-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الانتظار محطة العرب الرئيسية

صالح عوض
  • 6845
  • 0
الانتظار محطة العرب الرئيسية

كل شيء في واقعنا العربي يسجل على قائمة الانتظار.. إن سألت أحد السياسيين الفلسطينيين أصحاب خيار التسوية ما هو الحل؟ يجيبك ننتظر ما قد يأتي من البيت الأبيض، وان سألت احد أصحاب خط الممانعة يقول لك إن الأمور تسير على بركة الله وأننا ننتظر فرج الله

  • ..إن سألت احد مسيري الأجهزة الاقتصادية في الوطن العربي عن إمكانية الخروج من الأزمة الفلانية يقول لك ننتظر الخطة الخمسية القادمة أو التعديل الوزاري القادم.. وان سألت حتى المواطن العادي عن أي شيء خاص أو عام، فسيجيبك بأحد مرادفات فعل ننتظر..!!
  • ومن غضب الله على أمة طول الأمل، لأنه تعبير صارخ عن العجز والاستسلام وتلقي مبادرات الغير وكأن لا قيمة لقدرة الأمة وإراداتها..ألم تكن إحدى المهازل لنا كسياسيين ومواطنين أن لا ننام تلك الليلة التي شهدت الحسم في الانتخابات الأمريكية..؟ كم أمريكي يعرف اسم رئيس وزراء الهند؟ أو وزير خارجية اسبانيا؟ أو يستطيع تحديد طبيعة النظام في النرويج أو السويد.؟ نحن نهتم بتفصيلات العالم ليس لزيادة انتباه لدينا أو لزيادة حرص على المعرفة.. والأمريكان لا يكترثون بما يجري في العالم ليس لعدم اهتمامهم به أو تخليهم عن دورهم الاستراتيجي في السيطرة والاستحواذ عليه..إننا نهتم بما يجري في أمريكا، لان حكامنا أفقدونا القدرة على صناعة المبادرة وحرمونا من فعل الكفاح الذي يعيد لنا كرامتنا وعزتنا وأصبحنا رهائن لمزاج سيد البيت الأبيض ورغباته..
  • فرق كبير بين التفاؤل والأمل..التفاؤل هو وليد الفعل الايجابي وهو تجسيد لتنمية الإحساس بجدوى الفعل الذاتي وقدرته على اختراق الواقع لما هو خير، أما الأمل فهو الأماني الخادعات والتلهي بالخيالات الفارغة التي تقعد بالهمة دون الكفاح وانتظار الفرج من الخارج..من خارج الذات وخارج المجموع ولقد قال الله سبحانه وتعالى: “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..”. لقد فهم الأولون هذا المعنى الجليل، فقال قائلهم: إن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة..
  • جميع العرب كانوا ينتظرون الانتخابات الأمريكية، منهم من كان يتمنى التجديد للجمهوريين لصداقات عائلية تجمعه مع عائلة بوش وديك تشيني ولذلك كنا نرى محطات التلفزة التابعة لهؤلاء تعمل جاهدة من وراء ستار الخوف والخجل لتزكية ماكين.. وآخرون كانوا ينتظرون أوباما لعله يزيح عنهم العناء ويقويهم على خصومهم الداخليين.. ولا يعرف هؤلاء ولا أولئك أن أوباما أمامه ملفات الوضع الأمريكي العويصة وهو في غير وارد أن يسهر الليالي لأجل عيون العرب.
  • الانتظار محطتنا التي نقف عندها جميعا وما أصعب الانتظار.. انه قاتل وممل ومن منا لم يجرب الانتظار على محطة حافلة أو محطة قطار أو أمام مكتب مسؤول أو أمام محلات الخبز أو أمام المستشفيات.؟.انه الانتظار، فمتى تقلع أمتنا منه.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!