-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مرحلة صعبة يمر بها أبناؤنا

أولياء تائهون: “الانتقال من الطفولة إلى المراهقة”

نسيبة علال
  • 817
  • 0
أولياء تائهون: “الانتقال من الطفولة إلى المراهقة”

يبدأ الاطفال في تشكيل علاقات الصداقة والتعارف في ما بينهم، بجدية ووعي، انطلاقا من بلوغهم السابعة. وفي هذه المرحلة، يمكن أن يلاحظ الأولياء تغير سلوك الطفل، وحياده عن المبادئ التي لطالما سعوا لغرسها فيه.. صدمة ليست بالسهلة على الكثير منهم، لكنها تحتاج إلى الحكمة لاسترجاع الأبناء من براثن الصداقات الفاسدة، وتأثير المواقع في أهم مرحلة انتقالية في حياتهم.

تعتقد الكثير من الأمهات أن السنوات الأولى من عمر الطفل، هي الأصعب على الإطلاق، نظرا إلى اعتماده التام عليها، وقضائها الكثير من الليالي البيضاء، المليئة بالسهر والمعاناة، لكنها سرعان ما تكتشف أنها أمام مرحلة أشد صعوبة وخطورة، حينما يكون الطفل قد بلغ درجة من الوعي، تسمح له باكتشاف العالم المحيط به بمفرده، ويشرع في محاولات الاستغناء عن والديه، في مراحل بحثه عن أجوبة لتساؤلاته الكثيرة، حين يمكن أن يصطدم بمصادر قد لا تكون آمنة، كرفاق السوء، أو بعض مواقع الإنترنت..

التكنولوجيا أقصر طرق انحراف الأطفال والمراهقين

يعلم الأولياء اليوم، أن توفر التكنولوجيا في أيدي أطفالهم، مع هامش من الحرية، يجعلهم عرضة للانحراف، وتبني أفكار ومعتقدات وسلوكات دخيلة. مع هذا، يعجز غالبية الأولياء عن منع أطفالهم من امتلاك هواتف أو ألواح إلكترونية. فقد باتت هذه الأخيرة المطلب الأول لدى أبنائنا، بمجرد تعلمهم طريقة استعمالها. وهنا، يجد الأولياء أنفسهم حائرين: أن يمنعوا الطفل أو المراهق من امتلاكها وتوظيفها في حياته اليومية، لينجوا من ضررها، أو يوفروها له حتى يواكب من خلالها أقرانه من جيله، فيما يرى السيد محمد من باتنة: “لقد أصبحت تربية الأبناء صعبة جدا بالفعل، خاصة في زمن التكنولوجيا، لكن بعض الأولياء، وتحت مسمى الخوف على الأبناء، يحرمونهم تماما من استخدام الهاتف، بينما عليهم إدراك أن القضية، كما يقال، ليست قضية جوالات تنزع، بقدر ما هي قضية قناعات تزرع، لأن منعه من الهاتف اليوم يجعله يبحث عن مشاهدة الممنوعات لدى أصدقائه.. لذا، من الأفضل توفير التكنولوجيا، مع الحرص على المراقبة الدورية، بحيث لا ضرر ولا ضرار”.

تقويم الطفل ورسم حدوده من أولويات مسؤوليات الآباء والأمهات

من الأخطاء التي يرتكبها الأولياء، في مهمة تربية الأبناء، عدم بحثهم وتثقفهم حول مراحل النمو العقلي والجسدي والجنسي، ما يجعل الكثير منهم غير مهيئين لما ينتظرهم من تغيرات.. تقول السيدة لويزة: “اعتقدت أن الأمومة سهلة، لكنني اليوم أمام إصلاح شخص يدخل إلى المنزل، كل يوم بأفكار غريبة، ومعتقدات خطيرة.. المهمة صعبة، ولم أحضر لها مسبقا، خاصة في غياب والده في المهجر..”. في هذا الصدد، تشير الأخصائية النفسية، دبوب عقيلة، إلى أن التركيز على خصال ومميزات الطفل، ابتداء من سن مبكرة، هو مسؤولية الزوجين الأولى تجاهه، وتعود الأولياء على مدح سلوكه الحسن، يجعله يميز الصحيح من الخاطئ، ويعرف ما يعجب محيطه وما الذي يذمه.. كما أنهما المسؤولان عن وضع معايير اختياره أصدقائه، سواء في الحي أم المدرسة، وحتى من الضيوف. وذلك بتحبيب وتشجيع علاقاته مع الأطفال من سنه ومستواه التربوي، والحرص على إبعاده عن الأصدقاء الذين يفوقونه سنا، خاصة في هذه المرحلة، والأطفال أو المراهقين، الذين يثبت عليهم سوء السيرة والخلق”.

المراقبة وسد الفراغ.. تنقذهم من المخدرات والشذوذ والتسرب المدرسي

إن المرحلة الانتقالية، التي يعيشها الطفل في السنوات من 7 إلى 11 سنة، أصبحت تعد أخطر مراحل الحياة في وقتنا، لأن الطفل لا يكون واعيا كفاية ليحدد ما يضره وما ينفعه، كما أنه متعطش دائما إلى اكتشاف وتجربة المجالات الممنوعة التي لا يجدها شائعة في محيطه، التي لطالما كانت مخفية عليه. لهذا، ينجر الأطفال والمراهقون في هذا العمر خلف تعاطي المخدرات، والشذوذ الجنسي والتسرب المدرسي.. وهي أكثر مجالات الانحراف المسجلة في الجزائر مؤخرا، وهنا يظهر دور الأسرة وجهات التنشئة الأخرى كالمدرسة والمسجد، حيث يتعين على الأولياء شغل أطفالهم بما ينفعهم من خلال إقحامهم في نشاطات تربوية ورياضية ودينية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!