-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
وسط توتر غير مسبوق مع مدريد وفتور تجاه باريس 

الجزائر وإيطاليا.. شراكة إستراتيجية في حوض المتوسط

سفيان.ع
  • 2852
  • 0
الجزائر وإيطاليا.. شراكة إستراتيجية في حوض المتوسط

أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، على “الاتفاق التام” مع إيطاليا حول المسائل ذات الاهتمام المشترك والإصرار على تطوير التعاون الثنائي “الاستراتيجي”، الذي تم تدعيمه بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات الثنائية.

وخلال لقاء صحفي مشترك مع نظيره الإيطالي، عقب المحادثات الثنائية التي تمت بين الجانبين في القصر الرئاسي، في إطار زيارة الدولة التي أجراها إلى روما منذ الأربعاء، صرح الرئيس تبون أن “ما سجلته الذاكرة الجزائرية إزاء إيطاليا الصديقة هو إيجابي جدا، سواء قبل، خلال الثورة التحريرية، مع بداية الاستقلال وإلى غاية يومنا هذا”، مضيفا أنه “لم نسجل مع دولة إيطاليا الصديقة ولو سحابة صيف في علاقتنا الثنائية طيلة هذه العقود”.

اتفاق تام في المواقف وإصرار على تطوير التعاون الثنائي

وأبرز أنه على المستوى الثنائي، تم تسجيل “اتفاق تام” بين البلدين حول المسائل ذات الاهتمام المشترك، سواء ما يجري في المغرب العربي أو البحر الأبيض المتوسط، وكذا فيما يخص التعاون الثنائي لاسيما في مجال الطاقة، مبرزا أن الصداقة بين البلدين “متينة” و”متجذرة في التاريخ”.

انعقاد القمة الرابعة الإيطالية الجزائرية في جويلية القادم بالجزائر

وعليه، يضيف رئيس الجمهورية، “نحن ملتزمون بصيانة هذه الصداقة بكل الوسائل وليس فقط عن طريق الطاقة”، معتبرا أن التعاون الطاقوي بين البلدين أمر “بديهي”، لأن علاقات الجزائر مبنية أساسا على “الثقة مع أصدقائها وعلى الكلمة الواحدة والموحدة التي لا تتغير”.

وأشار رئيس الجمهورية، إلى وجود “ارتباط عضوي” بين البلدين فيما يخص الطاقة، مبرزا أن تطوير هذا التعاون ممكن أن يتم بالتنقيب المشترك بين شركتي إيني وسوناطراك، “على أن يتم توجيه كل زيادة في الإنتاج إلى الصديقة إيطاليا وفق الطلب، ولتكون هي الموزع عبر أوروبا”.

ولفت الرئيس تبون إلى “اقتراح الجزائر إنجاز كابل بحري يربط الجزائر بإيطاليا، يتم من خلاله تموين جزء من أوروبا بالطاقة الكهربائية”، مشيرا كذلك إلى شروع البلدين في إنتاج اللوحات الشمسية في ولاية سيدي بلعباس ومنتجات أخرى بين شركتين إيطالية وجزائرية.

وعبر رئيس الجمهورية عن “الرغبة المشتركة في إنتاج البلدين للهيدروجين الأخضر وتصديره نحو إيطاليا”، بالإضافة إلى “آفاق مفتوحة للمؤسسات الناشئة (الجزائرية) للحصول على التجربة الإيطالية والتعامل مع نظيراتها الإيطالية في مجال الصناعة”، معربا عن الرغبة في الدخول مع “الصديقة إيطاليا” في تعاون في مجال بناء السفن سواء المدنية أو العسكرية.

وشدد رئيس الجمهورية على وجود آفاق تعاون مفتوحة مع إيطاليا دون “أي حاجز”، مع التزام الجزائر “بصيانة الصداقة التي تجمع البلدين بكل الوسائل”.

ومن جانبه، أكد الرئيس الإيطالي، سيرجيو ماتاريلا، أن إيطاليا تعمل، في إطار الاتحاد الأوروبي، على تكثيف التعاون بين دول الاتحاد والجزائر التي وصفها بـ”الشريك الاستراتيجي على جميع الأصعدة”.

وأكد الرئيس الإيطالي أن الجزائر، التي زارها في نوفمبر الماضي، تعد “شريكا استراتيجيا لإيطاليا، خاصة فيما يتعلق بالطاقة ولكن أيضا في مجالات أخرى”.

كما لفت ماتاريلا إلى “التعاون الاقتصادي والتجاري الكبير” بين البلدين في مختلف القطاعات وليس فقط في القطاع الطاقوي والذي يأمل في تعزيزه، معتبرا السوق الجزائرية “مهمة جدا” بالنسبة لإيطاليا.

كما تطرق إلى التعاون الثقافي بين البلدين اللذين تجمعهما “حضارة مشتركة في منطقة المتوسط”، مشيرا إلى وجود مبادرات هامة قيد التنفيذ على غرار ترميم وحماية المعالم الثقافية والأثرية وتبادل الباحثين والطلبة والتعاون بين الجامعات.

وعبر الرئيس ماتاريلا عن سروره بانعقاد القمة الرابعة بين الحكومتين الإيطالية والجزائرية في جويلية القادم بالجزائر، معتبرا إياها “موعدا مهما جدا”.

وبعد المحادثات بين الطرفين التي جرت بحضور وفدي البلدين، تم التوقيع على عدد من البرتوكولات ومذكرات التفاهم الثنائية للتعاون.

وشملت هذه الأخيرة، بالإضافة إلى مذكرة تفاهم التي وقعها مجمعا “سوناطراك” و”إيني” لتطوير مشاريع الغاز والهيدروجين الأخضر، قطاعات المؤسسات المتوسطة والصغيرة، والسياحة والثقافة وكذلك في مجالات محاربة الفساد والإرهاب.

وسيتم ترسيم الاتفاقات في هذه الميادين بمناسبة القمة المزمع عقدها في شهر جويلية المقبل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!