-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
شباب يبتكرون حلولا للرصد في عمق البحر

الذكاء الاصطناعي لزيادة إنتاج السمك وتنوعه في الجزائر

وهيبة سليماني
  • 193
  • 0
الذكاء الاصطناعي لزيادة إنتاج السمك وتنوعه في الجزائر
أرشيف

تملك الجزائر شريطا ساحليا، يمتد على مسافة 1200 كلم، وثروة سمكية لا يستهان بها، لكن يحتاج ذلك إلى إطار عمل وسياسية للأنشطة البحرية، واستغلال التقنيات الحديثة لإعطاء نظرة عامة وشاملة حول بعض الأنواع السمكية، وكنوز أعماق مياه البحر وطبيعة كل منطقة منه.
ورغم اتجاه الجزائر نحو مشاريع تربية المائيات، إلا أن بعض المشاكل المتعلقة سواء بالحفاظ على الأنواع السمكية والمرجان، التي يسببها التلوث، والتغير البيئي والمناخي، استدعت تشجيع بعض البحوث والابتكارات والمشاريع المصغرة المقرونة في الغالب بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
وفي هذا السياق، برنامج “الاقتصاد الأزرق الصيد البحري وتربية المائيات”، وبالتنسيق مع وزارة الصيد البحري والمنتجات الصيدية والاتحاد الأوربي، الفائزين الشباب في جائزة “هاكاثون ديجيتال بلو هاك”.
ويهدف برنامج “الاقتصاد الأزرق والصيد البحري وتربية المائيات” المموّل من طرف الاتحاد الأوروبي، تنمية الاقتصاد الجزائري في ما يتعلق بالثروة السمكية، وكل الخدمات والوظائف والتجارات المتعلقة بالشريط البحري للجزائر، وهذا تماشيا مع الإستراتيجية الوطنية لـ”الاقتصاد الأزرق” لسنة 2030، وللتمكين من فرص استثمار جديدة لصالح المجتمعات الساحلية.

مشروع للتحكم في ظروف تكاثر الأنواع السمكية
ومن بين المشاريع الشبابية المتوجهة، بجائزة “هاكاثون ديجيتال بلو هاك”، بدار “الرايس” بسيدي فرج بالعاصمة، مشروع للشقيقين أكرم وصبرينة أونيس، المسمى STRMATECH، الذي يتحكم ويرصد الظروف الفيزيائية والكيمائية لأحواض السمك.
وأوضحت صبرينة أونيس، 26 سنة، لـ”الشروق”، أن تخصصها في علوم البحر اقترن مع تخصص شقيقها أكرم، 21 سنة، في الذكاء الاصطناعي، ليتم ابتكار وسيلة تقنية متطوّرة لحل مشكل تربية أنواع الأسماك في أحواض وسط البحر، أين تتغير الحموضة والملوحة وبعض الظروف البيئة الفيزيوكميائية من حين لآخر.
وقالت صبرينة، إن الكثير من الصيادين والمستثمرين في الثروة السمكية، يعانون من تراجع بعض الأنواع السمكية، وتهديد بعضها بالانقراض في الساحل الجزائري، مشيرة إلى أن مراقبة الأحواض بالطريقة التقليدية تجعل بعض مربي السمك يتغافلون عن ذلك من حين إلى آخر.
وأكدت أن الابتكار الخاص بها وبشقيقها، يسهّل مراقبة آلية وتقنية وبواسطة أجهزة رصد ونظام ذكي متصل بالحاسوب والهاتف، ويعطي صورة واضحة لكمية السمك وفي كل مراحل نموه، ويشير إلى الزيادة أو النقصان في الحموضة، والملوحة، ويحدد الظروف الملائمة لكل نوع من هذه الأسماء.
وأشارت في سياق ذلك، إلى أن المرحلة الثانية لاستخدام هذا الجهاز والنظام، تتم عن طريق “روبوت” مزوّد بنظام تحكم آلي، للتحاليل ولتعديل الوضع الفيزيائي والكيميائي للحوض وبحسب نوع الأسماك.

المرجان ثروة مهدّدة.. والتكنولوجيا لإنقاذها
ومن جهته، اخترع الشاب إبراهيم صديقي، 39 سنة، من عنابة، جهاز رصد ومراقبة لمراحل نمو وتطور الحيوان المرجاني، حيث أطلق على مشروعه، الذي نجح في “هاكاثون ديجيتال بلو هاك”، اسم “كورال تكنولوجي” لمراقبة الحوض المرجاني.
وأكد لـ”الشروق”، أن 40 بالمائة من الثروة المرجانية مهددة اليوم بالتراجع، وهذا ما جعله يفكر في إيجاد بعض الحلول الممكنة لمواجهة هذا المشكل، خاصة أنه درس تخصص بيو تكنولوجي، موضحا أن ملتقطات إلكترونية ستحل إعطاء كل التفاصيل حول مراحل نمو المرجان والظروف المحيطة به.
وقال إن هذه الملتقطات يمكن من خلالها أيضا، وضع بيض المرجان في المكان المناسب وتعديل المناخ المحيط به، ومراقبته إلى مرحلة تكاثره.

منصات لتسهيل تسويق الثروة السمكية في الجزائر
وفي الوقت الذي شارك بعض المتسابقين حول جائزة “هاكاثون ديجيتال بلو هاك”، بمشاريع تنمية مستدامة للتربية السمكية والحفاظ عليها في محيط الشريط الساحلي الجزائري للبحر الأبيض المتوسط، هناك من هؤلاء من فكروا في مشاكل التسويق والتوزيع للسمك والوصول إلى مصادر بيعه الموثوق فيها.
وحول الموضوع، قالت المتوجة بهذه الجائزة، زينب حفيظي، 35 سنة، متحصلة على دكتوراه في الصيدلة، لـ”الشروق”، إن مشروعها Fishop، عبارة عن منصة إلكترونية تربط بين الصيادين وأصحاب المطاعم والفنادق، وتتميز هذه المنصة بمعلومات دقيقة حول أنواع الأسماك، وتحتوي على خانة للطلبات ولتحديد الأسعار والكميات والأنواع المطلوبة.
ويمكن لأي زبون أن يحدّد كل الشروط المطلوبة، ويتواصل عبر المنصة مع الصياد أو الميناء والمسمكات التي يرغب في الشراء منها.
وللإشارة، فإن الإستراتيجية الوطنية لـ”الاقتصاد الأزرق”، حدّدت 11 محورا إستراتيجيا يمتد من المساهمة في الإدارة السليمة للبحار والمحيطات إلى تحسين إدماج المدن الساحلية وقدرتها على التأقلم، والمساهمة أيضا في تحقيق الأمن الغذائي للبلاد من خلال إنتاج مستدام.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!