-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أحزابٌ أم كوارثُ وطنية؟!

قادة بن عمار
  • 5503
  • 23
أحزابٌ أم كوارثُ وطنية؟!

حان الوقت لغربلة الساحة السياسية والبحث عن أحزاب حقيقية، تمثل الشعب، وتملك قوة الاقتراح بدلا من النضال بالتهريج والتقرعيج..

في وقتٍ سابق، وبعد ظهور التعددية، عانى الشعب من أحزاب سياسية تناضل بإرسال الفاكسات إلى قاعات التحرير، واليوم نشهد ظاهرة جديدة وهي ظهور أحزاب الفايسبوك والبرامج التلفزيونية!

كيف لرئيس حزبٍ لا يملك سوى حفنة قليلة من المعجبين بصفحته على الفايسبوك، معظمهم من صاحبات ألقاب “مينوشة، وفرفوشة” أن يطالب الرئيس بوتفليقة بالتنحي عن السلطة!؟

وكيف لرئيسة حزبٍ سنفوري، تطالب السلطة بإغلاق بعض الفضائيات ووقف عددٍ من الصحف، رغم أنها “خريجة بلاطوهات” وليس تجمّعات شعبية، والسبب أنها قرأت عن خبث الإعلام الجزائري في بروتوكولات حكماء صهيون، وهي التي زعمت يوما أن الموساد يلاحقها!؟

ألم تتفرْعَن هذه السلطة أصلا لأنها لم تجد في واقع الأمر، من يعارضها بشكل جدّي وشعبي حقيقي؟!

اليوم نتأكَّد حين نشاهد بعض “الحزيبات المجهرية” أن المعركة الحقيقية ليست في تغيير السلطة فقط، وإنما في  تغيير الذهنيات “المارجة” التي استفاد منها النظام للاستمرار..

أين هي الأحزاب الكبيرة أو تلك التي تطلق على نفسها صفة كبيرة؟ فقد شاهدنا كيف يرتعد رجلٌ مثل أحمد أويحيى من شبح حركة تصحيحية تقودها نورية حفصي، ورأينا كيف أن عمار سعداني الذي حارب الجنرال توفيق وأقعده في بيته، مثلما يروّج أنصارُه، لم يقل كلمة واحدة ضد الوزيرة بن غبريط، فهل وزيرة التربية أقوى من مدير المخابرات السابق؟!

أما الطامَّة الكُبرى، فهي ما يحدث داخل الأفافاس الذي تحوّل إلى حزب “صامت” لا موقف ولا رأي ولا رائحة ولا لون له!

حزبٌ يندب رحيل أسطورته آيت أحمد ولا يجد بديلا له وسط نبّو والعسكري وبطاطاش وغيرهم من جوقة “مسلّمين مكتفين”!

كيف تحوّل الأفافاس من أقدم وأعرق وأكبر التشكيلات السياسية إلى مجرد حزبٍ تتفوّق عليه نعيمة صالحي حضوراً ولا يملك من البرامج سوى تكرار أسطوانة الإجماع الوطني التي لا يصدِّقها حتى المناضلون في صفوفه؟!

حين يقول وزير الداخلية نور الدين بدوي إنه يحضِّر لوضع إستراتيجيةٍ من أجل مواجهة الكوارث الوطنية، على غرار حوادث المرور، والفيضانات وغيرها، فلابدّ له أن يصنف منح الاعتمادات لبعض الأحزاب السياسية وبعض الخطب التي يروِّجها قادة تلك الأحزاب على أنها لا تقلّ خطورة عن الكوارث الطبيعية ولا تقلّ مأساوية عن حوادث الطرقات!

أليس من المضحك المبكي أن طبقة سياسية غير شرعية ولا شعبية تنقسم إلى جناح يدعو إلى استمرار الرئيس وآخر يطالب بنقل السلطة، ثم يخرج علينا “خيارٌ ثالث لإنقاذ البلد” أصحابُه لا يملكون حتى قرار إنقاذ أنفسهم؛ فهم أصلا بلا خيار ولا تخيير، بل لا يملكون حتى السلطة داخل أحزابهم التي تتشكل غالبا من 10 أفراد على الأكثر، انشقوا إلى جماعتين وأحيانا إلى ثلاث جماعات؟!

