الجزائر “سيّدة” في منح أو رفض تأشيرات جمعيات الأقدام السوداء

قالت الخارجية الفرنسية إن السلطات الجزائرية “سيدة” في قرارها بمنح أو رفض التأشيرات لأعضاء جمعيات الأقدام السوداء لزيارة البلاد بدعوى الاعتناء بالمقابر الأوروبية (مسيحية ويهودية).
وجاء هذا الموقف من الخارجية الفرنسية من خلال رد على سؤال كتابي بالجمعية الوطنية مؤرخ في 6 فيفري 2024، اطلعت الشروق على نسخة منه، كان قد وجهه النائب عن التجمع الوطني (الجبهة الوطنية سابقا)، أوريليان لوباز ليغوري، بخصوص رفض الجزائر منح تأشيرات الدخول لعدد من أعضاء جمعيات الأقدام السوداء ضمن ما يعرف بتنسيقية حماية المقابر الفرنسية بوهران.
وذكرت وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية في ردها بالقول “إن التزام جمعية حماية المقابر بوهران بالحفاظ على المدافن الأوروبية وصيانتها بالجزائر يعد أمرا مشرفا وضروريا، كما أن القيام برحلات منتظمة لزيارة هذه المقابر ومراقبتها يعد أيضا أمرا ذا قيمة، وإلا أنه لا يجوز لفرنسا أن تتدخل في إصدار القرارات السيادية التي تتخذها السلطات القنصلية الجزائرية”.
واعتبر “الكي دورسيه” أن السلطات الفرنسية حريصة، اليوم كما في المستقبل، على دعم جميع الفاعلين المشاركين في تعزيز التراث التاريخي الذي يجمع فرنسا والجزائر، مشيرة إلى أن النهوض بالتراث الجنائزي الاستثنائي للمقابر الأوروبية يشكل إحدى أولويات إعلان الجزائر الذي وقعه رئيس الجمهورية ونظيره الجزائري في 27 أوت 2022.
وحمل رد الخارجية الفرنسية دحضا لادعاءات جمعيات الأقدام السوداء، من خلال تأكيده على أن العمل المنجز في إطار الدورة الخامسة للجنة الحكومية الدولية الفرنسية الجزائرية رفيعة المستوى يومي 9 و10 أكتوبر 2022، قد أتاح إطلاق ديناميكية إيجابية في هذا السياق، موضحا أن أحد الخبراء قد توجه بعد ذلك إلى الجزائر وسيقدم توصيات تهدف إلى تعزيز صيانة المقابر.
وختم رد “الكي دورسيه” بالإشارة إلى أنه لا يمكن استبعاد جمعيات الحفاظ على المقابر، من خلال تجربتها وتعبئتها، من الحوار الدائر بين السلطات الفرنسية والجزائرية فيما يتعلق بصيانة المقابر والحفاظ عليها.
وبالعودة إلى نص السؤال، فقد كشف أن القنصليات الجزائرية منحت التأشيرات لنحو نصف أعضاء جمعيات الأقدام السوداء، وتحديدا تم منح 32 تأشيرة.
وسابقا نقلت صحيفة “لوجورنال دو ديمونش” أن السلطات القنصلية الجزائرية بفرنسا رفضت منح التأشيرة لـ57 عضوا من جمعيات الأقدام السوداء الذين أرادوا زيارة مقابر أوربية في مدينة وهران.