أخبار الجزائر ليوم الثلاثاء 16 ماي 2023

منع استعمال البارود في أعراس وتظاهرات ولاية المسيلة

ق.م
منعت ولاية المسيلة استعمال البارود في الأفراح والنشاطات الرسمية والاستعراضية بسبب الحوادث الأليمة التي أدت إلى وقوع وفيات في الفترة الأخيرة، واعتبرت الجهة ذاتها أن استعمال البارود بمختلف أنواعه بطريقة فوضوية وعشوائية أدى إلى إصابة أشخاص في مختلف المناسبات آخرها الحادث الذي أودى بحياة طفل يبلغ من العمر 06 سنوات ببلدية سيدي عيسى.

ووجه والي الولاية تعليمة خاصة بمنع استعمال البارود بمختلف أنواعه سواء في النشاطات الرسمية أو الأفراح والأعراس للأشخاص الطبيعيين، إلا في حالة تقديم الرخصة المسبقة من المصالح الأمنية المختصة.

وأرجعت الولاية سبب المنع إلى وقوع حوادث أليمة عند تنظيم النشاطات الرياضية، الثقافية والفنية وكذا مراسيم الأعراس والأفراح عبر بلديات الولاية.

كما طلبت الولاية من الجمعيات الثقافية والرياضية وكذا مستعملي البارود أثناء نشاطات الفنطازيا والبارود الالتزام بما جاء في هذا الإعلان، مشيرة إلى أن مخالفة ما ذُكر يعرض صاحبه لإجراءات قانونية صارمة.

—

لا استئناف للأشغال بمشروع الطريق السيار المنفذ “جن جن – العلمة”

ف.ع
لم تستأنف الأشغال بعد بمشروع الطريق السيار المنفذ جن جن بولاية جيجل، والعلمة بولاية سطيف، التي توقفت قبل نحو سنة، رغم مرور أسبوعين على الفصل في القضية من قبل العدالة، والتي قضت بتبرئة الشركتين الإيطالية “ريتساني دي إيكر”، والتركية “مابا” مع إلزامهما بمواصلة الأشغال.

وأفادت مصادر على صلة بالملف لـ”الشروق”، أنه لا شيء تغير في ورشات المشروع رغم قرار العدالة الأخير، وأيضا استقبال وزير الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية لخضر رخروخ، للسفير الإيطالي بالجزائر جيوفاني بولييزي، رفقة وفد من شركة “ريتساني”، التي تتولى إنجاز هذه المنشأة الحيوية، وهو ما أعطى الانطباع حينها بأن الانطلاقة باتت قريبة، غير أنه وبعد مرور أسبوعين تبقى الأشغال متوقفة تماما وليس هناك ما يشير إلى قرب انطلاقها.

وكان الحكم الابتدائي قد قضى بتغريم الشركتين الإيطالية والتركية، وإلزامهما بمواصلة الأشغال، غير أنه وبعد الاستئناف الذي قدمته الشركتان، صدر قرار العدالة بإسقاط عقوبة التغريم، مع الاحتفاظ بالأمر بمواصلة الأشغال، وهو ما يرفع أي مبرر عن الإيطاليين والأتراك بالاستمرار في عدم مواصلة الأشغال.

—

600 عارض من 26 دولة في الصالون الدولي “جازاغرو” بالجزائر

أحمد عليوة
تحتضن الجزائر، الطبعة العشرين للصالون الدولي المهني للصناعات الغذائية “جازاغرو”، في الفترة الممتدة بين 5 إلى 8 جوان المقبل، بقصر المعارض الصنوبر البحري، بمشاركة 600 عارض من 26 دولة، بما في ذلك 75 بالمائة من الشركات العالمية، وسط توقعات بحضور 22 ألف زائر مهني ومن المتخصصين في قطاع الصناعات الغذائية.

وقال نبيل باي بومزراق محافظ الصالون في ندوة صحفية نشطها الثلاثاء، إن هذا الصالون يعد الأهم في شمال إفريقيا، حيث يمثل فرصة استراتيجية للمهنيين والمختصين في قطاع الصناعات الغذائية، من أجل عقد لقاءات لتبادل الأفكار والخبرات واكتشاف آخر الابتكارات في مجال المواد الأولية وعمليات الإنتاج، فضلا عن المعلومات الحالية عن النظام البيئي، كما يهدف إلى إرشاد المتعاملين حول إمكانيات وسبل تركيب مصانع للصناعات الغذائية بالجزائر ومختلف التقنيات المرتبطة بها وكذا توقيع اتفاقيات بين المؤسسات المشاركة.

ويتضمن الصالون عدة تخصصات أهمها التجهيزات والمعدات واللوجيستيك، التغليف والتوضيب والمنتجات الغذائية المصنعة والمشروبات والمواد الأولية ومكونات العناصر الغذائية وعتاد الفندقة والمطاعم والمخابز والحلويات.

