الجزائر
النقائص تبقى قائمة رغم الجهود المبذولة

15 ألف زائر يوميا بمستشفى بني مسوس

وهيبة سليماني
  • 3046
  • 0
ح.م
مستشفى بني مسوس

عندما تعود إلى المستشفى الجامعي اسعد حساني ببني مسوس بالعاصمة، بعد سنتين من زيارته، تلاحظ من الوهلة الأولى، حجم التغيير في جوانب كثيرة منه، سواء تعلق الأمر بالمرافق والممرات والإنارة، أم بالمصالح الاستشفائية المختصة وخدمة المريض وتسهيل مهام الطاقم الطبي وكل العاملين فيه.

ومن خلال جولة استطلاعية عبر هياكله المختلفة، وأقسام العلاج ومساحته الشاسعة، وقفت “الشروق” على صورة عصرية من شأنها أن تدرج هذه المؤسسة العمومية التابعة لقطاع الصحة ضمن المؤسسات النموذجية.

صعوبة الوصول إلى الاستعجالات انتهت..

15 ألف زائر بينهم مرضى يدخلون مستشفى بني مسوس يوميا، وهذا حسب ما أكده لنا مديره، احمد بوفاسة، حيث إن زحمة المركبات قبل سنتين، وعشوائية ركنها داخل المستشفى، خلفت معاناة لدى كل من يدخله، وكان المريض يستغرق مدة تصل إلى 40 دقيقة قبل أن يصل إلى المصلحة التي يقصدها. واليوم، وحسب استطلاع “الشروق”، تم تهيئة الطرق المؤدية إلى كل المصالح الاستشفائية والإدارة وتزويد كل الجهات بالإنارة.

وقال أحد زوار المستشفى، إن تنظيم ركن السيارات في الحظيرة وبعيدا عن المصالح الاستشفائية، سهل نقل المرضى الذين يتواجدون في حالة حرجة، إلى مصلحة الاستعجال، وهذا ما لاحظه بعد أن جاء بوالدته إلى المستشفى.

وقد تمت تهيئة 5 حظائر إضافية من شانها تنظيم عمليات ركن السيارات، وترك المجال لمرور سيارات الإسعاف، وتنقل الأطباء والعاملين بسهولة بين المصالح الخاصة، كما أفسحت فضاءات لاستغلالها في أمور أخرى.

نسعى لوقف اختلاط المرضى مع الزائرين

وعكفت إدارة المستشفى حسب ما وقفنا عليه، على ترك فضاءات مزودة بكراسي بعد تهيئة مساحات مهملة كان يملؤها الطين، وتنتشر فيها الحشائش، والقاذورات، حيث استحسن العاملون في مصلحة الاستعجالات، فتح رواق طويل مغطى خصص لراحتهم ولتناول طعامهم بأريحية تامة.

وقالت إحدى الطبيبات في المصلحة، إن ظروف العمل تغيرت تماما، فبعد أن كانت مصلحة استعجالات بني مسوس محل استنفار الأطباء جراء نقائص أهمها الأمن واختلاط المرضى والعاملين بها بالزوار، حيث أصبحت مزودة بنظام مؤشرات الأولوية في الاستعجالات وهذا حسب ألوان البطاقة التي تمنح لكل مريض قبل توجيهه لقاعة العلاج.

وبالنظر إلى تنظيم عمليات الأولوية لاستقبال الحالات الاستعجالية، وإعطاء العلاج حسب خطورة الإصابة بالمرض أو بالجروح، فإن تحويل مساحة كانت مهملة بمحاذاة المصلحة، إلى رواق بديكور جميل وبكراسي وطاولات لراحة الأطباء، وكمكان للجلوس قبل مداومة عملهم، ومنع ركن السيارات بالقرب من مصلحة الاستعجالات، قضى تدريجيا على الفوضى التي كانت تشهدها سابقا ذات المصلحة.

27 هكتارا يتربع عليها مستشفى بني مسوس، وهي مساحة واسعة، تضم الكثير من المصالح الاستشفائية المختصة وبعض الهياكل والمرافق، ولكن في وقت مضى كان من يدخل المستشفى يحتاج إلى خدمات توفر له الوقت وتغنيه عن البحث عنها خارجا، فلا يجدها.

