-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
منحت 30 مليون دولار لإعادة إعمار مخيم جنين

الجزائر تدعم فلسطين قولا وفعلا

الجزائر تدعم فلسطين قولا وفعلا
أرشيف
رئيس الجمهورية

قرر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، منح مساهمة مالية بقيمة 30 مليون دولار للمساعدة في إعادة إعمار مدينة جنين الفلسطينية، وذلك على إثر الاعتداء الهمجي الإجرامي الذي شنّته قوات الاحتلال الصهيوني على مدينة جنين ومخيمها في الضفة الغربية، والذي خلف 12 شهيدا وعشرات المصابين، مع إلحاق دمار بالبنى التحتية وتشريد العديد من الفلسطينيين الذين تركوا منازلهم بحثا عن ملاجئ آمنة، وأعلنت السلطة الفلسطينية أن 429 منزلا ومنشأة تضررت جراء الهجوم الصهيوني، مقدرا تكاليف إعادة الإعمار بمبلغ 12 مليون دولار.
وقال بيان لرئاسة الجمهورية، الذي كشفت فيه عن المنحة المالية، إن “الجزائر تعبر مجددا عن تضامنها الدائم مع نضال الشعب الفلسطيني، القابع تحت الاحتلال الإسرائيلي ومطالبته بحقوقه الوطنية المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.
وليست هذه المرة الأولى التي تسارع فيها الجزائر لإغاثة فلسطين، ففي نهاية سنة 2021، أعلن الرئيس تبون تزامنا وزيارة محمود عباس، أن الجزائر قدمت “مساهمة مالية” في إطار الجامعة العربية بقيمة 100 مليون دولار، وشدد الرئيس تبون حينها أن القرار جاء “وفاءً لتاريخِ الجزائر الثوري والالتزام الثابت للشعب الجزائري برمته، بمساندة القضية الفلسطينية العادلة في كل الظروف”.
والجزائر لا تزال في مقدمة الدول الداعمة للقضية الفلسطينية، وهو ما أوجد لها الكثير من العداء في العالم، وعلى الرغم من البعد الجغرافي بقيت الجزائر وفلسطين قريبتين جدا بفضل علاقات متينة ودائمة إلى يومنا هذا.
والتزمت الجزائر منذ سنوات بدفع مساهماتها للسلطة الفلسطينية، إذ أكدت الجامعة العربية في العديد من المناسبات أن الجزائر تُعد من الدول القليلة الملتزمة بمساهمتها لدعم كفاح الشعب الفلسطيني.
وبعيدا عن الأضواء، تضخ الجزائر سنويا ما قيمته 55 مليون دولار كمساهمة مالية، إضافة إلى مختلف المساعدات المقدمة لفلسطين.
وغداة إعلان المساهمة المالية الجديدة المقدرة بـ30 مليون دولار، أعرب رئيس الدولة الفلسطينية محمود عباس عن بالغ الشكر والتقدير للرئيس تبون، كما أعرب رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية، “عن شكره، وتقديره للجزائر”، معتبرا دعم “الجزائر بمثابة تعبير عن عمق ومتانة العلاقات ووشائج الأخوة، ووحدة الدم والمصير التي تربط القيادتين والشعبين في البلدين الشقيقين، مع الشعب الفلسطيني وقيادته؛ والذي يواصل نضاله؛ دفاعا عن أرضه، ومقدساته، وهويته، لنيل حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس”.
وعن الخطوة كتب المفكر اللبناني معن بشور “بين مبادرة الرئيس عبد المجيد تبون التبرع بـ30 مليون دولار لإعادة إعمار مخيم البطولة في جنين، وبين استضافة 440 شابة وشابا عربيا في دورة الألعاب الرياضية التي غابت لسنوات، تواصل الجزائر استعادة بهائها العربي ونهوضها الحضاري وعطائها الإنساني الذي حاولوا إخماده لسنوات طويلة، ولم يدركوا أن تعلق الجزائر بوحدتها وعروبتها وإسلامها وإفريقيتها وإنسانيتها أقوى من كل مؤامراتهم ودسائسهم وفتنهم”.
أما الكاتب الصحفي الفلسطيني جلال نشوان، فقال في تصريح مكتوب لـ”الشروق”، “لقد تابع سيادة الرئيس تبون ما حدث من عدوان إجرامي صهيوني ارهابي على جنين، فهب يقدم العون لسكان جنين الذين باتوا في العراء، ودمر مخيمهم وتعالت صرخات الأطفال والنساء والشيوخ ونقول لسيادته… شكرا سيادة الرئيس”.
وأثنى نشوان على خطوة الرئيس تبون بالقول: “هذا ليس جديداً على سيادته، فقد اعتاد الجميع على شهامته ورجولته وحسن منبته وكرم عطاياه، فقد سارع بارك الله في سيادته في إغاثة سوريا الشقيقة وكانت أولى الطائرات التي هبطت في مطار دمشق، الطائرات الجزائرية وهي تحمل الخيم والأغذية لنجدة ضحايا الزلزال الذي ضرب سوريا”.
وتابع: “أصبح الرئيس تبون أيقونة يدافع عن أمته في زمن تخلى الجميع عن فلسطين، ووسط هذا الظلام الدامس ينبثق نور الجزائر الحبيبة ودعمها السخي بمد يد العون بـ30 مليون دولار.. في ميادين العزةِ والكرامة والإباء يمضي حراس الأمة بقيادة الرئيس عبد المجيد تبون يقدمون الخير وهم الأطهار المخلصين، حيث مقارعة المستعمرين”.
والدعم الذي تلقاه فلسطين من الجزائر، ليس مجرد أقوال أو بيانات شجب وإدانة، والتي يأتي بعضها على استحياء كما تفعله بعض الأنظمة التي ركبت قطار التطبيع، بل مواقف ثابتة لا تحيد عنها، ومن أمثلة ذلك أنها اختارت أن تكون القمة العربية التي احتضنتها في نوفمبر 2022 لفلسطين، ثم مسعاها لحصول فلسطين على العضوية في الأمم المتحدة، كما ستعمل بعد فوزها بمقعد عضو غير دائم في مجلس الأمن، لتحقيق الهدف الذي وضعته من أجل فلسطين.
وأكدت حركة البناء الوطني، في بيان لها، إن القرار الهام الذي أعلن عنه رئيس الجمهورية والذي “نثمنه عاليا ونشيد به، يحمل دلالات كثيرة ومهمة عن مدى عمق ارتباط الجزائر، دولة وشعبا، بفلسطين والالتزام الدائم بالدفاع عن قضيتها العادلة ودعمها بأي شكل وبكل الإمكانات المتاحة”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!