وحسب بيان لوكالة “برومو صالون” المنظمة لهذا الصالون الدولي، فان الجزائر هي ثالث أكبر مستورد للمواد الغذائية والمشروبات في إفريقيا، برقم أعمال يقدر بـ 2.87 مليار أورو، وفي سنة 2022 سجل سوق المواد الغذائية في الجزائر رقم أعمال وصل إلى 10.77 مليار أورو، وتعتبر البرازيل وزيلندا الجديدة وفرنسا وهولندا أهم أربعة مصدرين للجزائر، بينما تعد موريتانيا والأردن وفرنسا وتركيا أهم أربعة مستوردين.

—

حجز 240 ختم مزور و11 جواز سفر مزور بباتنة

طاهر.ح
فكك عناصر الفرقة الاقتصادية والمالية بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية لأمن ولاية باتنة، شبكة لتزوير المحررات الرسمية وأختام الدولة، متكونة من أربعة أشخاص. وكان محققو الفرقة توصلوا لمعلومات دقيقة، تفيد تورط أربعة شبان، أعمارهم تتراوح ما بين 29 و46 سنة، في تكوين جمعية أشرار قصد الإعداد لجناية، وتقليد أختام الدولة والدمغات والطوابع الخاصة برموز الدولة، وصنع أختام وطوابع للدولة وطوابع خاصة بعدة سلطات بلا إذن كتابي من الجهات المختصة، واستعمالها مع التزوير واستعمال المزور في محررات ادارية وتجارية ومصرفية صادرة عن إدارات عمومية وخاصة.

وخلال مداهمة مسكن أحد المشتبه بهم بعد استصدار أمر نيابي، عثر أفراد الشرطة على 53 ملف بها محررات تجارية ومصرفية ووثائق صادرة عن إدارات عمومية بأسماء أشخاص يقيمون عبر كافة ولايات الوطن، و240 ختم مقلد من مختلف الأشكال والأحجام.

كما استرجعت ذات المصالح 11 جواز سفر وجهاز إعلامي آلي وطابعة متطورة ومبالغ مالية من عائدات نشاط العصابة التي كانت حسب تحريات الشرطة تختص في تقليد وتوزيع وبيع واستعمال الأوراق المعنوّنة والمطبوعات الرسمية المستعملة في الأجهزة الرسمية والإدارات العمومية للدولة لصالح الزبائن مقابل عمولة كبيرة حيث عثر بحوزة المتورطين على مبلغ يفوق نصف المليار ويقدر بـ 614 مليون سنتيم.

—

توقيف تسعة عناصر من عصابات الأحياء بالجلفة

نورين. ع

أودع، الثلاثاء، قاضي التحقيق لدى محكمة الجلفة 9 أشخاص من بينهم امرأتان، مسبوقين قضائيا في قضية عصابات الأحياء، وتتراوح أعمارهم ما بين 22 و56 سنة، وجاءت هذه العملية في إطار العمل الروتيني لمصالح الأمن الحضري الخامس، أين لفت انتباههم شجار باستعمال الأسلحة البيضاء بين مجموعتين، حيث قامت المصالح الأمنية بتوقيف المشتبه فيهم وحجز مجموعة من الأسلحة البيضاء وتم تحويلهم لوكيل الجمهورية لدى محكمة الجلفة.

—

موسم كارثي لزراعة الحبوب بالبويرة

أحسن. حراش
قررت مصالح مديرية الفلاحة لولاية البويرة إنشاء لجنة خاصة مهمتها المعاينة الميدانية لجميع مزارع الحبوب عبر تراب الولاية، وذلك بهدف تقييم المحصول وكذا الأضرار التي لحقت بمنتوج الحبوب جراء الجفاف هذا الموسم.

واستنادا إلى مصدر من ذات المديرية، فإن قرار إنشاء اللجنة جاء بناء على اجتماع لجنة متابعة موسم الحصاد لهذا الموسم، حيث سيتم تنظيم خرجات ميدانية بالقرب من المحيطات المزروعة عبر كامل تراب الولاية من طرف اللجنة التي أحصت عدد الفلاحين المزارعين للحبوب، أين ستتم عملية معاينة المحاصيل وملاحظة القطعة المزروعة حسب ذات المصدر، حتى يتم تقييم المحصول وكذا الأضرار التي لحقت به جراء شح الأمطار، كما حثت ذات المديرية في هذا السياق الفلاحين قصد تجنب مباشرة الحصاد إلى غاية استكمال عملية المعاينة، بما يمكن من التقييم الفعال وبالتالي الاستفادة من التعويض الحقيقي للمتضررين.

تجدر الإشارة إلى أن عديد الفلاحين بولاية البويرة كانوا قد رفعوا انشغالهم المتمثل في تضرر محصولهم من الحبوب جراء شح الأمطار هذا الموسم وغياب السقي التكميلي، مما تسبب لهم في خسائر فادحة وعدم حصاد العديد منهم لمنتوجهم، حيث طالبوا بالتعويض عن الخسائر قصد إنقاذهم وإنقاذ نشاطهم في هذا النوع من المنتوج الاستراتيجي.

—

المجلس الأعلى للشباب بالبويرة ينظم قافلة”من باحث عن الوظيفة لصانع لها “

أحسن حراش
يشرع أعضاء المجلس الأعلى للشباب بالبويرة، بالتنسيق مع القائمين على حاضنة الأعمال بالولاية، بداية من الأسبوع المقبل في تنظيم قافلة تحسيسية وتوجيهية عبر مختلف بلديات الولاية، الهدف منها حث الشباب على ولوج عالم المقاولاتية وخلق فرص الاستثمار بعنوان “من باحث عن الوظيفة إلى صانع للوظائف”.

