-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بيتكوفيتش مطالب بإيجاد الحلول لتجاوز صدمة غينيا

“الخضر” في أسوأ سيناريو والحل في انتفاضة أمام أوغندا

صالح سعودي / طارق. ب
  • 2337
  • 0
“الخضر” في أسوأ سيناريو والحل في انتفاضة أمام أوغندا

وضع المدرب الوطني بيتكوفيتش سفينة “محاربي الصحراء” في أسوأ سيناريو، عقب الخسارة الصادمة في عقر الديار أمام المنتخب الغيني بهدفين مقابل هدف واحد، في مباراة كانت فيها العناصر الوطنية بعيدة عن مستواها الحقيقي، ما جعلها تستلم الإرادة للزوار الذين عرفوا كيف يظفرون بالنقاط الثلاث في ملعب “نيلسون مانديلا”، وهو الأمر الذي حرم “الخضر” من فرصة لا تعوّض لمواصلة السباق من موقع قوة، بعدما أصبحوا في وضع صعب قبل الخرجة المنتظرة أمام أوغندا.

يوجد الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش في وضعية لا يحسد عليها، بعدما فوّت على نفسه فرصة تحقيق الفوز في أول اختبار رسمي له على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، حين فشل في كسب هذا الرهان أمام المنتخب الغيني الذي ظهر أكثر صلابة وديناميكية فوق المستطيل الأخضر، بفضل تحصين الدفاع وتكثيف خط الوسط والاستثمار في الهجمات المعاكسة التي مكّنته من تسجيل هدفين قلبا الموازين لصالحه، ما أخلط حسابات زملاء زروقي الذين أبانوا عن أداء شاحب عكسته الأخطاء الدفاعية القاتلة والفراغ الحاصل في الوسط وغياب الفاعلية في الهجوم، ناهيك عن الافتقاد إلى اللمسة الأخيرة، ما تسبّب في تضييع عدة فرص خطيرة كان بالمقدور أن ترجّح الكفة لمصلحة “محاربي الصحراء”، ولو أن ذلك لم يتجسّد بسبب السيطرة العقيمة والسقوط في فخ لعب المنافس إضافة إلى الضعف البدني الذي كان باديا على أداء اللاعبين، ناهيك عن غياب التنسيق والافتقاد إلى قائد حقيقي يوجّه اللاعبين فوق الميدان، وكذلك الأخطاء المؤثرة التي تؤكد مجدّدا على الخلل الكبير الحاصل على مستوى الجهة الخلفية، بدليل الأهداف الكثيرة التي تلقاها المنتخب الوطني في المباريات السابقة.

وإذا كانت الجماهير الجزائرية لم تخف استيائها من هذه الخسارة المؤثرة والصادمة، ما جعل البعض يتغنى بأيام المدرب السابق جمال بلماضي الذي أنهيت مهامه مطلع العام، بسبب تراجع النتائج وكثرة الإخفاقات في المواعيد المصيرية، بعد مهزلتين في “الكان” وصدمة فاصلة المونديال، إلا أن الكثير من المتتبعين دعوا إلى ضرورة ضبط النفس والتحلي بالرزانة في مثل هذه اللحظات الصعبة والمصيرية، وهو الكلام الذي ذهب إليه أيضا الناخب الوطني بيتكوفيتش الذي اعترف ضمنيا ببعض الأخطاء المرتكبة، ناهيك عن إجماع الكثيرين على تحمّل اللاعبين لجزء هام من المسؤولية عقب هذه الهزيمة، فإن التركيز منصّب على كيفية العودة إلى الواجهة من جديد، بمناسبة اللقاء المرتقب أمام أوغندا بملعب هذا الأخير، وهي المباراة التي تفرض على الناخب الوطني إيجاد الحلول اللازمة لتفادي صدمة الخسارة الأخيرة أمام غينيا، وكذلك ضمان الخيارات المناسبة التي تسمح للعناصر الوطنية بالتدارك أملا في العودة بنتيجة إيجابية من خارج الديار للبقاء في سباق التأهل إلى مونديال 2026، خاصة وأن ريادة المجموعة أصبحت بـ4 رؤوس، ويتعلق الأمر بمنتخبات الجزائر وغينيا وأوغندا والموزمبيق، وهو الأمر الذي يفرض التحلي بالروح القتالية فوق الميدان بغية الظهور بوجه إيجابي يعكس قدرة زملاء بونجاح في العودة بنتيجة إيجابية تبقي على حظوظ التأهل قائمة إلى العرس العالمي المقبل.

ويجمع الكثير من المتتبعين بأن المدرب بيتكوفيتش سيجد نفسه أمام حتمية مراجعة العديد من خياراته الفنية في مباراة أوغندا، في ظل الأخطاء الدفاعية وغياب النجاعة الهجومية في لقاء غينيا، ناهيك عن الحل الحاصل في وسط الميدان، حيث من غير المستبعد أن يحدث عدة تغييرات، بالاعتماد على أسماء، وفي مقدمة ذلك بن ناصر الذي تأسف الكثيرون لعدم إشراكه في مباراة غينيا، كما ينتظر أن يستثمر في سرعة وتوغلات عمورة، وخدمات الهدّاف بونجاح وبقية العناصر التي يراها قادرة على التكيّف مع متطلبات هذه المباراة التي ستلعب في ظروف مناخية صعبة، خاصة وأن الجميع يعرف خصوصيات أدغال إفريقيا التي تفرض الكثير من الصمود والتحدّي أملا في قلب الموازين بغية البقاء في الصدارة وتفادي أي تعثر من شأنه أن يخلط الحسابات ويؤزم وضعية “الخضر” في سباق التصفيات.

