-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الذكاء الاصطناعي والغباء الطبيعي

الذكاء الاصطناعي والغباء الطبيعي

بكثير من التفاؤل والبهجة، استقبل الجزائريون موسم الحصاد الذي انطلق في الجنوب وسيُستكمل بعد عيد الأضحى المبارك في الشمال، ويتطلعون إلى أكبر إنتاج من الحبوب في تاريخ الفلاحة الجزائرية، الذي يجعلهم على بُعد بضع سنابل خُضر من تحقيق الاكتفاء الذاتي، لتأمين غذائهم ضمن رحلة استكمال الاستقلال الحقيقي.

في المقابل، وبكثير من الوضاعة، يواصل الذباب، عفوا صراصير الإعلام المخزني “الاجتهاد والسهر”، في متابعة كل النشرات والتقارير الإعلامية الجزائرية، إلى حدّ حفظ تفاصيلها عن ظهر قلب، التي ربما لم يتابعها الجزائريون، من أجل تأكيد غبائهم الطبيعي الذي تحوّل من مرض عابر، ووباء مُعدٍ، إلى داء نفساني مزمن، يشكّل خطرا على المغرب وشعبه.

يُمتّع أهل أدرار وتيميمون، مثل أهل المنيعة وغيرها، هذا الربيع، أنظارهم، بمعدّات الحصاد القادمة من كل مكان لمساعدتهم على حصد وتخزين ما جادت به أرضهم من خيرات، في تحدٍّ جميل صنعته الصحراء الجزائرية التي وصلت خيراتها إلى القارة الأوروبية، وسمّتها المنظمات الفلاحية الدولية سلة غذاء العالم المستقبلية، من دون افتخار ولا كِبْر، في الوقت الذي يُعمّش أهل المخزن ناظرهم في عدّ الحاصدات والشاحنات، ومقارنتها بما هو موجود عندهم، وينتهون بعد ضرب أخماس في أسداس، ووساوس في أحقاد، إلى نتيجة “الذكاء” الاصطناعي، في أحقر غباء طبيعي.

يجب الاعتراف لأهل المخزن بـ”تفوّقهم” الكبير في بعض التكنولوجيات الحديثة، ومنها مواقع التواصل الاجتماعي، عندما حوّلوها من وظيفتها الأساسية وهي التواصل والاجتماع والاستفادة منها إيجابا، إلى منابر لتجهيل الشعب بالأكاذيب، ونقل أمة بريئة بأكملها، من واقعها المرير مع الفقر والأمية والعبودية، وجغرافيتها المنزوعة المدن والجزر، إلى مواقع تجرّهم إلى تاريخ غير موجود أصلا، يعطيهم من خياله، رفات أقدم رجل وحيوان وأقدم حجارة في التاريخ، ويمنحهم الكسكس وخيط الروح والقفطان والمالوف والراي والرغيف، ويمدّ أقدامهم في جغرافية تمتد إلى ما وراء موريتانيا، وهم لم يحرّروا بعد رؤوسهم المطأطئة، من أقدام ملوكهم أو “مالكيهم” سجودا وركوعا.

وما إن دخل العالم فضاء تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، الذي أقامت له دولٌ مديريات وكليات وحتى حقائب وزارية، حتى باشروا السعي لأجل تحويله إلى مخدّر آخر لتسيير شعب مغربي سيُحجّمون له ما أنجزه غيرهم، وبالضرورة الجزائريون، بما يسمونه هم، ذكاء اصطناعيا، ويضيفون لأنفسهم ما شاؤوا أيضا بما يسمونه ذكاء اصطناعيا، بهدف واحد ووحيد، وهو استغباء الشعب المغربي الذي استعملت معه العائلة العلوية وعبيدها وجواريها، كل الطرق غير المشروعة ليبقى عبدا لها، من سحر ومخدرات وسياحة جنسية وتهويد، وانتهاء بنقله بالكامل من حياة الواقع إلى خيال المواقع، ومن الذكاء الاصطناعي إلى الغباء الاصطناعي.

الذي سقى أرضه بالدماء لا يضرّه سقيُها بالعرق، معادلة بسيطة جدا لا يفهمها إلا العزيز.. عفوا إلا العزيز فقط.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!