-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعد استحداث هيئة وطنية لهؤلاء الطلاب في الجزائر

أئمة ومشايخ يتولون مهمة تكوين “مقرئين” متميزين في العالم

نادية سليماني
  • 397
  • 0
أئمة ومشايخ يتولون مهمة تكوين “مقرئين” متميزين في العالم
أرشيف

تميّزت الجزائر وانفردت، خلال السنوات الأخيرة، بمُقرئين متميزين، لقوا الثناء أينما حلوا بالدول الإسلامية، بل أصبح القراء الجزائريون ومن مختلف الفئات العمرية من بين الأفضل في العالم الإسلامي، خير دليل، تتويج القراء الجزائريين بالمراكز الثلاث الأولى في 20 مسابقة دولية مؤخرا. ولهذه الأسباب، ولغرض تطوير مجال القراءات، قرّرت وزارة الشؤون الدينية استحداث هيئة وطنية للإقراء يُشرف عليها مجموعة من كبار القراء، فلقيت هذه الخطوة استحسانا في أوساط الشيوخ والأئمّة.
واستحداث هيئة وطنية للإقراء قريبا، وبقرار من وزير الشؤون الدينية، أوكلت مهمة الإشراف عليها، إلى مجموعة من كبار القُرّاء، حيث تتمثل مهمتها في دراسة واعتماد إجازات الشيوخ المقرئين.
ويأتي إنشاء هذه الهيئة مواصلة لإنجازات الهيئات الولائية للإقراء، التي حققت تقدما ملحوظا في تعليم وتلقين علوم القرآن الكريم والتجويد السنوات الأخيرة، بدليل تتويج الجزائريين بالمراكز الأولى الثلاث في 20 مسابقة دولية.
وفي هذا السياق، اعتبر الدكتور في العقيدة ومقارنة الأديان وإمام أستاذ بولاية تيزي وزو، حسن البصري تُركي، أنّ موضوع القراءات وعلم رسم القرآن ليس علما سهلا مقارنة بغيره من المواضيع والعلوم، لأنه يحتاج إلى ثقافة واسعة وعميقة.
ودارس القراءات، بحسبه، يحتاج إلى معرفة دينية ولغوية وبلاغية كبيرة حتى يقدم على هذا العلم “فهو علم الخاصة لا العامة”.

طلاّب عرب في معاهدنا للقراءات
وأكد المتحدث في تصريح لـ”الشروق”، أن الجزائر اشتهرت كبقية البلاد الإسلامية بمقرئيها ومعاهدها المتخصصة في القراءات، في ظل وجود العديد من مدارس الإقراء بها، التي وكان يقصدها الطلاب حتى من الأقطار المجاورة، مثل تونس والمغرب الأقصى وغيرها من المناطق.
وقال الإمام، إن الجزائريين اشتهروا بتدريس القراءات أكثر مما اشتهروا بالتأليف فيها، بدليل وجود معاهد متخصصة كثيرة متخصصة في القراءات عبر الوطن، ومن أشهرها معهد زواوة، معهد تلمسان، معهد وهران.. وغيرها.
ومعهد زواوة، بحسب الدكتور الحسن البصري، منسوب إلى منطقة زواوة المعروفة بـ” الحذق في القراءات، حتى إنها كانت مقصودة للعلماء للإتقان والبراعة، ومنهم الشيخ محمد بن مزيان التواتي الذي ورد على قسنطينة من المغرب، وبها انتشر علمه وأقبلت عليه الطلبة، وانتفعوا به وكثُر بحثه، وعلت عارضته وحصلت له مشاركة في الأصول والمنطق والبيان حتى أصبح يلقب “بسيبويه زمانه”.
ومع ذلك، لم يستغن عن الذهاب إلى زواوة لتعلم القراءات السبع.. فقد أخبر عنه تلميذه الفكّون أنه بقي في زواوة نحو عام ثم عاد، وقد حصلت له ملكة عظيمة ومعرفة تامة لعلم القراءات، وكانت القراءات بمنطقة زواوة تدرس في الألواح كما يدرس القرآن الكريم”.
ويذكر المتحدث أنّ عبد الكريم الفكون زار يوما شيخه التواتي بسكناه، فخرج إليه وبيده لوح به ما يزيد عن خمسين بيتا من الشاطبية الكبرى، فمن أشهر أساتذة القراءات بزواوة أواخر القرن الحادي عشر وأوائل القرن الثاني عشر محمد بن صولة، الذي قرأ عليه العالم التونسي أحمد بن مصــطفى برناز القراءات السبع أيضا.
كما تعتبر زاوية سيدي عبد الرحمان اليلولي بزواوة، معهدا متخصصا في تعليم القرآن الكريم وتفسيره، وتدريس القراءات بالروايات العشر المشهورة، “حتى إن هيئتها المشرفة ومنذ عهد المؤسّس لم تسمح بتدريس الفقه بحجة أن هذا العلم يمكن أن يشكل منافساً خطيراً على حساب حفظ القرآن الكريم والروايات”، على حدّ قول الدكتور الحسن البصري..
وقال البصري، إن معهد تلمسان معروف عنه شدة اعتنائه بقراءات القرآن الكريم، بحيث تواصلت الزّيارات التي كان يقوم بها العلماء إلى تلمسان ومن المغرب خاصة، ومن الأندلس والمشرق الإسلامي نظراً لشدة عنايتهم بعلوم القرآن، وفي مقدمتها القراءات ورسم المصاحف.
وهذه المعاهد وغيرها تجعل الجزائر في مصافّ الدول الإسلامية، التي تولي اهتماما كبيرا لموضوع القراءات، وهذا، بحسب ما أكده المتحدث.
ومن جهته، أكد إمام مسجد القدس بحيدرة، جلول قسول، أن موضوع الإقراء في الجزائر وصل إلى مستوى عالمي وذلك لسببين أساسيّين، أولهما اهتمام الجزائريين بحفظ القرآن الكريم، وامتلاكهم لسانا عربيا سلسا سهّل عملية التميّز في الإقراء.
والعامل الثاني، بحسبه، في وجود اهتمام كبير من الدولة بموضوع القراءات، الذي أعطى ثماره في التحكيم الدولي والمشاركة الدولية في المسابقات وحصول الجزائر الدائم على المراتب المشرفة.
وأكد الشيخ جلول قسول، وجود مقرأة إلكترونية ساهمت في رفع مستوى الإقراء، وهي “نتيجة لاهتمام فئة كبيرة في الجزائر مهتمة بالإقراء”، قائلا إن وزارة الشؤون الدينية، ارتأت إنشاء مجلس للإقراء لتنظيم موضوع القراءات وتأطيره بقوانين تنظيمية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!