الرجل “المصلحجي”: أريدها عاملة مستقرة وتملك فيلا بمسبح!
انتشرت من سنوات الكثير من طلبات الزواج الغريبة، على شاكلة أريدها جميلة جدا ومرتاحة ماديا، أو ممتلئة الجسم مع تحديد مقاس الخصر، والأدهى والأمر هو اشتراط أن تكون موظفة، وليس أي وظيفة بل عاملة مستقرة، ويا حبذا لو تملك سكنا!!
قرأت إعلانا صدمني
ظنت نوال نفسها تتخيل حين وقعت عينها ذات مرة على إعلان زواج فيه من الشروط ما يصدم على حد قولها، فالرجل كان حريصا كل الحرص على تحقيق كل أحلامه على يد الفارسة التي ينتظرها بفارغ الصبر وعلى أحر من الجمر.. لقد نشر عبر حسابه على فيسبوك بأنه يريد امرأة ميسورة الحال، كثيرة المال، بوظيفة دائمة ودخل مقنع، وأكّد على أن تكون طبيبة مختصة في طب النساء والتوليد أو طب الأطفال، ولا مانع إن كانت أستاذة جامعية أو محامية لديها مكتب محترم، هذا فضلا عن تكفلها بموضوع السكن إن كانت لا تريد العيش مع أهله في شقة من ثلاث غرف لأنه لا يستطيع أن يستأجر لها بيتا.
الوسيم الذي تنقصه فيلا!
وفي طلب آخر طريف ولكن صاحبه جاد جدا فيما يريده، تقول أميرة بأنها تلقت طلب صداقة من رجل وسيم للغاية، وأول ما بادرها بالقول أنه يبحث عن زوجة يكمل معها حياته في هناء وطمأنينة.
تضيف أميرة: “تحمّست له، سيما وأنه جذاب للغاية ولا أخفي أني طمعت أن يكون من نصيبي لكن حلمي تبخّر حين قال بأنه يريد زوجة ثرية تملك فيلا بمسبح.. ظننته يمزح في البداية غير أنه أقسم بأن حلمه منذ الصغر كان حياة الرفاهية ولم يستطع الوصول إليها بمجهوده لذلك لا مانع أن يوصله شكله!”.
الزوجة المغتربة أجمل أمنية
ودائما حول زواج المصلحة، عبّر وليد عن حلمه الكبير في زوجة مغتربة تمنحه تأشيرة الإقامة في ألمانيا لأنه حسب قوله مل من حياة الفقر و”الميزيرية” في الجزائر، وبالغ في انتهازيته حدّ نشر إعلان يقول فيه أنه يريد زوجة مغتربة مهما كان سنها، المهم تأخذه بلا رجعة لبلد الأحلام، ومثله حسام الذي ظل لسنوات يطارد المغتربات عبر مواقع التواصل الاجتماعي عله يفلح في اصطياد الفريسة المنشودة التي توفر عليه الجهد والمال.
المختصة الاجتماعية أمال حفصة زعيون: زواج المصلحة أصبح ظاهرة
تقول أمال حفصة زعيون، مختصة اجتماعية في الأسرة وصحفية، وباحثة في الدكتوراه: “إن زواج الرجل من امرأة لمالها وعملها بهدف المصلحة فقط، فكرة أصبحت منتشرة بكثرة في الآونة الأخيرة، لذلك إذا أردنا التعمق في الظاهرة نجد أنه يوجد نوعين من الأسباب:
أولا: أسباب تعود للرجل نفسه، فهناك رجال من ذوي الشخصيات الاتكالية وغير المسؤولة وكذلك الذين يتصفون بالطمع والأنانية، هؤلاء اذا نظرنا في حياتهم وخلال تنشئتهم الاجتماعية نجدهم يعتمدون على الغير. سواء كان على مستوى أسرتهم كالطفل المدلل، أو على مستوى الوالدين كأن يرى أمه تعمل وتصرف على المنزل كالأب أو أكثر منه، وهذا يرسخ فكرة في ذهن هذا الشخص تتمثل في الاتكال والاعتماد على الآخرين. فحتى عندما يكبر ويجد عمل يظل دائما يبحث عن أشخاص آخرين للاتكال عليهم كالزوجة مثلا أو حتى صديق أو غيرهم.
أما الجانب الثاني من الأسباب التي تدعم سلوك زواج المصلحة عند الرجل هو الأفكار المنتشرة في المجتمع التي تدعو إلى أن الرجل حاليا غير قادر على تلبية متطلبات العيش وأن المرأة العاملة أو التي تتوفر على المال والبيت هي الحل الأمثل كي يعيش حياة هنيئة دون تعب.
من جانب آخر تضيف ذات الأخصائية إنه “في ظل الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها الجزائريون صار الكثيرون يتوجهون إلى هذا الاختبار دون الأخذ بعين الاعتبار هل سينجح حقا هذا الزواج إذا لم تكن هناك قيم التفاهم والأخلاق والاستمرارية قبل اتخاذ قرار الزواج. كما أن هناك من يعتقد أن زواج المصلحة هو زواج عقلاني بعيد عن العاطفة، لكن في الواقع الزواج العقلاني أساسه التوازن بمعنى لا ضرر في اختيار زوجة مرتاحة ماديا ولكن يجب التفكير أيضا في التكافؤ بينهما والتفاهم لتحقيق الاستقرار الأسري بعد الزواج بعيدا عن الطمع والاستغلال”.
هذا وأوضحت المختصة زعيون إنه “من المهم أن نذكر أن زواج المصلحة للزوج فيه درجات: فهناك من يبحث عن امرأة عاملة مثلا لتساعده في المصاريف لأن حالته المادية متوسطة وهو مجبر على كراء بيت، وآخر يفضل امرأة عاملة ولديها مال رغم ان حالته المادية جيدة لتساعده في جانب الكماليات كالذهاب في الرحلات السياحية مثلا، فإذا كان ذلك عن تفاهم وتراض بينهما لا يوجد إشكال بل هذا نوع من التعاون الأسري بشرط ألا تحس المرأة أنها مستغلة طبعا “.
وعن المشكل الذي يتربص بالزواج حسب الأخصائية، فهو أخذ الزوج المال من زوجته، كله أو جزء منه دون رضاها أو أن يجبرها على دفع المصاريف في مكانه استغلالا منه لمالها، وهناك حالات لزوجات وجدن أنفسهن يصرفن على البيت لأن أزواجهن يصرفن مالهم على الشرب أو المخدرات أو ما يستهوونه وأحيانا لا يعمل هؤلاء الرجال وتبقى المرأة تتخبط في هذه الحالة لوحدها لتعيل أبناءها”.
بخصوص بداية الإستغلال كيف تكون تقول الأستاذة زعيون أن عديد النساء يتعاطفن مع الرجل ويساعدنه ماديا أحيانا قبل الزواج، وهنا تبدأ رحلة الاستغلال”، وهنا تنصح الأخصائية كل امرأة قبل الزواج أن “تكون واعية جدا في اختيارها وأن تتحدث في هذا الموضوع بانتباه كبير مع خطيبها أثناء التعارف دون أن تعبر عن رأيها بشكل مباشر لتفهم ماذا يريد هذا الرجل منها كعاملة أو من مالها مستقبلا وعن رؤيته لكيفية صرف المال على الأسرة”.