-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ماتت قبل سماع النتائج السارة بتيسمسيلت

السرطان الخبيث يحرم سماح من فرحة “البيام”

حميد زغارية
  • 740
  • 0
السرطان الخبيث يحرم سماح من فرحة “البيام”
أرشيف

فقدت عائلة ماحي بولاية تيسمسيلت، ابنتها سماح ماريا صاحبة الـ15 سنة، بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان الذي أصابها وأقعدها سنين على فراش المرض بعدة مستشفيات، وذلك أياما قلائل قبل إعلان نتائج امتحانات شهادة التعليم المتوسط، دورة 2024، التي أجابت عن أسئلتها وهي في سرير المستشفى، على أمل رؤية النتائج السارة التي تفرحها وتفرح أهلها، شاء القدر أن تتحصل التلميذة النجيبة على معدل 15.98 وتتصدّر قائمة الناجحين بمحيط منطقتها بتقدير “جيّد”، في حضور محبيها بدونها.
وتوفيت التلميذة سماح ماريا، التي تدرس بمتوسطة “الشهيد شتوى أمهني” بمدينة تيسمسيلت بعد أن تفاقمت حالتها الصحية أياما قليلة عقب اجتيازها امتحان “البيام”، ليتم نقلها إلى مستشفى “مايو” بالجزائر العاصمة.
وتوفيت في وقت متأخر من اليوم التالي، أي 5 أيام قبل موعد صدور النتائج، تاركة وراءها ألما كبيرا وحزنا عميقا يعتصر قلوب كل من عرفها من زملاء وأصدقاء المدرسة، وكل من عرف قصتها وهي تكافح منذ 6 سنوات ضد السرطان الخبيث، رافضة تسميتها بـ”المريضة”.
وتمكّنت سماح ماريا من النجاح بتفوق في امتحان “البيام”، فما كادت تنطفئ لوعة الفراق، حتى أعلنت وزارة التربية عن نتيجة ماريا التي شرّفت بها عائلتها وهي في قبرها.
وانتشر خبر وفاتها بسرعة بعد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع صورة الفقيدة وصورة النتائج التي تحصلت عليها، وتحولت صفحات التواصل الاجتماعي عبر مختلف ولايات الوطن إلى منصات لتقديم التعازي والمواساة لعائلة الفقيدة سماح ماريا مع الدعاء لها بالرحمة والمغفرة.
وفي هذا السياق، كتب الأستاذ محمد سعاد، عضو جمعية “الفجر” لمرضى السرطان، التي رافقت الفقيدة طيلة فترة علاجها الكيماوي، تعبيرا عن هذا الموقف الحزين، منشورا على حسابه الشخصي، جاء فيه: “فما كادت تنطفئ لوعة فراق البرعمة سماح ماريا، حتى أعلن عن نتائجها التي شرّفت بها عائلتها وهي في قبرها”، وأضاف: “كنا ننتظر معها بكل شوق صدور نتائج الامتحان لنفرح معها ونكرّمها بمقر الجمعية، لكن قدّر الله وما شاء فعل، وتوفتها المنية قبل ذلك، وانتقلت إلى الرفيق الأعلى”، وختم منشوره قائلا: “إن المرحومة سماح، التي أعتبرها ابنتي، كانت البطلة التي علمتنا دروسا لن ننساها وهي تحتضر على فراش الموت، والقلم بين أناملها الجميلة، تخط وتركّز بعناء كبير، علمتنا بذلك كيف نكد ونتعب من أجل الوصول إلى الهدف، وكيف نكمل رسالتنا التي كلفنا بها ربنا، عزّ وجل، إلى آخر رمق من حياتنا”.
وذكر أحد أساتذة الفقيدة سماح في حديثه مع “الشروق”، أنها كانت تلميذة مثابرة لم تستسلم للمرض من أجل تحقيق حلمها، رغم أنها كانت تنتقل بانتظام بين تيسمسيلت والعاصمة لتلقي العلاج الكيماوي، وكانت تضطر أحيانا إلى المكوث في المستشفى، لكنها أصرت على مواصلة الدراسة والنجاح، واصفا إياها بـ”مدرسة في الأمل والنضال”، ومثلا حيا على الإصرار وحب الحياة، تؤمن بأن النجاح ممكن.
وحاولت جريدة “الشروق” أخذ تصريح من محيط عائلة المرحومة سماح بعد تقديم واجب العزاء، غير أننا لم نستطع ذلك، نتيجة حالة الحزن الشديد الذي أصاب كل أفراد العائلة بفقدان ابنتهم، خاصة وأن الفقيدة سماح ماريا كانت قد غادرت المستشفى بعدما اجتازت كل اختبارات الامتحان فرحة مسرورة، على أمل أن يشهد والداها نجاحها، مما جعل فقدانها صدمة للجميع.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!