-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أتراك في طوابير الزلابية وصينيون نبذوا عاداتهم "الغريبة"

أجانب ينبهرون بالمأكولات التقليدية الجزائرية

نادية طلحي  
  • 4091
  • 0
أجانب ينبهرون بالمأكولات التقليدية الجزائرية
ح.م

شهدت ولاية قالمة، وعلى غرار باقي ولايات الوطن الأخرى، في السنوات الأخيرة، نزوحا غير معتاد للأجانب، من مختلف الجنسيات. على غرار الجالية السورية التي اتخذت عائلات منها قالمة كموطن لها، لما وجدته من أمن وأمان فيها، ولم يتوقف الأمر عند السوريين فقط الذين اندمج أغلبهم وسط المجتمع بصفة آلية، بل حتى الأفارقة الذين أرهقتهم الحروب وجدوا في قالمة مناخا مناسبا للإقامة لعدة أشهر برفقة عائلاتهم وأطفالهم، على الرغم من حملات الترحيل التي أقرتها السلطات الجزائرية في حقهم، على مدار الأشهر الأخيرة، إلاّ أن بعضهم فضل الاستقرار بالولاية التي يمارسون فيها نشاطاتهم المختلفة، وحياتهم بصفة جد طبيعية.

وقد تأقلمت العائلات السورية مع سكان الولاية، ونقل بعضهم بعض الحرف خاصة ما تعلق منها بطهي بعض الأطباق والحلويات السورية، التي تلقى إقبالا من طرف سكان الولاية التي لم موطنا للاجئين الأفارقة والسوريين فحسب بل دخلها أيضا في السنتين الأخيرتين الأتراك والصينيين، الذين تحصلوا على صفقات لإنجاز مختلف المشاريع المتعلقة بقطاع البناء والأشغال العمومية بالولاية، ومنهم من تمكن من الاندماج وسط المجتمع بربط علاقات صداقة مع بعض العمال من أبناء الولاية، وحتى منهم من تأثر بعادات الجزائريين وتقاليدهم، ودينهم الإسلامي، وأصبحوا لا يتأخرون في أداء صلواتهم مع الجماعة في المساجد، ويحتفلون مع بعض أصدقائهم من الجزائريين بالأعياد والمواسم الدينية.

بعدما تخلوا عن عاداتهم وتقاليدهم الأصلية التي لا زال يمارسها بعض زملاءهم الصينيين، باستمرار، إلاّ أنه لم تسجل فيها أية تجاوزات وحتى طقوسهم التي تعتبر من المحظورات لدى المجتمع القالمي المحافظ يمارسونها بتحفظ شديد وفي سرية تامة، خاصة إذا ما تعلق الأمر بأكل بعض الحيوانات، خاصة منها المحرمة على غرار الخنزير. بل أن الوافدين الجدد على الإسلام، من الصينيين لا يختلفون في حياتهم عن سكان الولاية الأصليين، بعدما أبهرتهم أكلاتهم الشعبية، وتخلوا عن ممارسة طقوسهم، وأكل لحوم القطط والحشرات، كما كان سائدا قبل سنوات، بل أكثر من ذلك فإن شهر رمضان الحالي تميز بممارسة الشعائر الدينية الإسلامية علنا بعدما تحلوا ببعض تقاليد الجزائريين من سكان الولاية، حيث يظهر الأتراك وأجانب من جنسيات أخرى في طوابير الانتظار أمام محلات الزلابية أو محلات بيع الحلويات شأنهم في ذلك شأن سكان الولاية الأصلين، وحتى فئة الطلبة الأفارقة الذين يواصلون دراستهم في جامعة قالمة، حفظوا جيدا تقاليد وعادات المجتمع، وأصبحوا لا يترددون في ممارستها، فيما لازالت فئة منهم من الذين هربوا من بلدانهم إلى الجزائر بحثا عن الرزق والعمل، تمارس نشاطها في بيع بعض العقاقير والأدوية على حافة الطرقات أو بساحة وسط المدينة، وعلى الرغم من أن بعض الأجانب تمكنوا من ربط علاقات مع المجتمع الجزائري، وخلق صداقات، إلاّ أن عاداتهم وتقاليدهم لم تؤثر في أصدقائهم من الجزائريين بل على العكس من ذلك فهم من تأثروا بالعادات والتقاليد الجزائرية، وأصبحوا يعيشونها ويمارسونها في حياتهم اليومية علنا، بداية من تغيير ملبسهم ومأكلهم، وحتى إلى اعتناق الدين الإسلامي، أداء الصلاة جماعة في المساجد وصوم شهر رمضان المعظّم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!