-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الثورة مستمرة… في انحرافها!

قادة بن عمار
  • 3875
  • 1
الثورة مستمرة… في انحرافها!

دخلت سوريا عامها الثالث من ثورة لا تريد أن تنتهي، ولا يراد لها أن تستقيم، بل هنالك العديد من الأطراف التي تسعى في كل مرة، لتحريف أهداف الثورة، حتى بات السؤال الغبي الذي يطرحه البعض: هل ما يحدث في سوريا ثورة شعبية، أم مخطط غربي بأياد عربية، وليس السؤال، هل يستمر النظام أم ينسحب؟!

الأسد عبث بالإنسانية جمعاء، فسفك الدم وأهان السوريين، والحقيقة أنه أهانهم منذ تولى السلطة في سيناريو لتوريث البشر وكأنهم قطيع من البقر، ولكن المعارضة التي تريد أن تخلف الأسد في السلطة، هي معارضة غبية جدا، وعارية من المصداقية ولا ثقة للشارع بها، فكم هو عجيب وغريب، حين نرى رئيس وزراء في نظام بشار، يفرّ هاربا نحو قطر، ومن هناك يترأس حزبا معارضا للعودة إلى السلطة مرتديا هذه المرة ثوب الثورة!

لا يمكن للثورة في سوريا أن تنتصر، إلا اذا تجردت من كل العابثين بمصيرها وشرفها في الداخل والخارج، ولا شك أن بشار سيظل مرتاحا في كرسيه، مطمئنا إلى مصيره، مادام هنالك صنف خسيس من المعارضة مثل رياض حجاب أو فاشل على غرار برهان غليونا، أو ضائعا في أجندات متداخلة ومعقدة، مثلما هم الاسلاميون من الإخوان وصولا إلى جبهة النصرة!!

في الوقت ذاته فإن بشار الأسد رسم لنفسه مصيرا أسود، حيث وإن فرّ من عدالة المعارضة الحاقدة، والمنتقمة، فإن صور الأطفال الأبرياء الذين ماتوا، والعائلات التي تم وأدها بالكامل، والملايين الذين تم تهجيرهم، والوطن الذي تم اغتياله، كلها صور ستلاحق بشار في قبره، وتضعه بجوار الفاسدين المستبدين، والقتلة المجرمين!!

وحتى لا يقال بأن هذا الكلام ضد بشار الأسد لحساب جهات أخرى، أو يعد انتصارا لأجندات مختلفة ومشبوهة، فإن الدور العربي القذر لكل من قطر في المقام الأول، ومن معها في دول الخليج “الأمريكية”، وداخل جامعة الخزي والعار المسماة زورا وبهتانا بالعربية، ساهم بشكل كبير في توتير الأجواء وتعفينها أكثر مما كانت عليه، ولاشك أن القطريين أدوا مهمتهم القذرة باقتدار، وساهموا في تغليب رؤية التدخل الأجنبي أكثر من الحفاظ على شرف الثورة ونظافتها، والعمل الحثيث مؤخرا من أجل إقناع المجتمع الغربي بتسليح المعارضة، يهدف في المقام الأول إلى إفساد الانتفاضة، لكن في الوقت ذاته لا يمكن القول أن بشار الذي فضل الخيار العسكري الانتحاري، من شأنه أن يقف عند أي مخطط للتسليح، أو يتراجع في هذا التوقيت بالتحديد، بل إن خيارا مثل هذا سيعزز الحل العسكري الانتحاري ويدفع إلى مزيد من القتل وسفك الدماء، ويكون الخاسر الأول والأخير، مثلما هو الحال قبل سنتين منذ اندلاع الثورة، هم السوريون العاديون، هؤلاء الذين يريدون للوجع أن ينتهي، وللانتفاضة أن تحقق هدفها المنشود، وللكرامة أن تتحقق، وللوطن أن يبقى ويستمر..   

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • abdou

    اسرائيل لا تريد سقوط الأسد حتى الآن فعصابته تقوم بذبح الشعب وتدمير المدن بالنيابة عن اسرائيل حتى لا تقوم للبلد قائمة لسنين طوال. وعند انتهاء مهمة الأسد سيسقط في غضون أيام. الحقيقة أن هناك مشروع ايراني واخر اسرائيلي في المنطقة متفقان على عدم الاصطدام منذ أن أرسل الخميني لواء القدس ليحرر الأقصى فتوقف اللواء في لبنان وضرب المقاومة الفلسطينة القوية فيها وأسس حزب الله