-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مهدّدة بالطرد بعد 60 سنة من الإقامة فيها

8 عائلات بعمارة 20 بشارع “محمد أكلي مالك” بالقصبة تستعجل الترحيل

8 عائلات بعمارة 20 بشارع “محمد أكلي مالك” بالقصبة تستعجل الترحيل
ح.م

مأساة حقيقية تعيشها 8 عائلات مقيمة بعمارة 20 بشارع محمد أكلي ببلدية القصبة منذ السبعينيات أغلبية أفرادها كبار سن مصابين بأمراض مزمنة ينامون ويستيقظون على شعور الخوف من انهيار أسقف وجدران منازلهم على رؤوسهم. وعلى هذا الأساس، يدق السكان ناقوس الخطر ويناشدون والي ولاية الجزائر إدراجهم ضمن عملية الترحيل المقبلة.

زارت الشروق اليومي العمارة المتضررة للاطلاع عن أوضاعها عن قرب، فما إن دخلنا “الدويرة” ومشينا فوق سلالمها وأرضيتها فإذا بنا نشعر باهتزازات وكأن العمارة ستنهار في أي لحظة من شدة اهترائها، وفي هذه العمارة تعيش 8 عائلات منذ 60 سنة، تواجه مصيرا مجهولا بعد 1997 تاريخ أول تحقيق اجتماعي قامت به السلطات البلدية وزرعت في قلوب سكانها الأمل آنذاك في غد أفضل يتخلله حصولهم على سكن يحفظ لهم كرامة العيش، غير أن ذلك لم يتحقق ولم ير الأجداد والآباء هذا اليوم بسبب وفاتهم.

غضب من ترحيل عمارة 17 وإقصاء العمارة 20 محمد أكلي مالك

رغم تعبيرهم عن الغضب الشديد من ترحيل العمارة 17 المحاذية لعمارتهم في جانفي 2019 وانتقال سكان العمارة 20 شارع محمد أكلي مالك إلى مقر البلدية للاحتجاج بسبب إقصائهم رغم أنهم أودعوا ملفاتهم وتم تجديدها بطلب من اللجنة الخاصة بإحصاء العائلات الساكنة في العمارات المسجلة في الخانة الحمراء والمهددة بالانهيار. غير أنهم إلى يومنا لم يجدوا إجابة مقنعة تطفئ نار الغضب من “الحقرة” وتجاهل المسؤولين لمعاناتهم، وفي نفس الموضوع صرحت إحدى العائلات المقيمة بالعمارة 20 أنها سئمت من الانتظار العقيم الذي لم يجد نفعا أمام لا مبالاة السلطات المحلية للحالة المزرية التي يعيشونها وخوفهم يزيد من أن يكون مصيرهم مثل ما حدث مع  ضحايا انهيار عمارة بشارع “تملقيت” الذين أقصوا من عملية الترحيل عدة مرات.

وأضافت المتحدثة معنا أنها تعيش في غرفة واحدة بسطح العمارة رفقة شقيقتها ووالدها المقعد، هذه الغرفة التي تتميز بتصدعات وانشقاقات في جدرانها ناهيك عن الأرضية التي كادت أن تنهار على جارتها وقامت الحماية المدنية بتثبيتها بواسطة عمود خشبي، إذ أكدت مصالحها في أحد تقاريرها أن العمارة في الخانة الحمراء ويستعجل ترحيلها لحماية سكانها. غير أن هذا الأخير لم يأخذ بعين الاعتبار من طرف الجهات المعنية وإلى يومنا يعيشون المأساة.

مقاضاة ورثة مالك العمارة العائلات وتهديدها بالطرد

قرر ورثة عمارة 20 محمد أكلي مالك مقاضاة العائلات المستأجرة منذ الاستقلال من أجل الطرد سنة 2018 في القسم العقاري بمحكمة الحمامات “باينام” طبقا للمادة 505 من القانون العقاري وقد تم رفض الدعوى لعدم التأسيس. وبعد الاستئناف أصدرت نفس المحكمة حكما بطرد عائلتين والقضية ما زالت محل طعن على مستوى العدالة. فإحدى العائلتين تضم عجوزا مسنة مصابة بأمراض مزمنة والعائلة الأخرى تسكن فيها سيدة ما إن سمعت بالحكم تعرضت لارتفاع في ضغط الدم، نقلت على إثرها إلى المستشفى.

