20 يومًا أمام مترشحي الرئاسيات لاجتياز امتحان التوقيعات

لم يعد يفصلنا عن آخر أجل لإيداع استمارات الاكتتاب وملفات الترشح للراغبين في خوض غمار الانتخابات الرئاسية المُقررة في 7 سبتمبر 2024 سوى 20 يوما، خلال هذه الفترة، يسعى الطامحون لتولي أعلى منصب في البلاد إلى تجاوز عقبة التوقيعات، التي باتت تُشكل هاجسا لدى المترشحين الأحرار، وحتى ممثلين عن تشكيلات سياسية تفتقد إلى قاعدة جماهيرية واسعة.
وتُعتبر هذه الفترة حاسمة بالنسبة للمترشحين من أجل جمع العدد المطلوب من التوقيعات وضمان دخول السباق الرئاسي بأريحية، خاصة مع تسجيل بعض الاعتراضات من قبلهم فيما يتعلق بعملية التصديق على الاستمارات والتأخر المسجل في بعض بلديات الوطن.
ورغم أن حركة مجتمع السلم التي قرّرت المشاركة في هذا الاستحقاق الرئاسي من خلال ترشيح رئيسها عبد العالي حساني، تمتلك قاعدة جماهيرية ومنتخبة تمكنها من اجتياز اختبار المرحلة الأولى، إلا أن ذلك لم يمنع حمس من رفع جملة من التحفظات إلى رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات محمد شرفي بخصوص سير عملية جمع التوقيعات وما تعتبره “عراقيل إدارية” مسجلة في هذا الإطار، حسب ما أكده لـ”الشروق” القيادي في الحركة دحمان عبد الكريم .
وأوضح المتحدث أن التأخر في المصادقة على الاستمارات نتيجة الاجتهادات الشخصية للموظفين في المصالح البلدية عطل من سير العملية، فعلى سبيل المثال تم رفض توقيعات مواطنين بحجة أن هؤلاء متابعون قضائيا في بعض الملفات وهو الأمر الذي يتناقض مع القانون، ما دام المعنيون يتمتعون بحقوقهم المدنية.
بالمقابل، وعدت السلطة، حسب محدثنا، بمعالجة هذه الاختلالات في أقرب وقت لاسيما تلك المتعلقة بالموظفين والأمور الإدارية التي عطلت من عملية المصادقة على الاستمارات.
ومن جهته، لا يزال، حزب العمال، الذي قرّر المشاركة في الانتخابات من خلال تقديم رئيسة الحزب لويزة حنون، يواجه صعوبات في عملية جمع التوقيعات، لاسيما أن الحزب يُعول على تزكية 50 ألف ناخب مُسجل في القوائم الانتخابية موزعين عبر 29 ولاية، خاصة في ظل افتقاره للمنتخبين في المجالس الشعبية البلدية والولائية.
وفي هذا الإطار، وجه الحزب شكوى إلى رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، تتعلق بعملية المصادقة على استمارات الترشح، وعدم جاهزية البلديات لاستقبال المواطنين الموقعين على استمارات الترشح، فضلا عن انقطاع تدفق الإنترنت خلال الأيام الماضية.
والأمر نفسه واجهه مترشحون آخرون من الأحرار وجدوا صعوبة ميدانية في عملية جمع التوقيعات، حيث إنه قانونيا تخضع “تزكية المترشحين للانتخابات الرئاسية لجملة من الشروط والإجراءات، إذ يتيح المشرع للمترشح الاختيار بين تزكيته من طرف 600 عضو منتخب في المجالس الشعبية البلدية أو ولائية أو برلمانية، عبر 29 ولاية على الأقل، أو تزكيته من قبل 50 ألف ناخب مسجل في القوائم الانتخابية، موزعين عبر 29 ولاية على الأقل.
هذا، وكشف رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات محمد شرفي، عن آخر أجل لإيداع استمارات الاكتتاب وملفات الترشح بمقر السلطة، من طرف الراغبين في الترشح للرئاسيات المقبلة، مؤكدا أنه سيكون هو 18 جويلية 2024، منتصف الليل.