وتنطلق القافلة بداية من السبت المقبل وفق برنامج أعد لذلك بالتنسيق بين أعضاء المجلس الأعلى للشباب حسب العضو سالم بوملاح، وكذا القائمين على حاضنة الأعمال بالولاية، مضيفا بأن القافلة هي ولائية تحسيسية للمقاولاتية وتدوم إلى غاية نهاية الأسبوع، وتهم كل المهتمين بعالم المقاولاتية وأصحاب المشاريع حاملي الأفكار، كما أنها تتكون حسب ذات المتحدث من 4 مجموعات يدير كل واحدة منها مديرا تنفيذيا ولائيا، وتضم ممثلين عن باقي المديريات وبعض الجمعيات المعنية عبر كل بلدية، مضيفا بأن هذه القافلة تعد فرصة تكوينية لا تعوض للشباب حاملي الأفكار والمشاريع الاستثمارية قصد معرفة كل ما يحيط بعالم المقاولاتية بما يمكنهم من معرفة خطوات تجسيد مشاريعهم الخاصة على أرض الواقع، فضلا عن مرافقتهم رفقة باقي المتدخلين من بنوك ومؤسسات وإدارات عمومية ضمن هذا الهدف، كما أنها تهدف بالخصوص إلى إرساء أولى الخطوات لخلق جو استثماري معاصر وسط الشباب بالولاية وكذا إبراز رجال أعمال شباب يصنعون فرص استثمارية من شأنها خلق وظائف وثروة، أين سيتم خلال هذه القافلة – حسب ذات المتحدث- اختيار 45 مشروع ناجح من بين المشاريع المقترحة من طرف شباب الولاية، هذه الأخيرة ستتحصل على مرافقة ودعم من طرف كل الفاعلين تحفيزا لها من أجل تجسيدها ميدانيا .

—

لجنة برلمانية استعلامية تستطلع مشاريع قطاع النقل بتيبازة

ق. م
شكلت مشاريع النقل أبرز الانشغالات التي رفعت لأعضاء مهمة برلمانية استعلامية تقوم بزيارة لولاية تيبازة، تجسيدا لبرنامج سطرته لجنة النقل والمواصلات والاتصالات السلكية واللاسلكية لهذه الهيئة السيادية.

وخلال لقاء أعضاء هذه المهمة التي يقودها النائب زكرياء بلخير، مع والي تيبازة، أبو بكر الصديق بوستة، ورئيس المجلس الشعبي الولائي، جلول حميش، وعدد من المنتخبين ومدراء تنفيذيين وأعضاء من المجتمع المدني، شكل قطاع النقل “محور اهتمام” جميع الأطراف لما له من أهمية في تنشيط الحركية الاقتصادية والسياحية للولاية، فضلا عن تحسين الخدمة العمومية لصالح المواطن.

ورافع أعضاء المجلس الشعبي الولائي لتيبازة والجمعيات المشاركة في اللقاء من أجل إستكمال الدراسة التقنية الخاصة بمشروع سكة حديدية تربط محطة زرالدة بالجزائر العاصمة بمدينة قوراية بأقصى غرب تيبازة، مرورا بعدد من أهم البلديات، إلى جانب بعث مشروع ميناء الوسط بالحمدانية (شرشال) وهي مشاريع مهيكلة وإستراتيجية من شأنها تقديم إضافة قوية للحركية الاقتصادية والسياحية للولاية، حسبهم.

ودعا أعضاء المجلس الشعبي الولائي للتفكير في برمجة مشروع مصعد هوائي لمدينة تيبازة لمواجهة “معضلة الاختناق” المروري الذي تشهده، فضلا عن المطالبة برخص استثنائية للناقلين الخواص للقضاء على مشكل النقل بالولاية، لاسيما منها المناطق المعزولة التي تقتضي – كما قالوا- دعم المؤسسة العمومية للنقل الحضري وشبه الحضري الوحيدة التي تقوم حاليا بهذه الخدمة، كما سجل أعضاء الوفد البرلماني بارتياح وجود تغطية كاملة للنقل المدرسي.

وبخصوص قطاع الاتصالات السلكية و اللاسلكية، أجمع الحاضرون على أن القطاع سجل “تحسنا كبيرا” فيما تبقى بعض النقائص التي لا تستدعي بذل مجهودات لاستدراكها، حسبما أكده عضو المجلس الشعبي الولائي، يمناين يوسف.

وأكد رئيس الوفد البرلماني في ختام اللقاءات التي عقدت مع الهيئة التنفيذية وأعضاء المجلس الشعبي الولائي وممثلين عن المجتمع المدني، على أهمية العمل بإشراك المواطنين من خلال ممثليهم سواء في المجالس المنتخبة أو الحركة الجمعوية تجسيدا لإرادة السلطات العليا في البلاد.

