-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الجمع بين الأختين

الجمع بين الأختين

هتف إليّ أخ كريم من باتنة قائلا: إن إخوة من مسجد الهدى يدعونك لزيارتهم، فقلت: قد أجيبت دعوتهم، وعيّنا تاريخ الزيارة، وبعد فترة أعاد الاتصال وقال: لقد علم إخوة في خنشلة بالزيارة فرغبوا أن تزورهم، فقلت: يمكن الجمع بين الأختين، فقال: أليس ذلك مما حرم على المسلمين؟ فقلت: ذلك في الزواج.
حللت في يوم الإثنين (5-2-24) بمطار المجاهد الشهيد الرمز مصطفى ابن بولعيد، وقد عكّر مزاجي ذلك المكان الأشبه بـ “جحر الضبّ”، وهو مكان سحب الأمتعة. إنه عار في وجه المطار والمنطقة، وقد تساءلت: هل للمسئولين الذين مرّوا على باتنة أعين؟ وأدعو إلى تغييره أو توسيعه..
تشرفت في مساء ذلك اليوم فألقيت كلمة بين العشاءين في مسجد الهدى حول الإسراء والمعراج وحال المسلمين اليوم التي تفرح الأعداء، مرددا قول الشاعر شوقي مخاطبا رسول الله – عليه الصلاة والسلام-
شعوبك في شرق البلاد وغربها كأصحاب كهف في عميق سبات
بأيمانهم نوران: ذكر وسنة فما بالهم في حالك الظلمات؟
وفي صبيحة الغد توجهنا تلقاء خنشلة، فسرّحت الطرف في تلك السلسلة من الجبال الشامخات الشاهقات التي أذلت – وغيرها- فرنسا، وصيرتها “رجل أوربا بالمريض” كما اعترف المجرم دوغول في مذكرا في مدينة أرّيس تشرفنا بزيارة منزل المجاهد الشهيد الرمز مصطفى ابن بولعيد، وهو منزل صغير المبنى كبير المعنى، وهو أنيق ونظيف، وقد أحسن من جعلوا هذا المنزل “متحفا” يذكر بأمجاد أسلافنا – رجالا ونساء- وبجرائم أعدائنا الفرنسيين عليهم لعائن الله والملائكة والناس أجمعين. وقد قارنت بين ذلك المنزل الأنيق النظيف وبين منزل المناضل محمد بوضياف في المسيلة الذي زرته في العام الماضي فوجدته “جحر ضب خربا” بأتم ما في كلمة “جحر” من معنى!
تجولنا في تلك الجبال المطلة على مدينة خنشلة، ولاحظت خلو المنطقة من زجاجات الخمر والبيرة، وتوقفنا في المكان الذي انطلق منه المجاهدون ليلة أول نوفمبر ليطيروا النوم من أعين المجرمين الفرنسيين، وليطهروا الجزائر منهم.. وتجولنا في “حمام الصالحين” المعدني الموجود منذ العهد الروماني، الصالح لمعالجة بعض الأمراض.
وبين العشاءين في ذلك اليوم تشرفت بإلقاء كلمة في مسجد الأمير المجاهد عبد القادر، وكان موضوع الدرس هو وجوب تحابب المسلمين في بلدنا الحبيب، وفي سائر البلدان الإسلامية، لأن تحابب المسلمين من شروط دخول الجنة،
وفي صبيحة يوم الأربعاء كنت على موعد مع إدارتي جامعة المجاهد عباس لغرور وأساتذتها وطلابها وطالباتها، وأشهد أنهم أخجلوني بحفاوتهم وترحيبهم، فألهمني الله إلى كلمة قالها قطب الأئمة امحمد طفيش عندما زار مدينة القرارة وانبهر بالاستقبال الذي قوبل به، وهي باللسان الميزابي: “ؤوني إوعزام خاطي امحمد أن يوسف”، ومعناها “هذه الحفاوة للعلم لا لمحمد بن يوسف، وكان الحديث عن أمجاد الجزائر، وعن النار الملتهبة في صدور الفرنسيين الذين طردوا شر طردة من هذه الجنة الأرضية.
شكرا من أعما قلبي للإخوة في “الأختين” باتنة وخنشلة، وعسى الله أن يجمعنا مرة أخرى، وحفظ الله وطننا الغالي، وأهان كل كائد له، متربص به من الأباعد والأقارب.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • محمد

    بارك الله فيك وفي صحتك وجهدك أيها الأستاذ الفاضل ونسأل الله ضارعينن أن يحفض لنا هذا الوطن الحبيب وأن ينزل على قلوب جميع الجزائريين والجزائريات على بعضهم مدرارا من الحب والألفة والتآزر والإيثار وعلى جميع المسلمين إنه سميع مجيب

  • مامون

    بورك في استاذنا الحسيني.موضوع وملاحظات في الصميم.