فهل رأيتم وضعا أكثر بؤسا مما نعيشه حاليا في زمن التقشف النضالي والاحتباس الديمقراطي!؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
23
  • بدون اسم

    من قال أن هذه الأحزاب الحيزبونة لا تساهم في تشتيت جهود الأمة وتطلعها نحو الأفضل ؟ ومن ينسي منكم أن الجزائري بطبعه وجيناته أنه لا يحب الزعامة ؟ ومن ينسي أن نبذ الزعامة كان أحد العوامل التي فجرت الثورة المباركة ؟ ومن قال لكم أن الجزائري سهل الانقياد ؟
    حيزبونيين يضللون الناس بجهلهم وقلة تبصراتهم، ثم يفعلون بخلاف ما هم به يشيرون عليهم ... قال أبي العلا المعري :
    رويدك قد غررت وأنت حرٌّ *** بصاحب حيلة يعظ النساءَ
    يحرِّمُ فيكمُ الصهباءَ صبحاً *** ويشربها على عَمْدٍ مساءَ

  • لويس

    قررت إعتزال التعليق ،لماذا الجواب يعلم به كل من سلال وزمرته،وكذلك معارضتنا

  • عبد العزيز - تمنراست

    والله يا اخي قادة وضعت يدك على الجرح لا السلطة تمارس السياسة و السياسة بريئة من مُسمى الاحزاب التي لا تحمل الا اسم الحزب

  • بدون اسم

    و الله صدقت الاخ قادة اتعرف بانهم اشباه معارضين في وقت الرجال واقفة وثابتة لحماية الجزائر ...هل هناك مقارنة بين هؤ لاء الراهج والرجال التي تضحي ليلا نهار لاجل الجزائر وشعبها لحماية حدودها ....والله لو كانت لي لابعدتهم كليا من الساحة السياسية حتى يتعلمون معنى الروح الوطنية ثم فليتصارع المتصارعون ..للا سف ليس لهم تكوين سياسي لاجل المعارضة

  • ouherere mohamed

    لا معنى للاحزاب في ظل وجود احزاب سعداني اويحي غول بن حمو وشلبية محجوبي ومعهم نعيمة صالحي الي بكت لرسالة رئيس الجمهورية

  • عبد الله

    حان الوقت لغربلة الساحة السياسية والبحث عن أحزاب حقيقية . يا قادة من الذي يقوم بهاتين العمليتين الكبيرتين عملية الغربلة و البحث عن احزاب حقيقية هل السلطة ؟ طبعا لا لان السلطة مغتبطة اشد الاغتباط بمثل هذه الاحزاب وانما هذه مهمة الشعب وذلك باختياره الحر او بالالتفاف حول ما يختاره من احزاب يرى فيها ذاته وارادته وضالته ومستقبله واعلم ان الشعب لا يخطأ ابدا ولا تجتمع امة على ضلال واعلم ما نعيشه اليوم هو نتيجة الاستبداد السياسي الذي يفرض الامر الواقع اذن لاتتعجب من بروز هذه الكوارث التي تسمى اخزابا

  • جزائر النخوة

    كما عهدناك يا سي قادة..كل مرة تثلج صدورنا بكلمة الحق..بارك الله فيك ياابن الجزائر الحرة...

  • AZIZ

    انت تهذي بمقارنة قادة الرجل الحر السيد بالخائن العميل المدعوا قاسم .اتحدى هذا الاخير ان ينتقد كيان موزة وعائلتها .فهذا ساهم في المؤامرة الصهيونية على بلده وعلى كافة البلدان العربية وهو مقيم في المحمية الامريكية ونافذة شقته تطل على القواعد العسكرية الامريكية

  • AZIZ

    تحية لك ايها الاعلامي الكبير .فانت الاعلامي الحر فعلا والاعلامي الذي يؤدي رسالة فعلا من اجل خدمة امته.لقد فرضت احترامك على الجميع بفضل حواراتك الرائعة فالمتتبع لحصصك يجدك اقسى من المعارضة على النظام واقسى من النظام على المعارضة فانت بهذا تبرهن على حريتك وعدم تبعيتك لاي كان غير الوطن والامة.وفعلا فازمتنا تكمن فعلا في انظمة فاسدة ومعارضات فاشلة لابرامج لها الا الجري وراء المصالح حتى وان تطلب ذلك العمالة لاعداء الامة..شكرا استاذنا الفضال وسدد الله خطاك واكثر من امثالك

  • حفوظ المحفوظ

    قادة بن عمارعلى خطى فيصل القاسم
    فقط أن بن عمار يكتب من الجزائر على الجزائر والقاسم يكتب من قطر على سوريا
    نأمل لكم المزيد من التألق والنجاح