—

مؤسسة وطنية لتجسيد “النظام الذكي” لتسيير حركة المرور بالعاصمة

راضية مرباح
ستباشر شركة وطنية عملها بعد الانتهاء من الدراسة المتعلقة بعصرنة تسيير حركة المرور عن طريق نظام ذكي، ثلاثي الألوان، يسهر القائمون عليه على دراسة كل جوانبه للانطلاق في تجسيده على أرض الواقع، بهدف تخفيف حدة الازدحام، لاسيما بالنقاط السوداء، وهو المشروع الذي سجل لتجسيده منذ سنوات بالشراكة مع الجهات الإسبانية غير أن العقد فسخ بعدها لتمنح الصفقة هذه المرة لأياد جزائرية.

وأوضح والي الجزائر، عبد النور رابحي، خلال لقاء أجراه للإذاعة الوطنية، أن مصالحه تقوم على قدم وساق من أجل إيجاد المنافذ والمشاريع التي من شأنها فك الخناق المروري عن طرقات العاصمة وعلى رأسها المشروع النظام الذكي المسجل منذ سنوات، الذي عرف تأخرا في التجسيد بعد فسخ العقد الذي كان مبرمجا مع الشركة الإسبانية، مشيرا إلى أن المشروع حول لصالح مؤسسة وطنية عمومية “EPIC ” بسواعد جزائرية والمتمثلة في ” ERSV”، يقام عليه حاليا الدراسة على أن تنطلق الأشغال على أرض الواقع فور الانتهاء من كل الجوانب التي لها صلة بالدراسة المبرمجة، وأضاف المسؤول التنفيذي الأول عن ولاية الجزائر، أن الإنجاز هذا الذي سيقوم على ثلاثية الأضواء، تأخره جلب معه أمور تقنية جديدة في تسيير حركة المرور على مستوى مفترق الطرق والنقاط السوداء، حيث ينتظر أن يكون مزود بوسائل وطرق ذكية مزودة بكاميرات، تسير الحركة بها، فأي محور يكون الاكتظاظ فيه أكثر، يمنح اللون الأخضر له كما تمنح تلك الكاميرات خدمة مزدوجة أخرى متعلقة –كما قال- بالنظام العام بعد ربطها بكاميرات المراقبة.

وتطرق رابحي في السياق، إلى الكثير من شبكة الطرقات التي تعرف مشاريع مختلف كالتوسعة والشق وإنجاز المداخل، فالبعض منها بدأت ترى النور بعد استلام الشطر الأول منه الرابط بين القبة وجنان السفاري السبت الماضي، وهو طريق سريع يربط بين الطريق السيار شرق غرب، مشيرا إلى أنه ومع بداية الصائفة يتم تسليم الجزء الثاني منه، محور طريق آخر يربط المركب الأولمبي محمد بوضياف وخرايسية على مستوى الطريق العروضي الجنوبي الثاني، وهو بمثابة طريق اجتنباني بالنسبة للعاشور ودرارية، سيسهل حركة المرور بين الشمال من باب الوادي إلى جنوب العاصمة، سيسلم شطره الأول مع نهاية السنة أما الثاني منه فأطلقت الأشغال به منذ أسبوع، ليربط العاشور ببابا أحسن ثم الوصول بعدها إلى الشطر الثالث بع الحصول على التمويل الخاص به تحدث عن مشروع مدخل طريق زرالدة المؤدي إلى الواجهة البحرية، وآخر في طريق الانجاز، يربط زرالدة من جهة وادي مزفران إلى غاية الطريق الوطني رقم 1 المؤدي إلى البليدة على مسافة 10 كلم سيساهم – حسب الوالي- في تسهيل حركة التنقل بين البليدة وتيبازة وتجنيبهم المرور على الدويرة أو بابا أحسن للعودة إلى تيبازة مثلا.

وذكر المتحدث، مشاريع توسعة للطرقات باسطاوالي باتجاه سيدي فرج، سيدي فرج نحو زرالدة ثم ازدواجية الطريق بين الشراقة وعين البنيان حيث أعطى إشارة السبت الماضي للانطلاق في توسيع طرق أخرى، كمحور الطريق الوطني رقم 142،133،233، لضمان تسيير حركة المرور للعديد من البلديات مثل زرالدة، سويدانية، شراقة، بوشاوي وأولاد فايت.

وتشهد العاصمة مشاريع أخرى لفك الخناق عن النقاط السوداء لتسهيل حركة المرور، مثل المشروع المخصص على مستوى الطريق الوطني رقم 41 الرابط بين بني مسوس والشراقة والذي يضم 5 أنفاق، اثنان في طور الإنجاز سيدخلان حيز الخدمة وتسليمهما بداية جويلية القادم، أما الأنفاق الثلاثة الأخرى المتبقية، فستسلم العام المقبل.

—

بومرداس تتجند لإنجاح موسم الاصطياف وتراهن على استقطاب السياح

سعيدة. م
تعيش مختلف الجهات والهيئات على مستوى ولاية بومرداس، حالة تأهب قصوى، وذلك في إطار التحضير الجيد لاستقبال موسم الاصطياف لسنة 2023، حيث تواصل السلطات المحلية للولاية، العملية التحضيرية تحسبا لموسم الاصطياف، من خلال تكثيف الأشغال الخاصة بالتهيئة ونظافة المحيط والأحياء والطرقات والشواطئ، أشغال صيانة الإنارة التي انطلقت بالشواطئ وتهيئة الحدائق العمومية والمساحات الخضراء، بالإضافة إلى أشغال أخرى كتهيئة الأرصفة والطلاء على اعتبار أن الشواطئ يزورها عدد كبير من الزوار المتوافدين عليها، وعليه لابد من تكثيف الإجراءات الخاصة بتجهيز مختلف المرافق لتكون عند حسن ظن المواطنين والزوار لاسيما البلديات الساحلية لتوفير فيها كل المرافق الخاصة براحة المصطاف.