وبالرغم من أن عمارتهم مصنفة ضمن البنايات المهددة بالانهيار من طرف المختصين الذين نصحوا هذه العائلات بإخلاء المكان خصوصا أثناء التقلبات الجوية، حيث تتعرض هذه الأخيرة إلى تسرب مياه الأمطار إلى كامل الغرف، كما حدث في عديد المرات تسببت المياه في سقوط الأسقف وجدران البناية، غير أن العائلات لا مكان لها تذهب إليه وأملها الوحيد في ترحيلها إلى سكنات لائقة بعد أن أصبح الوضع لا يحتمل التأخير في مثل هذه الظروف التي قد تؤدي إلى موتهم تحت الأنقاض. وعليه يرفعون نداء إلى وزير السكن لإنقاذهم من التشرد أو الموت الذي ينتظرهم في أي لحظة.

يتمنون ترحيلهم بمناسبة اندلاع الثورة التحريرية

تأمل العائلات الثمانية المقيمة بالدويرة المهددة بالانهيار والمثبتة جدرانها وأسقفها بأعمدة خشبية وحديدية، إدراج أسمائها ضمن عملية الترحيل الكبيرة المزمع تنفيذها بمناسبة احتفالية اندلاع الثورة التحريرية، حيث تعد “الدويرة” الأقدم على مستوى بلدية القصبة وهناك من سكانها من استقروا فيها سنة 1956، ولا تتوفر على أدنى شروط الحياة  الكريمة، أين تتشارك العائلات على مرحاض واحد ناهيك عن انعدام مطبخ عندهم وينامون على الواح خشبية لأن البناية لا تحتمل ثقل الأثاث.

وخلال حديثنا مع بعض العائلات تبين أنه يوجد بينهم من وافتهم المنية ولم يسعدوا بفرحة الحصول على شقة ومنهم من تجاوز سنه التسعين، مقعدين ومكفوفين وأبنائهم المصابين بالسكري والضغط ينتظرون الفرج، خاصة بعد تقرير اللجنة التقنية بولاية الجزائر التي وضعت دويرة 20 بشارع “محمد أكلي مالك” في الخانة الحمراء، مما يستدعي ترحيلهم في أقرب الآجال، خاصة بعد حكم الطرد الذي صدر في حق 4 عائلات عن مجلس قضاء الجزائر في أفريل المنصرم. فبالإضافة إلى الخوف من الموت تحت الأنقاض يفكرون في كل لحظة مصير التشرد الذي ينتظرهم بعد تنفيذ حكم الطرد ضدهم.

العائلات ليست مقصية لكن الوالي أمر بترحيل من لم يرحّلوا قبلا

وردا عن تساؤلات العائلات التسع التي لم ترحّل رغم أن البلدية شهدت عدة عمليات ترحيل مؤخرا، صرح رئيس البلدية زطيلي عمر أن العائلات التسع غير مقصية وسبب عدم إعطائها الأولوية للترحيل جاء تنفيذا لأوامر والي ولاية الجزائر بإعطاء الأولوية للعائلات التي لم ترحّل قبلا، مؤكدا أن سكان عمارة 20 محمد أكلي مالك منذ 30 سنة صنفت في الخانة الحمراء لخطورتها على حياة المقيمين بها وقد رحّلت جميع العائلات لإزالة الخطر عنها غير أن هذه الأخيرة تركت بعض أفرادها ليسكنوا فيها، وطمأن زطيلي العائلات التسع التي مازالت تعاني من أزمة السكن أن ملفاتهم مرفوعة أمام الوالي المنتدب للدائرة الإدارية لسيدي محمد وترحيلها “قضية وقت” فقط.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!