حذار من فخ أوغندا.. والشراسة مطلوبة من اللاعبين

طار المنتخب الوطني الجزائري، ظهيرة أمس السبت، إلى العاصمة الأوغندية كامبالا، تحسبا للقاء الجولة الرابعة من تصفيات كأس العالم 2026، وملاقاة المنتخب الأوغندي ضمن المجموعة الرابعة، حيث يريد “الخضر” العودة بنتيجة إيجابية لتفادي الدخول في دوامة الحسابات والبقاء في المقدمة، خاصة وأن المنافس المباشر على بطاقة التأهل المنتخب الغيني، سيستقبل منتخب الموزمبيق، وفرصته كبيرة لإضافة ثلاث نقاط أخرى إلى رصيده في المجموعة الرابعة.

وستكون مهمة “الخضر” جد صعبة أمام منتخب محترم، يقوده أحد المدربين الذين يعرفون كرة القدم الجزائرية جيّدا، ويتعلق الأمر بالبلجيكي بول بوت، الذي يقود المنتخب الأوغندي في التصفيات، ويحتل معه المرتبة الأولى مناصفة مع “الخضر” وغينيا، برصيد 6 نقاط، ما يجعل فوز زملاء آيت نوري في كامبالا، مهم جدا في سباق التصفيات، والانفراد بصدارة المجموعة، سيعيد الهدوء إلى بيت “الخضر” قبل مواصلة المشوار نحو المونديال.

ومن خلال اللقاء الأخير الذي جمع المنتخب الأوغندي مع نظيره البوتسواني، أين تمكّن أشبال المدرب بول بوت من الفوز بهدف وحيد، غير أنه تحكّم في اللقاء كما ينبغي، وكان الأخطر طيلة المواجهة، من خلال سرعة لاعبيه التي كانت سما قاتلا في دفاعات بوتسوانا، ما يجعل الناخب الوطني بيتكوفيتش مطالب بإيجاد حل لثقل دفاعات “الخضر”، وتفادي تلقي الأهداف علما أن المنتخب الأوغندي يلعب بشراسة دفاعيا، وبخشونة، كما يمتاز مهاجموه بسرعة فائقة، وكانوا سما قاتلا في دفاعات بوتسوانا خلال المواجهة الأخيرة.

ويحوز المنتخب الأوغندي على هجوم سريع جدا، بقيادة نجم الزمالك المصري ترافيس موتيابا، بالإضافة إلى ستيفن موكوالا، لاعب أشانتي كوتوكو الغاني، الذي يعتبر أبرز لاعب في المنتخب الأوغندي، بالنظر لفنياته العالية التي يحوز عليه، واعتباره مصدر تمويل رئيسي لقلبي الهجوم في المنتخب، في المقابل، يعاني دفاعه من ثقل غير أن خطه الخلفي يعوض ذلك الثقل بالشراسة في الدفاع، والقوة البدنية التي يحوزها رباعي الدفاع بقيادة إسحاق موليمي.

والأكيد أن مستوى “الخضر” الذي قدّمه في اللقاء الأخير أمام المنتخب الغيني، ليس الوجه الحقيقي لزملاء بن طالب، بالنظر للإمكانات الكبيرة التي يحوزها المنتخب الوطني، سواء فنيا أو تكتيكيا، أو حتى في قيمة اللاعبين المتواجدين، غير أن كل هذه النقاط لن يكون لها معنى في غياب الرغبة والروح القتالية، والتي كانت غائبة في اللقاء الأخير، حيث سيكون زملاء زروقي مطالبون بأكثر شراسة في اللعب، وتقديم كل شيء من أجل إعادة الروح إلى “الخضر”، والفوز بالمواجهة التي ستمنح الفرصة للناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش من أجل التحضير بأكثر أريحية لقاءات الجولة الخامسة والسادسة، أمام كل من المنتخب البوتسواني والمنتخب الصومالي.

مواجهة الغد التي تنتظر زملاء عيسى ماندي، ستكون في غاية الأهمية لمشوار “الخضر” في التصفيات، حيث أن أي تعثر آخر سيكون بمثابة الكارثة للمنتخب، والتدارك في قادم الجولات سيكون صعبا، خاصة وأن “الخضر” سيتنقلون إلى المنافس المباشر منتخب غينيا، وفوز هذه الأخيرة غدا مع تعثر “الخضر”، سيمنحهم الأفضلية مقارنة بأشبال بيتكوفيتش، الذين سيجدون أنفسهم في سباق ضد النقاط، وانتظار تعثر غينيا في إحدى خرجاتها، ما يجعل لقاء الغد مهم جدا للمنتخب الوطني للبقاء على الأقل في الصدارة وانتظار تعثر غينيا في إحدى المواجهات المقبلة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!