وفي ذات السياق، نظمت مديرية البيئة بالتنسيق مع مديرية التربية (تلاميذ ثانوية محمد العيد آل خليفة) بمشاركة عدة قطاعات وهيئات عمومية، وجمعيات المجتمع المدني،منها مصالح بلدية قورصو، مؤسسة مادينات، الأشغال العمومية، الري، محافظة الغابات، السياحة والصناعة التقليدية، الصحة والسكان، الديوان الوطني للتطهير، دار البيئة، المحافظة الوطنية للساحل، الكشافة الإسلامية الجزائرية، جمعية المستهلك الواعي، المنظمة الوطنية للوقاية وتسيير المخاطر الكبرى حملة تنظيف واسعة شملت شاطئ وغابة قورصو على أن تتواصل العملية لتهيئة مدخل شاطئ قورصو وحظيرته، التي تعد مقصدا لراحة العائلات بامتياز.

كما قامت مؤسسة مادينات بعملية تنظيف الشاطئ المركزي ببومرداس، وصيانة وتهيئة الحدائق العامة مع تزين وغرس الأزهار عبر الطرقات ومداخل ومخارج الولاية، كما سخرت الآلات والشاحنات، العتاد اللازم لإنجاح العملية، مديرية الأشغال العمومية هي الأخرى تستعد لاستقبال موسم الاصطياف عن طريق صيانة وطلاء الأرصفة وتهيئة الطرقات وتسطيحها على غرار الطريق الاجتنابي لمدينة قورصو، الذي يشارف على الانتهاء، ويندرج ضمن الاستعدادات والتحضيرات الخاصة بموسم الاصطياف لاستقبال المصطافين في أحسن الظروف، خاصة وأن ولاية بومرداس استقطبت عبر مختلف شواطئها خلال موسم الاصطياف لسنة 2022 ما يزيد عن 18 مليون مصطاف، وهو الرقم الذي تسعى ولاية بومرداس لتجاوزه خلال هذه السنة نظرا للإمكانيات الهامة التي تزخر بها الولاية من جمال شواطئها وغاباتها، ما جعلها تعرف في كل مرة توافد عدد كبير من السياح والمصطافين من مختلف ولايات الوطن وحتى من خارج الوطن.

من جهته، الوالي وخلال ترؤسه عدد من الاجتماعات، أكد على ضرورة الاستعداد الجيد لموسم الاصطياف، داعيا المؤسسة العمومية مادينات بكل فروعها لاعتماد خطة محكمة للتعامل مع النفايات خلال موسم الاصطياف الذي يكثر فيه زوار المدينة سواء المقيمين فيها أو المتوافدين عليها من كل ولايات الوطن وحتى من خارجها.

—

بلديات بالعاصمة بحاجة إلى محطات لنقل المسافرين

راضية مرباح
تتطلع عديد البلديات والمواقع التي تحوز على اكبر نسمة على مستوى العاصمة، تزويدها بمشاريع تابعة للنقل الحضري والمتعلقة بإنجاز محطات برية، بالمواصفات المتعارف عليها داخل محيط نسيجها العمراني أو بمداخل ومخارج المدينة، بالبحث عن مساحات شاغرة، ضمانا لتنظيم الحافلات التي تنشط على مستوى مختلف الخطوط حتى لا يتوه المسافر وهو في رحلة البحث عن المواقف للوصول إلى وجهة رحلته بسهولة.

لم يهضم الكثير من المواطنين القاطنين عبر بعض بلديات العاصمة، عدم تدخل سلطاتهم من اجل تسجيل مشاريع تهم قطاع النقل وفي مقدمتها محطات النقل البرية التي وبالرغم من المراسلات والشكاوى العديدة التي رفعوها بالنظر إلى فائدتها في مجال التنظيم والتخلص من الفوضى والازدحام المروري التي تخلفها المواقف العشوائية، إلا أن نداءاتهم المتكررة لم تجد آذانا صاغية، واعتبر قاطنو الأبيار على سبيل المثال أن بلديتهم ورغم قدم تواجدها وكونها نقطة العبور للكثير من خطوط النقل كتلك القادمة من بني مسوس أو بوزريعة وشوفالي وبن عكنون باتجاه وسط العاصمة وساحة الشهداء والبريد المركزي وبئر مراد رايس وغيرها من الوجهات الأخرى، إلا أنها تبقى تنتظر تدعيمها بمحطة برية، تلغي الموقف الكبير للحافلات المتواجد بالقرب من مقر البلدية الذي يعد بمثابة النقطة السوداء لتشكيل الازدحام المروري.

