-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الأسد بين الجولان وإيران؟

صالح عوض
  • 9724
  • 0
الأسد بين الجولان وإيران؟

لم تكن التصريحات التي أدلى بها الرئيس السوري في مؤتمره الصحفي هي كل ما جاء من أجله الى طهران، ولكن المفاوضات السورية الاسرائيلية المتواصلة باسطمبول تكون وصلت الى نقطة الصياغة النهائية في جملة واضحة انسحاب اسرائيلي من كل الجولان وتطبيع مع اسرائيل وما يقتضيه التطبيع من افتراق عن الموقف الايراني وعدم توفير مأمن لقيادات المقاومة الفلسطينية واللبنانية..أي خروج سوريا من خندق الممانعة العربية المساند للمقاومة.

  • ولكن من قال إن الامور لابد ان تسير هكذا؟ لماذا يفقد الغرب كل قنوات الاتصال الفعالة مع ايران هذا البلد المتوازن والصلب والذي يسير نحو أهدافه بعزم وصمت وعدم تردد..؟ ماذا سيستفيد الغرب فيما لو افترق النظام السوري عن ايران وسار كل في اتجاه معاكس للاخر بل ومعاد؟؟ ان الغرب لن يستفيد شيئا!! ثم ماهي الحكمة لدى السوريين الذين يحسبون مواقفهم بدقة مشهود لهم بها ان هم قطعوا صلاتهم بايران؟ ان المصلحة الغربية تقتضي وجود قناة اتصال موثوق بها من قبل ايران وليس هناك أفضل من سوريا الحليف والذي كان رئة ايران أثناء الحصار الغربي وحرب حكام العرب عليها..لذا فإنه لمن العبث التفكير بأن سوريا ستقبل قطع صلاتها بايران.
  •  
  • انه بإمكان سوريا الاحتفاظ بعلاقات استراتيجية مع ايران في الوقت الذي تسترد فيه الجولان..وحتى موضوع حماس فإنه سيكون بإمكانها لعب دور اقليمي أكثر أهمية من الآن ولن يطالبها أحد بأن تطرد قادة حماس كما لم تطلب اسرائيل ذلك من مصر، فهاهم قادة حماس وكوادرها الرئيسيون يخرجون ويدخلون عن طريق القاهرة والمعبر وتفتح لهم كل البوابات المغلقة..ثم ان اسرائيل والغرب يريدون حوارات مع حماس وحزب الله عن طريق ثالث..وستظل أمريكا واسرائيل والغرب في حاجة لذلك.
  •  
  • لكن بعيدا عن تشابك هذا الموضوع بين عودة الجولان والعلاقة بايران تنكشف أمامنا أسرار الاسراع في صياغة اتفاق سلام مع اسرائيل والكنيست الاسرائيلي الذي أخذ قراره قبل عشرات السنين بضم الجولان، هاهو منشغل الآن بصياغة قانون للاستفتاء حول الموضوع.. هنا تنكشف لنا الرغبة الاسرائيلية في التخلص من الموضوع اللبناني والسوري معا وسريعا لأن هناك تبييتا خطيرا بشأن الموضوع الفلسطيني.
  •  
  • الفلسطينيون المنخرطون في عملية التسوية يكونون الآن قد شبعوا يأسا واحيق بأحلامهم ان تكون الايام الاخيرة قبل الحملة الانتخابية حبلى باتفاقية تسوية وتجلت كل الوعود التي تلقوها من سيد البيت الابيض محض كذب وتخدير.
  •  
  • أما الفلسطينيون الذين يحكمون قطاع غزة فهم قد أصبحوا منهكي القوة بعد ان فتحت أبواب الضغوط الرهيبة عليهم بكل جفاء وقسوة..وقد فقدوا مبررات فوزهم..هنا تصبح المؤامرة على القضية الفلسطينية قد أحكمت.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!