-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أولياء يستعملون شحوم السيارات والبارود والخل والكحل

أطباء يحذرون من وصفات شعبية خطيرة لعلاج الأطفال

نادية سليماني
  • 1077
  • 0
أطباء يحذرون من وصفات شعبية خطيرة لعلاج الأطفال
أرشيف

تعوّدت كثير من الأمّهات، على سلوكات يعتبرها الأطباء خاطئة، في تربية أولادهن، فمن تكحيل الأعين وخفض الحرارة بالخلّ، إلى علاج اهتراء الرّضع بشحوم السيارات ومُداواة الغازات بالبارود..! ويُحذر الأطباء من هذه العادات الغريبة، التي يُمكن أن تسبّب مضاعفات خطيرة على صحّة طفل صغير، يملك مناعة ضعيفة جدا.
دخلت سيدة إلى عيادة دكتور الأطفال عز الدين بوالصلصال، وبعد الكشف على رضيعها الذي يعاني من اهتراءات بجلده بسبب الحفاظات، سألت الوالدة الطبيب إن كان بإمكانها طلي جلد رضيعها بشحوم السيارات، لأنها نافعة و”ضربة ضربة” بحسب ما أخبرها أشخاص..!
الطبيب لم يستغرب من سؤالها، مؤكدا لـ ” الشروق” أنه يتلقى أسئلة غريبة يوميا من أمهات، بل وبات يكتشف طرق علاج للأطفال أكثر غرابة.

تكحيل العينين والحاجبين بالرصاص
يتحوّل كثير من الرضع إلى فئران تجارب منذ ولادتهم من طرف عائلاتهم، ففي الأيام الأولى يتم تكحيل أعين وحواجب الرضيع بالكحل الأسود، على أمل أن يتمتّع الطفل بعينين وحاجبين أسودين جميلين عند الكبر، رغم أن الكُحل المعروض في الأسواق عبارة عن مادة الرّصاص المطحون وليس أصليا، لأن الكحل العربي الأصلي غالي الثمن.
وتمد عائلات أخرى إلى ” تقريع ” شعر ابنها الرضيع كليا، ممنية نفسها بشعر أكثر جمالا ونعومة للطفل، رغم أن كثيرات يؤكدن أن حلق شعر الرضيع، يجعله أكثر خشونة وأقل جمالا لاحقا.

الخلّ لخفض درجات الحرارة
وتعتمد أمّهات على وصفات تقليدية قديمة، لعلاج أبنائهم من مختلف العوارض الصحية، حتى ولو كانت خطيرة.. فمثلا لا تستغني كثيرات عن كمّادات مادة الخل لخفض حرارة الأطفال، بحيث يتم وضعها على رأس الطفل وقدميه، أو افراغ ماء الزهر على شعره.
فزيادة لعدم وجود دليل علمي على أن الخلّ خافض للحرارة، لكنه قد يتسبب في أعراض تحسّسية بجلد الصبي، وآخرون يستعملون مادة بيكاربونات الصوديوم، ورغم أنها مادة كيميائية لعلاج مختلف التهابات الفم لدى الطفل.

البصل بالقطران لعلاج الإسهال
ووصلت درجة عبث بعض الأمهات مع أولادهن، إلى علاجهن غازات البطن بمادة البارود الخطيرة، وعجائز يداوين إسهال الرضع، بإدخال بصلة محروقة ومطلية بالقطران في فم الطفل، ومنهم من يطعم ابنه الكُحل العربي لعلاج مرض ” البوصفاير “.
ويناشد طبيب الأطفال، بوالصلصال عز الدين، الأمهات بتجنب كل الخلطات الغريبة والتقليدية، التي لا أساس علمي لها، لعلاج أطفالهن من مختلف العوارض الصحية، والتي يمكن أن تتسبب في آثار عكسية وخطيرة. وحسبه، حتى وان أعطت هذه الخلطات فائدة أحيانا صدفة ليس إلا، فلا يمكن اتخاذها علاجا دائما.
وقال: ” مثلا مادة الخل المستعملة لتخفيض حرارة الطفل، بإمكانها التسبب في حساسية له “. وذكر استقباله لحالات يكون فيها الطفل مصابا بغازات قليلة في البطن، وهذا أمر عادي، ومع ذلك تسارع الأمهات لإعطائه ” التيزانة ” أو الكمون أوالشيح، أو استعمال ” كوتونتيج” مع زيت زيتون أو يقمن بتخفيف الحليب له، رغم أنها حالة صحية عادية جدا وعابرة، وقد يكون سببها الأصلي تناول الأم أطعمة تسبب غازات فتنتقل إلى رضيعها، والأحرى بها أن تقوم هي بـ ” ريجيم في الأكل ” وليس ابنها.

تجنب الاستشارات الطبية العشوائية..
ومن جهته، تأسف رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، مصطفى خياطي، للجوء بعض الأولياء إلى سلوكيات غير صحيحة، واستعمال أشياء وخلطات غريبة لعلاج أطفالهم.
وقال في اتصال مع ” الشروق”، بأن مثل هذه الوصفات التقليدية، والتي لا صلة لها بالطب ” هي خطيرة وحتى قاتلة في بعض الأحيان، وتزيد الضرر بدل معالجته”.
واستغرب خياطي في الوقت نفسه، لظاهرة وضع شحوم السيارات على جلد الرضيع، لعلاجه من ” التهرية ” أو التسلخات الجلدية، معتبرا أن شحوم السيارات مادة كيميائية، موجهة لمركبات الية وليست بشرية، وهي ” قد تتسبب في سرطانات جلدية لمستعملها، أو تضعف مناعة الطفل، بعد وضعها مباشرة على خلايا بشرية جد حسّاسة “.
وينصح مُحدثنا، العائلات، بالابتعاد عن نصائح أشخاص غير متخصصين في الطب، وأخذ المشورة عشوائيا من هنا وهناك، والتي ستضر أكثر مما تنفع. وعليهم العمل بتوجيهات أطباء الأطفال والقابلات والمُمرّضات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!