-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أوباما رئيسا

أي مستقبل لنا!!

صالح عوض
  • 7239
  • 0
أي مستقبل لنا!!

في حمى الانتخابات الأمريكية لفت انتباهي الاستطلاع الذي تجريه صحيفة »الشروق اليومي« حول انتخابات الرئاسة الأمريكية ولأشد ما ادهشني النسبة المرتفعة من الذين أدلوا بأصواتهم والذين لا يعيرون أهمية لنتائج الانتخابات.. البلادة وحدها هي التي تجعلنا لا نكترث لما يجري في العالم وذلك على اعتبار المثل العربي: إن شهاب الدين أسوأ من أخيه..

  • إلا أن الواقع والتاريخ وقبل ذلك كله القرآن الكريم نبهنا لضرورة الالتفات إلى المتغيرات الدولية والشخصية لكي نكون على بصيرة من أمرنا في مطالباتنا بحقوقنا المهدورة والمستلبة.. لقد سبق أن نبهنا القرآن لمجريات الصراع بين الفرس والروم ولقد كانوا جميعا على الكفر.. كما نبهنا الرسول لطبيعة حاكم الحبشة.. فأوباما ليس هو ماكين بحال من الأحوال.. بالتأكيد لن يكون أوباما عمر بن الخطاب ولا حتى سلطان جيبوتي ولكن الذي لاشك فيه أن موجة الحرب على بلداننا ستشهد تراجعا وأن الاندفاع الصليبي الحاد الذي وجه السياسات الأمريكية طيلة السنوات الثمانية الفائتة يكون قد توقف وانحصر في المصالح الحيوية الأمريكية والتي لا تخلو من باطل كبير..
  •  أوباما رئيسا يعني بوضوح عدم فتح جبهات حرب جديدة على أقاليمنا الهشة والضعيفة فيكفينا ما حصل بالعراق.. وأوباما رئيسا يعني أيضا تراجع الضغط الإسرائيلي على القرار الأمريكي الذي يجد في دعم اسرائيل واجبا مقدسا.. وهو يعني كذلك وبوضوح أن توازنا ما سيحصل على المستوى الدولي.. هنا تكون الفرصة مواتية لنا أن نبدي مزيدا من اللياقة للتحرك المطلوب لملأ الفراغ الحاصل في السياسات الدولية..
  • لقد استمعت لرؤساء أحزاب وتنظيمات مقاومة وغير ذلك كلها يبدي عدم اكتراثه لما يحصل هناك في الولايات المتحدة الأمريكية بشان الانتخابات الرئاسية.. إنه لأمر مزعج حقا!! فمن الذي يقرر إلى حد كبير الأوضاع الدولية اليوم..؟ من الذي يستطيع أن يدخلنا دوامة العنف والموت والدمار؟ انه السياسات الأمريكية التي لها علاقة إلى حد كبير بمزاج الرئيس الأمريكي.
  • اسرائيل التقطت الموضوع بسرعة فتحركت على جبهتين ..بيرس رئيس الكيان الصهيوني توجه إلى مصر طالبا يد العرب للتفاوض بخصوص المبادرة العربية فيما توجه اولمرت رئيس الوزراء إلى موسكو لتوطيد العلاقات التجارية مع الكرملين..
  • في اسرائيل تعاطي سريع مع التغيرات مهما كان حجمها أما نحن فلا حاجة لنا بالمتغيرات مهما كان حجمها كبيرا ذلك ببساطة لأننا لانستفيد من المتغيرات فضلا عن أننا لا نعمل لتعديل المتغيرات.. وهذا الأمر يمس الشريحة الثقافية والسياسية العدمية التي ابتعدت عن روح المسئولية تجاه الأوطان والشعوب واكتفت بتنظيرات هلامية.
  •  
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!