  • صفي الدين عمارة

    أنت ترجع السبب لضعف الأحزاب و أنا أقول لك أن الأحزاب لا تجد ما تقوله لأنه ليس هناك ما تقوله سوى:
    الرئيس مريض و شكيب سراق و السعيد هو من يحكم و سرقت البلاد و ما درتوا والو منذ 62 و زوتو الإنتخابات (يعني نفس الأسطوانة) و لا شيئ آخر. نعرف أن أغلبية من يمارسون السياسة يمارسونها من أجل مصالح شخصية ضيقة تتسع بعد ذلك و لا يملكون لا أفكار و مشاريع مجتمعية بل يملكون و هم متمكنون في ذلك أفكار و مشاريع الكولسة و الضرب تحت الحزام.

  • فيصل

    ان من تداعيات السياسة المنتهجة حاليا تقزيم الأحزاب السياسية و تجزئتها حتى باتت تعرف بالحزيبات, كل واحد منهم في اتجاه و الغريب في كل ما يحدث ان حتى ما كان يعرف بالشخصيات السياسية المعروفة في الساحة الوطنية لم يعد لها اي وزن تستطيع من خلاله اقناع 1 من 100 من هذا الغاشي المسلوب الإرادة المغلوب على امره الحقيقة ما لم تستطع انجازه فرنسا طيلة 132 سنة انجز في اقل من 20 عاما. اصبحنا شعبا بلا هوية شعبا منتهي الصلاحية.

  • مواطن

    يا سي قادة مع احترامي الكبير لك انا ارى انه حتي اللاعلام الخاص عندنا متواطئ مع السلطة من حيث يشعر او لا يشعر في ابراز احزاب مججهرية ومحاولة تقزيم احزاب اخري عندها قواعد شعبية معروفة لاسباب متعددة ايديولوجية او فكرية وفي مرات كثيرة اتباع الهوى السياسي فقط التفاهم مع فلان او علان او عدم التفاهم معهم
    فلابد من احتررافية الاعام
    وسلام

  • هاشم

    السلطة الحالية تكرس لمثل هذه التعفنات لربح الوقت .
    اما الشعب الجزائري لايزال يبحث عن التعليم و العمل و المسكن و الماء ....والاحزاب تتناطح لاجل المصالح الشخصية الضيقة.

  • عبد من عباد الله

    إن النظام لا يقبل في محيطه إلا ما هو موجود الآن؛
    و إن المخلصين الصادقين العارفين لا يقبلون بل لا يسمحون لأنفسهم التواجد في مثل هذا المحيط؛ لأنهم يعلمون بأهم لا يُسمح لهم بالتواجد فيه و إن وجدوا إما أن يدخلوا في الصف أو يُصفَّون عند الدخول..
    فالصالحون ماتوا بعد الإستقلال في الإقامات الجبرية؛ (الشيخ الإبراهيمي مثلا)؛
    و المعارضون الفاعلون أزيحوا بطرق هتشكوكية؛ و آخرهم كان بطريقة علنية (في عنابة أمام الملأ)؛
    و الحَجّاجون بالمرصاد

  • hocheimalhachemi

    كل شيء تابع بعضه من سيئ الى أسوأ من السياسين الى الأعلاميين من الأحزاب السياسية الى المحطات التلفيزيونية والأعلامية من التعليم والتربية الى المساجد والشؤون الدينية من الأشغال العمومية الى ما تعانيه المصالح اللصحيةوالنفسية وحتى اللغوية والجهوية والعرقية !! كل تابع بعضه حين يأتي الخير يأتي تبع لبعضه وان أتى غيره لحق به شبهه ومثيله! " الخروف الجيد من الربقه يبان " ولا تنتضر شيء من فاقده كمن ينتضر الشفاء من مرض بدون زيارة طبيب !طبعا ولا طبيب ولا شافي الا الله سبحانه لااله الا هو وبه التوفيق

  • بدون اسم

    السلام عليكم
    شكرا ...
    من بين أسباب الكوراث الوطنية،
    اسناد الأمر لغير أهله،
    انعدام التخصص و تغييب النخبة أدى لاختلافات وشروخات كبيرة المجتمع،
    حبذا لوكانت "مينوشة وفرفوشة" ضمن ألبوم الواي واي- التبهديلة-
    لكان لها صدى كبير محليا، وخارجيا،
    يحفظك
    وشكرا

