80مليون مشاهد لمتابعة أمير الشعراء.. والتنافس يحبس الأنفاس في شاطئ الراحة
وصلنا إلى شاطئ الراحة بأبو ظبي قبل ساعة من البث المباشر لبرنامج أمير الشعراء، الكلّ كان منهمكا في التحضير، وحتى الجمهور الذي حضر لمتابعة الحصة إلى القاعة التي تتّسع لـ 2500 شخص، عاش لحظات ما قبل المباشر على أحرّ من جمر.
-
يُعدّ برنامج “شاعر المليون”، و”أمير الشعراء” أضخم برنامج تلفزيوني عربي يهتمّ بترقية الشعر العربي الفصيح منه والنبطي، وهو الشعر الشعبي المعروف في الخليج العربي. ولا أدلّ على ذلك من جماهيريته الواسعة التي أثبتتها الدراسات الأخيرة حول توجّهات الجمهور التي أجرتها مراكز سبر عالمية متخصصة، حيث وصل حجم متابعة الحلقة الواحدة إلى 80 مليون مشاهد. وبحسب تصريحات قدمّها لموفد الشروق، السيد عبد الناصر نهار، مدير المكتب الإعلامي لهيئة أبو ظبي للثقافة والتراث، المشرفة على البرنامج، فإنّ نسخة شاعر المليون المخصّصة للشعر النبطي، تحظى بمتابعة أكثر في دول الخليج العربي، لكونه أقرب إلى حياة الناس في هذه المنطقة، ولأنّ طريقة إلقائه محبّبة أيضا للجمهور. أما عن جديد هذا الموسم، أكّد عبد الناصر للشروق، بأنّه يتمثل في تقليص عدد أعضاء لجنة التحكيم ليصبح 5 أعضاء فقط، واستحداث فقرة المجاراة بين شاعر يكتب بالفصحى، وآخر بالنبطي. وما لا يعلمه الجمهور العريض المتابع للبرنامج ربما، هو أنّ البرنامج دأب على تغيير المنشط في كلّ دورة من دوراته، وقد وقع الاختيار في دورة هذا العام على الممثل السوري باسم ياخور، بالنظر لعربيته السليمة، وجماهيريته العريضة.
-
ما يُلفت الانتباه أيضا في هذا البرنامج، هو الديكور الرائع الذي اختير ليكون الوعاء الذي يحتضن المتنافسين العرب. ولمعرفة خصوصياته، تقرّبت الشروق من منى الرويني، المنتج الفني للبرنامج، وطرحت عليها باقة من الأسئلة، أهمّها ما تعلّق بالروح الإسلامية البادية على الديكور، متجلية في الأقواس وغيرها، تقول الرويني “الديكور نفّذته شركة بيراميديا العالمية، فرع أبو ظبي، وهو مستوحى من قصر الحمراء لقيمة القصر الثقافية والتاريخية بالنسبة للثقافة الإسلامية. وشارك في تجسيده 120 عامل يتقدّمهم مهندس الديكور البريطاني كريستوفر جورج”.
-
باسم ياخور لـ “الشروق”:
-
تقديم برنامج أمير الشعراء معناه صنع فرجة مسرحية على الهواء
-
طرحت الشروق على منشط البرنامج، باسم ياخور، سؤالا حول تجربة التنشيط التي خاضها في هذا البرنامج وخصوصياتها، فأجاب: “تابعتُ بعض أجزاء هذا البرنامج المهم، فوجدتُ أنّ “أمير الشعراء” يحقق الاهتمام بالجانب الأدبي، في زمن سيطرت فيه برامج التسلية، ووجدت أيضا أنّه يحقّق تسلية مع الإفادة، ومن ثمَّ أحببت البرنامج، غير أنّي لاحظت سيطرة الصبغة الرسمية في التنشيط، ما دفعني إلى إضافة توابل المرح في التقديم. وهذا المرح البسيط في رأيي لا يتنافى وروح البرنامج. أحببت دخول تجربة التقديم، وهي تجربة غير مسبوقة بالنسبة لي، إذا استثنينا التجربة البسيطة التي خضتها من خلال برنامج رمضاني حمل عنوان “مساؤكم باسم” على الفضائية السورية. تجربتي مع برنامج أمير الشعراء كشفت لي أنّ لديّ بعض الأخطاء في التشكيل، أحيانا هربت مني بعض الكلمات، فوقعت في بعض الأخطاء اللغوية، وعلى العموم أعتقد أنّني متمكن لغويا نتيجة مشاركتي في أعمال تاريخية في السنوات الأخيرة. أما عن الصعوبات التي يمكن أن يتلقاها منشط في برنامج كهذا، فهي تعود أساسا لكونه يُبثّ على المباشر، وأحيانا تحدث مشاحنات بين الشعراء، أو بين الشعراء ولجنة التحكيم. أيضا، فإنّ تصوير البرنامج في مسرح، وعلى مرأى من الجمهور، وليس في استوديو مغلق، يُصعّب مهمة التقديم والتنشيط ويجعل منها أشبه بالفرجة المسرحية على الهواء”.
