الحكومة تتكفل بالبطلة الأوراسية لأداء مناسك الحج

استجابت الحكومة لنداءات البطلة الأوراسية بوذن أم السعد التي دعت عبر صفحات “الشروق” السلطات المحلية لمساعدتها على أداء فريضة الحج، وقد جاء الرد ملموسا بقيادة الوزير الأول عبد المالك سلال الذي كان قد وعد بتحقيق أمنيتها لزيارة البقاع المقدسة.

وخلف هذا الخبر موجة كبيرة من الفرحة وسط أهل عائلة المجاهدة الفذة بوذن أم السعد قاتلة الضابط الفرنسي دفاعا عن الشرف وانتقاما لزوجها الشهيد، حيث تلقى ابنها اتصالا من وزارة التضامن يقضي بمنحها جواز السفر والتكفل بها ماديا لتمكينها من تحقيق أمنيتها. وفي اتصال هاتفي صبيحة أمس، بالسيد مصباح خنشالي (ابن المجاهدة بوذن أم السعد)، فقد عبّر لنا عن فرحته للمستجدات الحاصلة، بعد تلقيه اتصالا من وزارة التضامن يقضي بالتكفل الكلي بوالدتها بغية أداء مناسك الحج، منوها بجهود رئيس الحكومة عبد المالك سلال الذي كان قد عبر في وقت سابق عن إعجابه بالموقف البطولي للمجاهدة الفذة بوذن التي كانت لها الشجاعة في قتل ضابط فرنسي دفاعا عن الشرف وانتقاما لزوجها الشهيد، وكانت البطلة الأوراسية بوذن خلال زيارتنا الأخيرة لها منتصف شهر جوان المنصرم أنها لم تطلب سوى المساعدة لزيارة البقاع المقدسة، وهو الحلم الذي أصبح حقيقة بعدما نقلت “الشروق” انشغالاتها في عدة مناسبات، أولها كان في موضوع مطول شهر مارس المنصرم بمناسبة ذكرى الاحتفال بعيد المرأة.

ومعلوم أن المجاهدة الفذة بوذن أم السعد قد صنعت ملحمة خلّدها التاريخ، وتحوّلت إلى بطلة بامتياز، حين افتكت بضابط فرنسي وصلت به الوقاحة إلى تجاوز عتبة المنزل في ساعة متأخرة في إحدى ليالي صائفة 1961، وأعطت له درسا في الشجاعة والصمود والدفاع عن الشرف، حيث أردته قتيلا بضربات مركزة بالشاقور على إيقاع عبارة “نوض يا حلوف بن حلوف.. أنا فلاقة أرواح نفلقك”، وهي العملية التي منحت انتصارا معنويا لسكان المنطقة الذين يذكرون خالتي أم السعد (من مواليد 1929) بكثير من الاعتزاز، خصوصا وأنها أقدمت على تلك العملية البطولية، وهي ابنة الـ 32 سنة في عراك وجها لوجه كان مفتوحا على كل الاحتمالات، فالضابط الفرنسي يملك المسدس والرشاش وخراطيش برتبة ملازم، والبطلة الأوراسية لا تعرف في قاموسها سوى الصمود وعدم العودة إلى الوراء، لترديه قتيلا، مخلفة صفحة تاريخية مجيدة تضاف إلى بطولات المرأة الجزائرية خلال الثورة التحريرية المباركة.