الجزائر
التأكيد على الرضاعة الطبيعية كوقاية صحية

70 بالمائة من مرضى الحساسيّة في الجزائر أطفال

نادية سليماني
  • 226
  • 0
أرشيف

تعاني شريحة واسعة من الجزائريين، أمراض الحساسيّة بمختلف أنواعها، فمنهم من لا يتحمل أطعمة وأغذية معينة، أو أشياء يلمسونها، وحيوانات أليفة يحتكون بها، أو روائح ولو كانت عطرة.. بل إن هناك من لديهم حساسية النظر إلى الضوء، وأشعة الشمس، فيحرمون من التمتع بالحياة كبقية الأشخاص الطبيعيين.
ولا يتوقف خطر بعض أمراض الحساسية، عند العطس، والطفح، وحك العنين والأنف، ولكن الاختناق، وصعوبة التنفس قد تؤدي بمريض الحساسية إلى الموت، وخاصة بسبب حساسيات يصعب تشخيصها، مثل حساسية بعض الأطعمة، والملوثات الهوائية، وغبار الطلع الذي يزيد من التعقيدات الصحية في فصل الربيع.
كما تؤدي بعض الأدوية إلى مشاكل في الجلد، وضيق في الصدر، والتهابات موضعية، قد تتسبب في مضاعفات خطيرة، ويمكن أن تفقد حياة المتناول الذي يعاني حساسية.
وعليه، ينصح مختصون في طب الحساسية وطب الأطفال، بالحذر على الرضع الذين لا يتمتعون بمناعة قوية.

حساسيات غريبة تصيب بعض الجزائريين
وانتشرت وسط الجزائريين، بعض أمراض حساسية غريبة، تختلف من شخص إلى آخر، وتصيب بعض أنواع من الحساسية، مجتمعة، فردا واحدا، فلمجرد أن يتناول صنفا معينا من الوجبات، أو أغذية ما، يجد نفسه يتخبط في مضاعفات صحية خطيرة!
وفي الوقت الذي يأكل فيه جزائريون، جميع الخضروات واللحوم والفواكه، ويخلطون وجبات دسمة مثل البيض والبطاطا المقلية، والتونة، هناك من لا يتحمل جسمه ولا تتحمل معدته بعض المأكولات، حتى في حال كونها تعجب الجميع ويتناولها البعض بشراهة.
وقالت “نوال” سيدة متزوّجة وأم لتوأميْن، إن تناولها اليقطين كان قبل الزواج، ولم يتسبب لها في أي مشاكل صحية، وبعد سنوات توقفت عن أكله، خاصة أن زوجها لم يكن يستحسنه، ولما تناولته عند قريبتها، وجدت نفسها تتخبط في جملة من الأحاسيس، والأعراض المفاجأة كضيق التنفس وانتفاخ البطن وطفح جلدي، لتتكرر معها الحالة بعض ذلك، فأصيبت بالذعر وبالخوف الشديد على ابنها من حساسية “اليقطين”.
وتعاني الكثير من السيدات، بحسب ما كشفت عنه لـ”الشروق” من أطعمة ذات المذاق الحلو.
ولمنير، البالغ من العمر 19 سنة، قصة غريبة مع الحساسية، فهو يُصاب بحكّة شديدة وحبوب حمراء في جسده بمجرّد مشاهدته دُود القزّ حتى على التلفاز..! وفيما يوجد من لديهم أمراض حساسية من حشرات ولدغاتها إلى درجة الموت.
وحساسيّة سُمّ النحل، التي تسبّب أعراضا خطيرة جدّا لصاحبها، من بين أخطر الحساسيات التي تؤدّي إلى الوفاة في حال كان المصاب بها، بعيدا عن المُستشفى أو لم يأخذ المصل المُضادّ لسم النحل.
ومثال على ذلك، جميلة، من ولاية البليدة، التي لم تكن تدري إصابتها بحساسية سُمّ النحل، وقد تناولت في إحدى المرات، حبة حلوة “ميلفاي”، فأصيبت بتورم، وتغيرت ملامحها، ودخلت في نوبة ضيق تنفس، وبحة وصعوبة في التكلم، واستدعى وضعها نقلها إلى مصلحة الإنعاش.
وبعد أشهر أصيبت بنفس الأعراض، عندما لدغتها نحلة، لتتأكد من كونها تحمل حساسية سم النحل، ويمكن أن تكون حادثة “الميلفاي”، سببها نحلة تركت عليها السم.

جزائريون يعانون من حساسية الأسماك والحليب والقمح
وأكد المُختص في الأمراض الصدريّة والتنفسيّة، عبد الكريم زواوي لـ” الشروق”، أن حساسية الطعام تحديدا تصيب الأطفال غالبا لأسباب وراثية وتظهر بمجرد بدء تناولهم الطّعام، وتطال كبار السن بسبب نقص الخلايا المناعية. ولابد، بحسبه، من الخضوع لاختبارات الحساسية لدى طبيب مختص، لمعرفة نوعية الحساسية التي يعانيها البعض منها، حتى يسهل العلاج، ويمكن تفادي أعراض مثل التورم والحكة، إضافة إلى ظهور طفح جلدي وقيء وصعوبة في التنفس بسبب انغلاق المجاري الهوائية.
وقال، إن أطعمة مثل الأسماك والحليب والقمح، تحتوي مكونات تجعل الجسم يتحسّس لها بسهولة.
وأشار المختص، إلى أن هناك أشخاصا لا يُصابون بأعراض الحساسيّة إلا عند الإكثار من طعام مُعيّن، وآخرون يكون تفاعلهم التحسّسي خفيفا جدّا.

سوار يد يحمي طفل “الحساسية” من أكل الشوارع
وكشف زواوي، عن بعض العيادات المختصة في طب النساء والتوليد، تقوم بإرضاع المواليد الجدد بالحليب الاصطناعي، مباشرة بعد المخاض، وقبل أن ترضعهم أمهاتهم، وهو التصرف الخاطئ الذي لا ينبغي على أطباء في القطاع الصحي الخاص أو العمومي، القيام به، لأن ذلك يهدد صحة الطفل، ويعرضه مستقبلا لمرض الحساسية المفرطة.
وأوضح قائلا: “لابد للطفل من أن يبدأ حياته بالرضاعة الطبيعية التي تكون من ثدي أمّه، لأن حليبها غنيّ ببروتينات تتلاءم مع جسده.. لا أن يكون له أول رضعة من حليب اصطناعي، الذي يعتبر من مسببات الحساسية، حتى ولو لم تظهر عليه الأعراض وقتها، لكنها ستظهر مستقبلا”. وقال المتحدث، إن أول رضعة للجنين من الحليب الصناعي تسمى طبيا “أول رضعة قاتلة”.
ولأن، بحسبه، 70 من المصابين بالحساسية أطفال، فلابد للأم من مراقبة طعام أبنائها، عن طريق إدخال الأطعمة مبكرا لنظامه الغذائي في سن 6 أشهر، وهو طريقة لتكتشف من خلالها، الطعام الذي يتحسّس منه.
كما دعا الأولياء إلى تزويد أبنائهم المُلتحقين بدور الحضانة، بسوار يد مُدوّن فيه نوعية الحساسية التي يعاني منها الطفل حتى تأخذ المعلمة احتياطاتها ولا تعطيه الوجبة أو الأكل الذي يؤذي صحته. ويفيد السوار، بحسب عبد الكريم زواوي، بتفادي بعض الأشخاص في الشارع تقديم فاكهة أو حلوى كالفراولة والشوكولاطة للطفل، التي قد تسبب له الحساسية.

مقالات ذات صلة