بلدية أولاد فايت، هي الأخرى يعاني سكانها وزوارها يوميا، من رحلة البحث عن وجهتهم وخطوط الحافلات التي يطلبونها للغرض نفسه في ظل النقص الكبير في عدد الحافلات، لاسيما منها تلك الرابطة ما بين البلدية باتجاه 2 ماي أو باتجاه الشراقة أو الدويرة، حيث يضطر سالكو الخطوط تلك البحث عن المواقف لانتظار الحافلات منها ما شكلت بطريقة فوضوية وأخرى نظامية من طرف البلدية بمنطقة تعرف توسعا عمرانيا متزايدا بالنظر إلى الأحياء والمواقع السكنية المستحدثة والتي لا يزال سكانها يطالبون بتدعيمهم بخطوط وحافلات جديدة، لاسيما منها تلك التابعة لمؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري. الإشكال نفسه، مطروح ببلدية حيدرة التي لا تزال تعتمد على موقف “لابلاسات” بوسط المدينة، حيث يجبر المتنقلون إلى وجهات مختلفة، الانتظار بالموقع لفترات طويلة من اجل التوجه إلى بن عكنون أو وسط العاصمة.

المدينة الجديدة لسيدي عبد الله والتي تعرف تدفقا كبيرا لقاطنيها، نتيجة حركة التنقلات اليومية لهم ذهابا وإيابا، يشتكي سكانها هم كذلك من غياب محطة نقل للمسافرين التي تعتبر أساسية بمنطقة تعرف ارتفاعا كبيرا في عدد سكانها تزامنا مع فتح الكثير من المواقع السكنية الجديدة التي تستدعي تنظيما في قطاع النقل وتحديد الوجهات داخل مقر المحطة.

—

الأسطورة حيزية تعود إلى الواجهة بعد ثلاثة قرون

م. عبد الرحمان
تسببت الرياح العاتية، التي اجتاحت مدينة سيدي خالد، خلال اليومين الماضيين، في زحف كثيف للرمال نحو مسجد خالد بن سنان الأثري، وكذا مقبرة الذواودة، أين يتواجد قبر الأسطورة حيزية، حيث تسببت هذه الرمال أمس، في قطع الطريق المؤدي إلى المسجد والمقبرة المذكورين، ما صعب على الزوار العبور بأريحية، خلال زيارتهم لهذه المعالم، علما أن ظاهرة زحف الرمال بهذه المنطقة بالذات، تسببت أيضا في طمس معالم العديد من القبور بالمقبرة القديمة بمدينة سيدي خالد، الأمر الذي بات يتطلب تدخلا من قبل السلطات المحلية للبلدية، من أجل إزاحة الرمال ووضع مصدات حماية للمقبرة وقبور الموتى فيها، وأيضا تسهلا لعبور الزوار، الذين يترددون يوميا لزيارة المسجد الأثري خالد بن سنان وقبر الأسطورة حيزية.

هذه الأسطورة التي تكالبت عليها الرمال، تزامنا مع الضجة التي أحدثتها التعليقات الأخيرة، التي نسبت للكاتب الروائي وسيني الأعرج، حول جوانب من حياة الراحلة حيزية. علما أن هذه المرأة الأسطورة قد خلدها الشاعر الشعبي الشهير بن قيطون، ابن مدينة سيدي خالد، في رائعته “حيزية”، التي تدرج ضمن الموروث التراثي اللامادي لمنطقة سيدي خالد، ولها عند ساكنة المنطقة ولدى المهتمين بالشعر الشعبي مكانة خاصة، باعتبار قصة حيزية ورائعة بن قيطون هي من أبرز وأروع الملاحم الغزلية التي تعكس قصة حب خالد، ولا تقل عن رائعة روميو وجوليت ومجنون ليلة وغيرهما.

كما أن رائعة حيزية تمثل قمة العطاء الشعري، وهي نموذج عن قصص الحب العذري في تاريخ الجزائر وفي تاريح الأدب الصحراوي، علما أن حيزية بوعكاز هي من عائلة الذواودة، ومن مواليد 1855م، وتنحدر من مدينة سيدي خالد، بولاية أولاد جلال حاليا.

وقد استطاع الشاعر الفحل ابن قيطون تخليد قصتها مع اسعيد في قصيدة شعبية مطولة غناها الكثير، وترجمها الكثير أيضا، لعدة لغات، وهي إلى اليوم محل اهتمام وإعجاب، والمسّ بهذه الشخصية أو التعرض لها بالانتقاد أو بتزييف الحقائق يعد من الخطوط الحمر، لدى ساكنة سيدي خالد، لأن الأمر بحسبهم لا يرتبط بالعرض والشرف فحسب، بل بموروث شعبي هو ملك للجميع، والتعرض له بما يشينه أو يزيفه يعد عندهم أمرا مرفوضا بالمطلق.

—

“الخزانات محافظ المخطوطات” يبرز أهمية المكتبات التقليدية محليا وإفريقيا

محمود بن شعبان
أعلن المتحف الوطني للزخرفة والمنمنمات وفن الخط عن تنظيم معرض بعنوان “الخزانات محافظ المخطوطات”، خلال الفترة الممتدة من 16 ماي الجاري، على أن تتواصل فعالياته إلى غاية 17 جوان المقبل.

