الجزائر
تنظيم أكبر استعراض عسكري في تاريخ البلاد

600 مليار و10 قطاعات وزارية لإنجاح تظاهرة ستينية الاستقلال

زهية منصر
  • 4719
  • 0
أرشيف

خصصت الدولة ميزانية قدرها 5.8 مليار دينار لإحياء تظاهرة الذكرى 60 للاستقلال، أي قرابة 600 مليار سنتيم، توزعت على عشر قطاعات أساسية معينة مباشرة بنشاطات التظاهرة، التي تأتي لاستذكار معاني ذكرى عزيزة على الجزائريين.. ذكرى تترجم تاريخ أمة ونضال شعب وقضية تحرير أرض وتحرر من قبضة استعمار غاشم.

وحسب مضمون مرسوم رئاسي رقم 22-192 الوارد في العدد الأخير من الجريدة الرسمية والذي وقعه رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في 22 ماي الماضي، فقد تم “تخصيص ميزانية قدرها خمسة ملايير وثمانمائة وسبعة وسبعين مليونا ومائة وخمسة عشر ألف دينار، ووفقا للاعتمادات المالية المعلن عنها فقد استحوذت الثقافة والمجاهدون على أكبر حصة مالية، حيث خصصت لوزارة المجاهدين وذوي الحقوق (1.511.869.000 دج). فيما استفادت وزارة الثقافة من ميزانية قدرت بـ922.000.000 دج، في حين خصص لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج غلاف مالي قدره (197.000.000 دج)، كما اقتطع لصالح قطاع التربية الوطنية غلاف قدر بـ(236.736.000 دج. واستنادا إلى المرسوم الوارد في الجريدة الرسمية فقد قدرت ميزانية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بـ(50.881.000 دج)، والشباب و الرياضة بـ(69.716.000 دج)، ثم البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية (5.000.000 دج، ثم الاتصال (2.180.332.000 دج)، والأشغال العمومية بـ(8.983.000 دج) والنقل بغلاف قدر بـ(26.681.000).

وكان الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان قد ترأس الثلاثاء اجتماعا للحكومة استمع خلاله إلى عرض قدمه وزير المجاهدين بخصوص التحضيرات الخاصة بستينية الاستقلال، حيث تقرر أن تستمر الاحتفالات المزمع إطلاقها في 5 جويلية المقبل سنة كاملة إلى غاية 5 جويلية 2023 وينتظر أن تنطلق الاحتفالات بتنظيم أكبر استعراض عسكري في تاريخ الجزائر، حيث سبق للرئيس تبون في رسالة وجهها للشعب الجزائري بمناسبة إحياء ذكرى مظاهرات 11 ديسمبر 1960 أن دعا كل القطاعات الوزارية إلى المساهمة في هذه الاحتفالات بصفة فعالة ووضع “برامج في مستوى هذا الحدث، وفاءً لذاكرتنا، وعرفاناً لتضحيات قوافل الشهداء، واغتنام هذه المناسبة من أجل التأكيد على رفع الوعي بالتاريخ لدى الأجيال الجديدة”.

وتعتزم الجزائر في ذكرى ستينية استرجاع سيادتها، إعطاء بعد وطني كبير لهذا الحدث التاريخي الذي يأتي في وقت عاد فيه نقاش الذاكرة بين الجزائر وفرنسا إلى الواجهة بشكل كبير، خاصة بعد تقرير بن جامين ستورا الذي رفعه للرئيس الفرنسي امانويل ماكرون والذي لم يتضمن أي اعتذار عن جرائم فرنسا في الجزائر في مقابل ذلك تصر الجزائر على استرجاع الأرشيف، وخرائط التفجيرات النووية الفرنسية في الصحراء، وهذا بعد استرجاع جماجم المقاومين الجزائريين المحفوظة في متحف الإنسان في باريس، هذا إلى جانب تنظيم نشاطات تبرز البعد الإنساني والعالمي للثورة الجزائرية منها ملتقى “أصدقاء الثورة الجزائرية” والذي نظم الأسبوع الماضي بالعاصمة والذي انتهى إلى إطلاق “جمعية دولية لأصدقاء الثورة الجزائرية” صونا للذاكرة المشتركة، إلى جانب “إنجاز معلم تاريخي يخلد أصدقاء الثورة”، وتسمية المؤسسات والأماكن العمومية بأسمائهم وإنشاء بنك معلومات ومنصة إلكترونية توثق سير ونضال أصدقاء الثورة الجزائرية حفاظا على قيم الثورة السامية ومثلها العليا.

وفي سياق الاستعدادات دائما لإحياء ستينية الاستقلال، منحت الجزائر مؤخرا بيار أودان نجل الشهيد موريس أودان رسميا “شهادة ابن الشهيد”، وينتظر أن تعرف تظاهرة الاحتفال بستينية الاستقلال جملة من النشاطات تشرف عليها خاصة وزارتي الثقافة والمجاهدين، حيث سبق وأن أعلنت وزارة المجاهدين عن تنظيم سلسلة من المسابقات والمناقصات والاستشارات تحسبا للتظاهرة تخص مختلف مجالات الفنون، الإصدارات وإنجاز نصب تذكارية لبعض الأحداث التاريخية منها مسابقة وطنية لإنجاز ثلاثة معالم تذكارية ويتعلق المعلم الأول بتخليد ذكرى استرجاع الاستقلال والسيادة الوطنية بسيدي فرج مكان رفع العلم الوطني يوم 5 جويلية، والمعلم الثاني يخلد “أصدقاء الثورة الجزائرية” من غير الجزائريين الذين ضحوا وساندوا القضية الوطنية، ومعلم ثالث خاص بالتفجيرات النووية التي مارستها فرنسا بالصحراء الجزائرية.

كما، أعلنت الوزارة فتح استشارة وطنية لإصدار مجموعة كتب في شكل أطلس سياحي تاريخي إلى جانب تخصيص غلاف مالي يقارب 6 ملايير سنتيم، لبرنامج النشر، الذي ينتظر أن يشمل المذكرات والشهادات والدراسات الأكاديمية، التي تعنى بتاريخ الثورة. وهذا، تزامنا أيضا مع إطلاق برنامج لتصوير الأفلام القصيرة والأعمال السمعية البصرية، التي تجري أحداثها خلال الفترة الممتدة ما بين 1830 و1962.

وإضافة إلى هذا البرنامج، فقد تمت الموافقة على إنتاج ملحمة تاريخية تحت إشراف وزارة المجاهدين، وتم إسناد مهمة كتابتها إلى الصادق بخوش، الذي سبق وأن كتب عددا من الأعمال الثورية للشاشة والخشبة، فيما تتكفل ولاية الجزائر بحملة تزيين وإعادة تهيئة المعالم الثقافة والتاريخية للجزائر العاصمة وعلى رأسها المتاحف مع إبراز الأبعاد التاريخية للتراث الوطني و تسويقه في المحيط.

مقالات ذات صلة