الجزائر
في ظل تجاهل السلطات المحلية

400 عائلة بمزرعة العقيد سي الحواس بعين البنيان تطالب بالترحيل

نسرين برغل
  • 674
  • 0
ح.م

طالبت 400 عائلة تقطن بمزرعة العقيد سي الحواس بعين البنيان غرب العاصمة، السلطات المحلية بضرورة التدخل الفوري قصد إخراجهم من الظروف القاسية التي يعيشونها داخل البيوت الفوضوية التي تفتقر لأدنى مقومات الحياة الكريمة، وهذا طيلة 15 سنة كاملة.

وعبرت العائلات القاطنة بهذا الحي القصديري في تصريح لـ”الشروق”، عن الحالة المأساوية والظروف المزرية التي يتخبطون فيها داخل تلك البيوت الفوضوية التي تفتقر لأدنى مقومات الحياة وعلى رأسها غياب قنوات الصرف الصحي ومياه الشرب، فضلا عن المتاعب اليومية التي يواجهها السكان في فصل الشتاء، وذلك بسبب تسربات مياه الأمطار عبر الأسقف والجدران، والتي تحرمهم من النوم طيلة موسم الشتاء، وهو الأمر الذي أدخل هؤلاء السكان في دوامة من الخوف، أما في فصل الصيف فتتحول شبه المساكن إلى أفران بسبب الحرارة الشديدة بداخلها، فضلا عن الغبار المتطاير في كل الأرجاء، بالإضافة إلى انتشار الحيوانات الضالة والحشرات الضارة التي تتسبب في إصابة العديد من الأطفال بأمراض مختلفة على غرار الحساسية والربو والأمراض الجلدية.

ومن جهة أخرى، تشتكي ذات العائلات من مشكل غياب الغاز الطبيعي الذي يعتبر من الضروريات، الأمر الذي جعلهم في رحلة بحث دائمة عن هذه المادة الحيوية، كما أعرب السكان عن امتعاضهم الشديد من الوضع المزري الذي يعيشونه منذ سنوات عديدة، مع ندرة هذه المادة خاصة في فصل الشتاء، أين تتحول حياتهم إلى جحيم حقيقي على حد قولهم.

وفي هذا السياق، قال القاطنون بهذا الحي إن الوضع بات لا يحتمل، خاصة أنهم يتكبّدون مشقة كبيرة للحصول على هذه المادة الحيوية، مبدين استياءهم الشديد من سياسة التهميش واللامبالاة التي تنتهجها السلطات المحلية ضدهم، رغم الشكاوى الكثيرة التي تقدّموا بها إلى المصالح المختصة والقاضية بضرورة تسوية وضعية الأراضي التي أنجزوا عليها أكواخهم وبيوتهم القصديرية، مشددين في ذات الإطار على أنهم في كل مرة يتوجهون إلى البلدية للاستفسار عن مسؤولية منح عقود الملكية إلا أن هذه الأخيرة تحمل المسؤولية للدائرة الإدارية للشراقة أو لمصالح ولاية الجزائر، وأضاف محدّثونا أنهم سئموا من الوعود الكثيرة التي يطلقها المسؤولون في كل مناسبة، دون أن يتم تجسيدها على أرض الواقع.

بالمقابل، أشارت هذه العائلات إلى أنه سبق أن قامت ذات المصالح بإحصائهم سنة 2007، كما طالبتهم بتحيين ملفاتهم سنة 2009 قصد ترحيلهم إلى سكنات اجتماعية لائقة، إلا أنها بقيت مجرد إجراء شكلي فقط، وإلى غاية يومنا هذا لا يزال الوضع قائما على حاله، الأمر الذي أثار غضب واستياء السكان.

وفي ظل هذه الأوضاع المعيشية الصعبة والمزرية تناشد 400 عائلة تقطن بهه المزرعة الجهات الوصية بالالتفات إليهم من أجل إخراجهم من المعاناة التي يكابدونها منذ 15 سنة داخل تلك الأكواخ.

مقالات ذات صلة