-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

 “اتفاق إبراهيم”.. الطريق الممهِّد نحو تل أبيب

 “اتفاق إبراهيم”.. الطريق الممهِّد نحو تل أبيب
ح.م

أنظمة عربية ترى “إسرائيل” أمرا واقعا، في سباقها السري نحو “تل أبيب”، لا يمكن تجاوزه في عصر سياسي جديد، تتداخل فيه المصالح في علاقات دولية متوازنة، تتحاشى العزلة، لكنها “واقعية” تعتدي على الحق العربي التاريخي، وتجعله مجرَّد ذاكرة يُسقطها الزمن بالتقادم، ليس من حق كائن من كان أن يجعل هذا الحق أداة مساومة آنية لتحقيق مصالح ضيقة تتعارض مع مبادئ الالتزام في قوانين الصراع العربي– الإسرائيلي المبرمة في مواثيق العمل العربي المشترك.

مبادرة السلام العربية، نراها تتطاير كأوراق تسقط في الماء، وتتنصل منها أنظمة عربية صادقت على بنودها في قمة بيروت 2002، وهي ترتئي الانفراد في إبرام معاهدة سلام مع “إسرائيل” غير مكترثة بالإجماع العربي على شرط الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة، وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين.

قرأت دولة الإمارات العربية في معاهدة سلامها المعلن مع “إسرائيل” الواقع كما تراه من زاويتها الضيقة، دون مراعاة خطورة الخروج من الإجماع العربي وإسقاط ما تبقى من أوراق القوة في كسب الحد الأدنى في جولات الصراع مع الكيان الإسرائيلي.

جولاتٌ تمهيدية خاضتها أبو ظبي مع حكومة بنيامين نتنياهو خلف أبواب مغلقة برعاية أمريكية، لتفاجئ العالم العربي بـ”اتفاق إبراهيم” أبو الديانات الثلاث، وإعلان خروجها من دائرة الصراع العربي- الإسرائيلي نهائيا، وربما الخروج الكلي من مؤسسة العمل العربي المشترك بالتخلي عن مقررات الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وقممها العربية التي حددت شروط السلام مع “إسرائيل”.

خصائص “اتفاق إبراهيم” انتصارٌ في “تل أبيب” ونشوةٌ سياسية في واشنطن، وارتياحٌ في عواصم عربية مهَّدت لها أبو ظبي بـ”جرأتها” إعلان سلامها مع “إسرائيل”، والتحرُّر من قيود الدبلوماسية السرية على مدى عقود مضت، والانتقال إلى دبلوماسية علنية لا تخشى الرأي العام العربي..!

مبادرة السلام العربية التي قدمها الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز وأقرّتها قمة بيروت بإجماع عربي سنة 2002، أسقطتها أبو ظبي ووضعت العاصمة الرياض في موقف سياسي حرج، بين تأييد لـ”اتفاق إبراهيم” يعزز علاقاتها مع واشنطن ويدعم شراكتها مع دولة الإمارات المتحدة، أو تخلّ كامل عن مبادر سلام بذلت جهدا لإقرارها بما تضمنه من اعتراف عربي بـ”إسرائيل” وفق شروط معلنة.

“جرأة الإمارات” فضحت دولا عربية أخفت رغبتها في علاقة سلام مع “إسرائيل” وذكّرتنا بدول كانت السباقة في مد جسور علاقات سرية غير متوازنة معها دون اعتبار لمبادئ الحق العربي، فمنذ عقدين و”علاقات الأمر الواقع” تتعزز وراء مكاتب اتصال فتحت في الرباط وتونس ونواكشوط وقطر وسلطنة عمان في إطار دبلوماسية سرية تجاهلت عن عمد الرأي العام العربي.

أضحت العلاقات الدبلوماسية مع “إسرائيل” أمرا واقعا مع دولة هي “أمر واقع” لا تقوى عواصم الرِّدة على تجاوزه، في ظل مبررات لا يقبلها منطقٌ سياسي لا يستقيم إلا بميزان عادل لا يُسقط حق الوجود العربي من أجل مصالح ضيقة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • ناصر

    لم تجد اين تضع ايران في هذا النص الانشائي. الحمد لله