وسيسلط معرض “الخزانات محافظ المخطوطات” الضوء على أهمية المكتبات التقليدية ودورها الثقافي، سواء في الجزائر أم إفريقيا، خاصة بعد الدور الهام الذي لعبته خزانات المخطوطات في نشر العلوم والمعرفة ونقلها في أنحاء القارة السمراء عبر الزمن، وبقيت محافظة على الوثائق والنصوص النادرة التي قاومت الزمن من عوامل طبيعية وبشرية، فكانت النواة الأولى لإنشاء وتكوين المكتبات الحالية.

ويتضمن هذا الحدث الثقافي الذي يعد فرصة لاكتشاف أحد كنوز الثقافة الإسلامية الإفريقية الذي ستقام فعالياته في دار مصطفى باشا بالقصبة، عرض مجموعة من المخطوطات الأصلية النادرة والثمينة من خزانات الصحراء، التي كانت محفوظة بالمكتبة الوطنية بالحامة والمركز الوطني للمخطوطات بأدرار، كمساهمة قيمة من هاتين المؤسستين في تثمين هذا المعرض من جهة، وإتاحة الفرصة للزوار لاكتشاف بعض ملامح الخزانات والتحسيس بأهميتها في المساهمة في نشر الثقافة الإسلامية في إفريقيا من جهة أخرى. كما ستعرف التظاهرة برمجة يوم دراسي بتاريخ 30 ماي الجاري، لإثراء الموضوع الذي سيحضره أساتذة وباحثون في المجال. وذلك على مستوى مقر المتحف العمومي الوطني للزخرفة والمنمنمات وفن الخط.

—

“أصبحت أنت” سيرة مجاهد ظلمه الاستقلال

زهية. م
تقف أحلام مستغانمي، في كتابها الأخير، “أصبحت أنت”، على شرفة التاريخ لتطل على سيرة والدها المجاهد الشريف مستغانمي، وتعبر صاحبة “ذاكرة الجسد” تاريخ الجزائر عبر ثلاث حقب “الثورة، الاستقلال، وما بعد الانهيار ودخول الجزائر مرحلة الإرهاب”، حيث يكتشف القارئ في هذا الكتاب مدى ارتباط الكاتبة بوالدها وأثره عليها، ودوره في مسارها الأدبي والعلمي، ومن خلاله، تفتح أحلام نافذة لقارئها لاكتشاف جزء من مسيرتها ومن يقف وراء أشهر أعمالها “ذاكرة الجسد”. ولم تنس أحلام، في السياق، أن تفتح بعض ذكرياتها ومحطاتها وتشير للذين ساهموا في عرقلتها.

تعود أحلام لدفاتر والدها المجاهد الشريف مستغانمي، الذي عرف سجون فرنسا رفقة كاتب ياسين، عقب أحداث 8 ماي 1945، وحياته في تونس وعودته إلى الجزائر عشية الاستقلال ثم انهياره العصبي، على إثر محاولة اغتيال من طرف جزائري، بعد أن دخلت الجزائر مرحلة تصفية الحسابات بين رفقاء السلاح ثم رحيله عام 1992 بعد دخول الجزائر نفق العنف والإرهاب.

تحيلنا أحلام في هذا الكتاب إلى سيرة والدها، الشاعر المثقف التقدمي، الذي منعه الاستعمار من تعلم اللغة العربية، فوجد فرصة لتثأر له ابنته أحلام، وتكون من ضمن الخريجين لأول ثانوية معربة في الجزائر.

في هذا الكتاب، الصادر عن هاشيت أنطوان/ نوفل، يكتشف القارئ مصدر إلهام أحلام ومدى تعلقها بوالدها، وأثر تلك العلاقة على إبداعاتها لاحقا.. فقد عمل والدها على دعمها في أول أمسية شعرية نظمتها رفقة الراحل الطاهر جاووت، بقاعة الموقار، يوم “دخلت القاعة أحلام وخرجت منها أحلام مستغانمي”. فعلى غير عادة رجال جيله، دافع الشريف مستغانمي عن ابنته، ولم يقمعها وتصدى للهجومات التي طالتها من القاعة، فكانت بدايتها للانطلاق الإبداعي.

في سيرة أحلام وسيرة والدها إطلالة أيضا على الجزائر، وشعارات الثورة وحرب التحرير، وصراعات ما بعد الاستقلال. لم تفوت أحلام الفرصة، لتقف عند من تسبب في إقصائها والوقوف حجر عثرة في طريقها، منذ أن منعتها مديرة الثانوية من اجتياز امتحان البكالوريا في الثانوية، لأنها صارت وهي مراهقة نجمة عبر برنامجها الإذاعي عندما اضطرتها الظروف إلى التكفل بعائلتها، لأن معاش والدها المجاهد تم إيقافه عندما دخل مصحة الأمراض العقلية. ومنعت أيضا أحلام من حضور مؤتمر اتحاد الكتاب، رغم أنها كاتبة ومبدعة وكانت عضوا فيه. وبذات الطريقة، منعت من مواصلة الدراسات العليا واجتياز الدكتوراه التي حصلت عليها لاحقا من جامعة السوربون، لكنها فضلت دائما لقب أحلام مستغانمي، وأهدت لقب الدكتورة لوالدها.

