساد، هذه الأخيرة التي تجرى في ضبابية تامة وسط تعتيم إعلامي رهيب، مؤكدين أنه “لا محاكمات إلا بعد تحرر العدالة ورحيل العصابة”.

دقيقة صمت ترحما على أرواح شهداء مهنة المتاعب

وشاءت الصدف مرة أخرى، أن تتصادف مسيرات الحراك مع مناسبات وأعياد، كما كان الحال مع مسيرة الجمعة التي تزامنت مع اليوم العالمي لحرية التعبير أو حرية الصحافة كما يحلو للبعض تسميته، حيث وقف المشاركون في المظاهرة دقيقة صمت بساحة “السعيد مقبل” ترحما على روحه الطاهرة وعلى أرواح جل الصحافيين الذين ضحوا بأرواحهم من أجل كلمة الحق، مع الإشارة أن مهنة المتاعب قد دفعت الفاتورة غاليا إبان العشرية السوداء بعد اغتيال نحو 103 صحفي ذنبهم الوحيد أنهم رفضوا الكذب على الشعب والركوع أمام أعداء الوطن، حيث فضل هؤلاء الموت على أن تحول الجزائر إلى سجن للحريات.

https://www.facebook.com/Echorouk/videos/2198185596938008/?__xts__%5B0%5D=68.ARCI-cLaNRN2GbnRX0sFi2yu1ZFRgONb3OJnqOdCeTgONcgkLxVC7YVUen4KFfjOYzzU6kNBsbdgM9AY5xhtc6LpGw3xm0XMfJT9SLjC5XGDdNtov98nluD4bUSJ_YLBprdtcF25_fl9dwv0NiYVzr9JeJy9z9I4_NHUu7vGbHk9MoNoMdfbgTNcQ8Q5JVNOVQj3QJ7Eh-R84vPgtUYzmZ-BIr0I1RCQ9bKnV07uQq1rV_R2tfcrDVcRFozBLDy5mwT-tRnu18CXh2eNiJ9jHSo6d4bjQCdOAurF8MKwbiEqgsXcELiE5Vj11_aEwi9dtq52f2YrE9LioJPg-UiTQisLBeKGRw&__tn__=-R

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!