الجزائر قادرة على “الكان” قولا وعملا

أصبحت الجزائر في السنوات الأخيرة قبلة تختارها الهيئات لاحتضان منافساتها، لأنها تملك الإمكانات لذلك، فبعد النجاح الباهر لألعاب البحر المتوسط، وقرعة كأس إفريقيا للاعبين المحليين التي نالت إعجاب كل مسؤولي الهيئة الكروية الإفريقية، وخاصة رئيسها الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي الذي شجع الجزائر على خلافة غينيا في احتضان كأس أمم إفريقيا 2025، لأنه يعرف أن الجزائر قادرة على ذلك، وتلقَّى ضمانات من الدولة الجزائرية ومن الرئيس عبد المجيد تبون خلال اللقاء الذي جمع بينهما في أول زيارة له لبلدنا.

واعترف رئيس “الكاف” أن الدولة الجزائرية وافقت على احتضان العرس الإفريقي، وفي ملاعب جديدة قيد البناء، أوّلها ملعب براقي التحفة الذي سيفتح أبوابه قريبا ليكون جاهزا في كأس إفريقيا للاعبين المحليين، إذ سيحتضن حفل الافتتاح والمباراة الأولى بين الجزائر وليبيا ومباريات أخرى، واللقاء النهائي، وملاعب أخرى يتابع تقدُّم أشغالها يوميا وزير السكن محمد طارق بلعريبي، بأمر من رئيس الجمهورية حتى تنتهي في الآجال المحددة، لتصبح الجزائر على أتم الاستعداد، وتكون بذلك رائدة في إقامة مختلف المنافسات الإقليمية والقارية وحتى الدولية على أراضيها، وبالمرة إسكات المشككين الذين يشهرون سيوفهم ضد بلدنا.

واستنادا إلى وزير السكن الذي قال في آخر زيارة له إلى ملعب براقي أن هذه التحفة تتسع لـ40 ألف متفرج وبه ما يزيد عن 2500 مكان لرَكْن السيارات، كما يتميز ملعب براقي بآخر تكنولوجيات تسيير المنشآت الذكية، بالإضافة إلى قاعة محاضرات تتسع لـ250 مقعد وبه مطعم، وفي تصريح آخر ستنتهي الأشغال به قريبا هو وملعب تيزي وزو الذي يتسع لـ50 ألف متفرِّج، مؤكدا تسلمه خلال الأشهر القليلة المقبلة بعد الانتهاء من تثبيت كراسي المدرجات وتغطية الأرضية بالعشب الطبيعي إضافة إلى التهيئة الخارجية للملعب، مضيفا أنه تم تجنيد 1000 عامل للانتهاء من الأشغال قريبا، وملعب آخر بالدويرة التي بلغت به الأشغال 80 بالمائة وسوف تُغطى أرضيته بالعشب الطبيعي وتُثبّت كراسي المدرجات والأشغال قائمة به على قدم وساق بإشراف إطارات ومهندسين شباب جزائريين ومكاتب دراسات جزائرية من أجل تسلمه في أقرب الآجال.

وزير السكن زفّ بشرى أخرى للجميع حين أكد بأنه مباشرة بعد الانتهاء من إنجاز هذه الملاعب في أقرب الآجال “سننطلق مباشرة في إنجاز أربعة ملاعب جديدة في كل من قسنطينة وعنابة وورقلة وبشار بمعايير دولية حسب مواصفات الفيفا..”، ما يدل على أن الجزائر ستتوفر مستقبلا على عشرة ملاعب وفق معايير الاتحاد الدولي لكرة القدم يسمح لها بالتأكيد بأن تصبح الأولى إفريقيًّا وتزاحم حتى جنوب إفريقيا التي أكدت للجميع أن القارة الإفريقية بإمكانها أن تحتضن نسخة أخرى من كأس العالم.

ومثلما أكّده الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الذي حدّد تاريخ 10 فيفري 2023 القادم للإعلان عن البلد الذي سيخلف غينيا التي انسحبت من تنظيم كأس إفريقيا للأمم 2025 بسبب عدم جاهزيتها لاستقبال المسابقة القارية، فإن الجزائر بدأت تحضر ملف ترشحها مثلما أكده وزير الشباب والرياضة في تصريحاته الصحفية، إذ يعكف رئيس “الفاف” جهيد زفيزف وطاقمه على تحضير ملف ثقيل يقدم إلى “الكاف” في الآجال المحددة، ومنح ضمانات لـ”الكاف” تجعل أعضاءها يتفقون على كلمة واحدة، وهي أن الجزائر عندما تعِد تفي، ولن تضع شروطا لذلك سوى إنجاح العرس الإفريقي، بغية إعطاء صورةٍ ايجابية للعالم بأن الجزائر التي نجحت الصائفة الماضية في ألعاب البحر المتوسط ستكون عند وعدها في بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، وستجدد عهدها للجميع بإنجاح كأس إفريقيا 2025.. مثل ما أكدته الدولة الجزائرية للمسؤول الأول عن الكرة في القارة الإفريقية.