بقدر ما كانت علاقة أحلام متينة ومتواطئة مع والدها، كانت علاقتها بوالدتها صدامية. فعلى عادة الأمهات أرادت لها أن تكون “ست بيت”، لكنها ربحت في الأخير المعركة، وتمكنت من الخروج من دائرة “العيب”، ونفضت عنها قدر “ست البيت”، واعتنقت قدرا آخر له علاقة بما راكمته من خسارات وانكسارات على مرور العمر والمحطات.

كسبت مستغانمي معركتها العائلية في الأخير، بعدما راكمت خسارات لم تعوضها عنها سوى الكتابة.

بعض الأماكن في العاصمة الجزائرية نعبرها دون أن تلفت الانتباه، لكن، مع أحلام صارت لتلك الأماكن ذاكرة وتاريخ وقيمة تاريخية أو معنوية، على غرار حديقة قصر الحكومة، رواق العرض محمد راسم، مصحة مايو بباب الوادي، ثانوية عائشة وغيرها.

من خلال الكتاب السيرة، تحيل أحلام قراءها إلى بدايات أو إرهاصات روايتها الأشهر “ذاكرة الجسد”، وكيف ولدت تلك الرواية المدهشة، كيف جمعت فيها كمية الألم والفخر، كيف امتزجت فيها أقدار وأمزجة وتاريخ الجزائر، لتعطي لنا رواية تؤرخ لذاكرة الجزائر.

في هذا الكتاب، يلتقي القراء ببن بلة وبومدين وجميلة بوحيرد، كما يلتقون بهنري مايو وهنري علاق وفرنان افتون وفرانس فانون، وغيرهم من المناضلين وأصحاب المبادئ الذين ساهموا في صناعة قدر الجزائر، قبل أن يختطفها الحركى وتجار الساعات الأخيرة للنضال.

تمزج أحلام في هذا الكتاب بين السرد والاعتراف، حيث تبوح أحلام بأولى علاقاتها زمن المراهقة، وهي تكتشف وتتلمس العالم من حولها، وتمنح القارئ بعض أسرار الشريف مستغانمي، وهو يكتب رسائل الحب بفرنسية أنيقة، رسائل بوح ومنفى، لم تسعه العربية ليقولها، فتصبح ابنته أحلام أمله في أن تنتقم له منها. لاحقا، ستكتب أحلام الشعر، وسيقودها إلى الاختطاف من البيت من قبل “مخابرات الثورة”. أحلام التي اكتشفت زوربا اليوناني وأراغون ونخبة الكتاب الفرنسيين في مكتبة والدها، نكتشف لاحقا أنها استغلت كل ذلك المخزون من ذكريات والدها لتتكئ عليه في كتابة “ذاكرة الجسد”، فعندما أتمتها كان والدها قد رحل إلى العالم الآخر، في تسعينيات القرن الماضي والجزائر تدخل مرحلة أخرى من تاريخها.

تكشف مستغانمي من خلال كتابها هذا، أن والدها تحايل على طبيبه الذي أراد استعمال جسر الكتاب لمعرفة أسباب انهياره، فكان يدون آرائه السياسية في كراس يخفيه ويدون مذكراته أو رسائله العاطفية في كراس آخر يتركه في متناول الطبيب، لأن “التعري أمام عدو الأمس فضيحة أو منقصة”، لم يرد مجاهد الأمس منحها لعدو الأمس.

خلف المجد الذي صنعته أحلام تختفي حياة مليئة بالكفاح وإثبات الذات، نكتشفها من خلال الكتاب لدرجة تصير فيه شراء قطعة حلوى “ميل فاي”، حدثا يستحق الاحتفاء. إذ تتحدث أحلام عن اللحظات التي كانت تتوقف فيها عند المخبزة لشراء حلوى “الميل فاي”، في زمن كانت فيه تناضل وتكافح وهي في بداية شبابها من أجل ضمان حياة كريمة لعائلتها، بعد توقيف معاش والدها المجاهد، وعندما تحسنت وضعيتها وزادت إمكانيتها ظلت قطعة الميل فاي في حيها ومدينتها أفضل من تلك التي يقدما أشهر محل في باريس.

تتكئ أحلام مثل العادة على لغتها وموهبتها في تطويع الكلمات واختيار العبارات في عبور أزمنة الجزائر، وجزء من حياتها حياة والدها المجاهد الشريف مستغانمي. في هذا الكتاب، تنصف أحلام مستغانمي بكل عفويتها اللغوية وجمالياتها وحكمتها الأدبية والدها، وتهديه بعد رحيله سيرتها أو سيرته، وكأنها تريد أن تقول له إنها صارت تستحق أن تكون ابنته. وإنه بإمكانه أخيرا أن يفتخر بها. تعيدنا أحلام عبر كتابها إلى الطفولة والعفوية والصدق الذي يسمح لك بأن تطل من شرف العمر وأنت تتأمل خساراتك، وتعدها بكل ابتسام، لا لشيء إلا لأنك نجحت أخيرا في مخالفة توقعات من كان يراهن على سقوطك، ولا بأس بعدها أن تكون وصلت بعد عمر من الخسارات والانكسارات والجروح.