  • AURES54

    الجزائر في اللحظة الآنية لا معنى فيهالوجود أحزاب بصيغتها التقليدية
    نحن بحاجة الى جبهة موسعة تضم كل المعارضين للنظام السياسي الحالي
    جبهة تلتف حول مبادئ أساسية جامعة لا حول برنامج سياسي
    جبهة تضع على رأسها شخصية وطنية لا لبس يعتريها
    تضم كل الشخصيات ذات وزن وطني من سياسين صحفيين مثقفين وحتى ممثلين و رياضيين
    اليوم لا مكان لشد العصى من الوسط
    اما ان تكون مع النظام أو ضده
    على هذه الجبهة أن تدخل الانتخابات كقوة واحدة مجبرة السلطة الابتعاد ولو نسبيا عن مراواغتها
    أما مادون هذا فليس الا تسلية غوغائية

  • abdelali batna

    السلام عليكم
    أنا في الحقيقة لا اتوافق معك أخي قادة في كل ما قلته و هذا بسبب عدم سماح السلطة بإنشاء أحزاب حقيقة تمثل المعارضة الحقيقية و تمثل الشعب فهي تمنح الاعتماد فقط لأحزاب تعلم أنها لا تمثل الشعب و لا شيء . بل إن هذا الأحزاب ( المعارضة) جزاء من السلطة نفسها .

  • almanzor

    مهرجون لا هم لهم سوى التناحر على مقاعد في البرلمان، فلا يكفون عن إتحافنا بالتصريحات المثيرة و الاتهامات الباطلة لبعضهم البعض إما ب"الشيتة" أو "الأيادي الخارجية"... و أما الشعب فقد وجد نفسه تائها بين تكالب لويزة و تفاهات عمار و نفاق عبد الرزاق، و أضحى يفتش عن معارض صادق أو حتى موال للسلطة عاقل فقد سئم من هؤلاء الحمقى.

  • الجزائرية

    تابع:أحزابنا ولدت قيصريا وليست من رحم الشعب و لا مخاض الأمة.و منها ما استلهم فلسفته من أفكار خارج الجزائر و بالتالي لا تهمه مصلحة الجزائر الإستراتيجية بقدر مصالحه الإيديولوجيةو هم مستعدون لحرق الكل من أجل السلطة.و من هنا بقيت شرعية جبهة التحرير كحزب ولست اشهر لصالحها و لكني فقط أشير إلى قصورنا في إيجاد بديل للتغيير لأنناغيّبنا العقل و التدبر وآليات التفكير و قوى الأمة الولاّدة.لا أراهن على هذه الأحزاب الهزيلة فكرا وعطاء بقدر مراهنتي على أمثال مالية و محرز و غيرهما لأن الذي ينشر غسيل بلاده و يمس

  • الجزائرية

    أتدري ما يفرحني يا قادة أنك أخيرا قد وجدت البوصلةنعم،وأتمنى ذلك لكل شعبنا و بدون استثناء ليس العيب في الغلط بل في التمادي فيه.سأشرح، إن عودة وعي الأمة يكون حتما عن طريق شبابها ضامن الإستمرارية.فتغييب الوعي والقوم التبع هي آفتنا في هذا العصر قال فلان نقول كلنا .أين العقل الذي حرره فينا ديننا و خلقه الله بداخلنا لا تصله يد مخلوق مهما كان قويا.يجب أن نضع عقدا أدبيا يرسم الخطوط الحمراء للممارسة السياسية الشريفة لا تمس الجزائر و مكونات سيادة الجزائر ومصالح الجزائرفي رؤيى استراتيجية واضحة المعالم.

  • بدون اسم

    صح واش قلت. المهم ربى استجب لنا وجاب لنا راشيد نكاز وسفيان جيلالى ومعهم حتى النهاية (رئاسة)

    ياخى ياسيدى قادة ليس مشكل فى البرنامج او اقتراح (نقدر نبعثلك مليون برنامج وتخطيط واقتراح, باختصار عندك نموذج ماليزيا وتركيا ياسيدى ويوجد مليون الف كتاب ومقال كيفية بناء دولة متطورة والخ) المشكل عندنا ذكور فى الحكومة والاحزاب وليس رجال زعماء اصحاب مبادء وشهامة وكفاءة "حشى" بعض القليل جدا

    الله يرحم لى رباك وشكرا ياشروقنا