-
سلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر
-
هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث لا تراهن على العائد المادي
-
تنضوي أكاديمية الشعر المشرفة على برنامج شاعر المليون وأمير الشعراء تحت وصاية هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث، ويُدير الأكاديمية بروح الشباب سلطان العميمي. في تصريح للشروق على هامش البث المباشر لحصة أمير الشعراء، أكد العميمي أنّ هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث تسعى إلى ترسيخ الثقافة دون النظر إلى الربح المادي، وأنّه يُراهن شخصيا على المادة الثقافية التي لا تُهمل الجوانب الاقتصادية، ونجحت التجربة التي خاضتها الهيئة في الحصول على مردود لا علاقة له بالعائد المادي، ولكن بعدد المتابعين والمُهتمين عبر العالم، وهذا بحدّ ذاته ربح كبير يتجاوز الماديات مهما كانت قيمتها. وعن عمل هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث، كشف العميمي للشروق، أنّ هناك توجّه حكومي لدعم مشاريع أبو ظبي الثقافية، حتى وإن لم يكن هناك ربح مادي.
-
ممثل الجزائر الزبير دردوخ: أمير الشعراء أكبر مسابقة للشعر الفصيح في العالم
-
شارك في هذا الموسم الرابع من أمير الشعراء 10 جزائريين، ضمن 7 آلاف شاعر من مختلف دول العالم، وبعد التصفيات اقتطع الزبير دردوخ تأشيرة التأهل بقصيدة “نهر الطفولة والقصيد” التي تمّت إجازتها بإجماع لجنة التحكيم. يرى دردوخ في تصريح للشروق، أنّ برنامج أمير الشعراء “هو أكبر مسابقة للشعر الفصيح في العالم، تعمل على إحياء موقع الشعر العربي، وتُعيد ربطه بالجمهور، ولأول مرة ينتبه الإعلام العربي أنّ للشعر قاعدة عريضة يُمكن استغلالها من خلال مسابقة مثيرة ومموّلة إعلاميا، سمحت بجمع المشرق العربي بمغربه.
-
أعضاء لجنة التحكيم الدكتوران علي بن تميم وصلاح فضل
-
من يعبرون إلى نهائي أمير الشعراء يمثلون هدية البرنامج للشعر العربي
-
يرى الدكتور علي بن تميم، عضو لجنة تحكيم البرنامج، أنّ أمير الشعراء حقّق الكثير من الأهداف، أهمها الدفع الذي أعطاه للُغة الضاد التي هي اليوم أحوج ما تكون إلى الانتشار بين الشباب والناشئة، إضافة إلى إنعاش اللّغة اليومية في الفن.
-
أمّا الدكتور صلاح فضل فأكّد من جهته للشروق، أنّ البرنامج حقّق ثلاثة أهداف على الأقل، أولها أنّه أعاد النفَسَ للشعرية العربية، بعدما توهّم الناس أنّ العصر عصرُ الرواية. ثانيا، توهّم الشعراء الشباب أنّ زمن الإيقاع في الشعر انتهى، وأنّ الزمنَ زمنُ قصيدة النثر، والحقيقة أنّ قصيدة النثر هي نهر صغير إذا ما قورن بالشعر العمودي. ومع ذلك طلب الدكتور صلاح فضل، بحسب ما كشف لنا من هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث، تنظيم مسابقة في كتابة قصيدة النثر لكونها تُقرأُ ولا تُنشد، وبالتالي فهي لا تصلُح لمثل هذه التظاهرات الإنشادية. واعترف الدكتور صلاح، أنّه، لأول مرة، يجتمع الشعراء الشباب في عاصمة عربية للتنافس، والقصائد المتنافسة تُقدّم نماذج جيدة للشعراء الشباب، ومن يعبُرون إلى النهائي هم هدية البرنامج. وأضاف، أنّه لحدّ الآن قدّم أمير الشعراء 20 اسما أصبحوا متورّطين في الإبداع.