-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

التطريز الجزائري.. الفتلة والإبرة ورشمات عالمية

فاروق كداش
  • 811
  • 0
التطريز الجزائري.. الفتلة والإبرة ورشمات عالمية

الإبداع الجزائري لا يضاهيه إبداع، إتقان وفن وذوق رفيع صقله الحرفيون على مرور العصور والحقب، خيالهم لا حدود له، يتفننون في فنون رأت النور في القصبة وتلمسان ووهران وقسنطينة والتيطري في القبائل، وفي سطيف وغيرها من مدائن الوطن الغالي. الشروق العربي، وفي إطار الحفاظ على التراث المادي واللامادي، وسعيها الدائم للتعريف بالحرف التقليدية، تحتفي بالطرز الجزائري، على اختلاف أساليبه من فتلة ومجبود وإبرة.

كانت طرق التطريز الجزائري تعلم في الخارج منذ القدم، ففي مجلة أمريكية تدعى “مودرن بريسيلا”، في عددها لشهر جوان 1913، وهي مجلة مهتمة بشؤون المرأة والتدبير المنزلي وكذا الخياطة والطرز، عرضت طريقة التطريز بالإبرة، سمتها التطريز على الطريقة الجزائرية أو “ألجيريان اي ستيتش”.

أنواع الطرز الجزائري تعد بالعشرات، بينما يفتقد من يدعي أنه صاحب القفطان بتطريزات عدة كلها مقتبسة أو مقلدة من الطرز الجزائري.

هناك قائمة طويلة للتطريزات الجزائرية أو الغرزات، مثل العين والمسلول، الحساب، التعجيرة التنشيفة، بيك بيك وغيرها.

يطرز طرز التعجيز الجزائري غالبا على الحرير الحر ويعتمد على الألوان الطبيعية.

طرز الشبيكة، هو أحد أنواع الطرز الجزائري، تشتهر به مدينة القليعة بتيبازة والجزائر العاصمة والبليدة والمدية.. الطرز يتم على الورق ثم يلصق على القماش.

طرز تقرت الجزائري الشهير، علامة جزائرية مسجلة، غير أن هناك من يروج له باسم التطريز البربري. وهذا يمكن أن يفقده خصوصيته داخل وخارج الوطن.

ويتضمن الطرز التقرتي العريق ما يقارب 600 غرزة، تختلف باختلاف نوعية الخيط وجودة القماش.

بين الفتلة والمجبود.. قصة

خيوط الفتلة، لم تكن معروفة قديما، وكان الحرفيون يعتمدون في التطريز على خيوط المجبود الرقيقة، وهي خيوط ذهبية لامعة، الفتلة ابتكرها الحرفيون عن طريق اللف الجيد لـ6 خيوط من المجبود في البداية، ثم أصبحت الفتلة تتكون من 12 خيطا.

اختصت مدينة الجزائر في العهد العثماني بفن التطريز الحريري. ينفذ بخيوط حريرية متعددة الألوان على قماش كتاني أو منخلي شفاف أو أبيض اللون أو حريري.. وأكثر الألوان استعمالا كانت الأحمر والأزرق الداكن والبنفسجي المائل للأزرق.

قائمة الرسمات التي تعتمد في الطرز الجزائري طويلة، وتختلف من منطقة إلى أخرى، بحسب الطبيعة والتراث وعناصر الألهام، هناك القناوية والفليفلة والويزة وفرخ طاوس وغيرها.

القرقاف.. آلة الإبداع

تعتمد الجزائريات منذ القدم على الطارة أو الڤرڤاف في التطريز باليد.

والڤرڤاف عبارة عن أداة متكونة من لوحات أو أعمدة خشبية، تشكل على شكل طاولة يسند عليها القماش، لتسهيل عملية الطرز وإتقانه، والڤرڤاف مازال يستعمل إلى يومنا هذا.

دليل فوق الأدلة

أرشيف كيير يوثق أصالة التطريز الجزائري، سواء صورا فوتوغرافية أم منسوجات بقيت تؤرخ لزمن الأيادي الذهبية، التي كان يمتلكها الحرفيون والحرفيات الجزائريون. مثلا، هناك صور قديمة من الأرشيف الجزائري لسنة 1890م، تظهر مصنع حرفيي الطرز بالخيوط الذهبية (طرز المجبود والفتلة) يعود لصاحبه يعقوب زيتون بولاية عنابة.

خصصت المؤلفة البريطانية ماري غوستيلو فقرة خاصة للتعريف بالطرز الجزائري. وهذا، في كتابها الخاص بفن الطرز. وذكرت ماري أنه سنة 1589م حكت الخياطة جاين بوستك الشهيرة بإتقانها فنون الطرز، شرشفا يحوي أشهر غرزات التطريز، من بينها غرزة العين الجزائرية الأصيلة، كما دونت رسما للزخارف، قالت إنها مستوحاة من الأريكة الجزائرية.. وذكرت أنها تختلف عن الأريكة الفارسية.

في أرشيف اليونسكو، وثائقي يظهر تاريخ طرز المجبود الجزائري، الذي يعود لآلاف السنين، الذي تصنع به عدة أزياء تقليدية جزائرية، مثل القفطان والقندورة والشدة والدلالة العنابية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!