وكان الأطباء حسب رئيس مصلحة لمراض الأنف والأذن والحنجرة، البروفسور عمر زميرلي، قبل سنتين تقريبا، يضيعون وقتهم في البحث عن الأكل والفليكسي خارج المستشفى، لكن بعد فتح كشك لـ”فليكسي” ولبيع الأكل والقهوة والشاي، أصبح أي عامل يجد في المستشفى ما يطلبه دون أن يضطر للبحث عليه خارجا.

وهذه الخدمات في متناول المرضى وعائلاتهم، إذ إنها قلصت المعاناة التي تبقى رغم ذلك موجودة، وتتعلق في الغالب بالمواعيد والعلاج.

وتم تهيئة كل من نادي المستشفى الذي يضم مطعما، وتحديد أسعار خدماته، وتخفيضها بنسبة معينة للعاملين والأطباء، مع فتح مرحاض حتى لا يضطر زوار المستشفى إلى البحث عنها في الخارج.

وحديقة المستشفى واحدة من المرافق التي لقيت استحسان زواره، من المرضى وعائلاتهم، أين تتواجد كراسي وطاولات مغطاة من الأعلى في شكل ديكور جميل، يمكن لأي شخص أن يبقى ساعات ينتظر دون ملل.

وقد وجدت عائلات بعض المرضى في الحديقة مكان يجمع بين النزهة والانتظار وتناول الطعام في أريحية تامة، وبتوفر الأمن والإنارة ليلا.

المنحرفون يؤرقون المرضى والزوار

وكشفت جولة الشروق الاستطلاعية داخل المستشفى الجامعي اسعد حساني ببني مسوس، إجراءات أمنية اتخذتها الإدارة مؤخرا للحماية من اعتداءات وسرقات وبعض الجرائم التي كانت تطال العاملين به، والزوار معا.
وأكد في السياق، مدير المستشفى احمد بوفاسة، أن انعدام الإضاءة سابقا في الكثير من الممرات وبين المصالح الاستشفائية، عرض أطباء ومرضى لاعتداءات خطيرة، وكانت حسبه، الحديقة قبل تهيئتها، مرتعا يجلس فيه المنحرفون ويرفضون الخروج، مما أدى إلى حدوث مناوشات واعتداءات بالجملة.

وفي هذا السياق تم تزويد المستشفى بأكثر من 100 كاميرا جديدة، وبإضاءة اقتصادية وعصرية، لمحاصرة كل مظاهر الجريمة وحماية الطاقم الطبي والمرضى وكل شخص يدخل مستشفى اسعد حساني.

ورغم كل هذا الإجراءات إلا أن مطاردة المنحرفين تبقى مستمرة، وتحتاج إلى سهر أعوان الأمن للقضاء نهائيا على أي اعتداء أو سرقة داخل المستشفى.

من جهة أخرى تم إنجاز مخزن للمواد الصيدلانية يضم حوالي 40 مليار سنتيم من الأدوية، ويتوفر على كل شروط الحفظ والتبريد، عكس المخزن القديم الذي كان داخل المطبخ المركزي للمستشفى، أين كانت كميات تقدر بالملايير تتعرض للتلف وانتهاء الصلاحية.

وحسب المدير احمد بوفاسة، فإن بخار الطبخ والرطوبة كانت تتسبب سابقا في فساد المواد الصيدلانية، واليوم يضمن المخزن الجديد، الحفاظ عليها في ظروف وشروط مطلوبة.

وتعمل الإدارة على تهيئة المطبخ المركزي بشروط عصرية، حيث ستعطي مهمة تحضير الوجبات للخواص.

المستشفى مازال يعاني الكثير من النقائص

وفي ظل التطورات التي طرأت على المستشفى الجامعي اسعد حساني ببني مسوس، في السنتين الأخيرتين، سواء من ناحية الخدمات أم التهيئة الشكلية له، تبقى الكثير من المشاكل والنقائص موجودة قبل الانتهاء من بعض المشاريع التي هي في طور الإنجاز.

ويبرر مدير المستشفى، احمد بوفاسة، وجود بعض هذه النقائص، بمسألة الوقت ونقص السيولة المالية، حيث قال إن الكثير من المشاكل وبعض الخدمات حلت بفضل المتبرعين والمساعدين، سواء من طرف أشخاص أم مؤسسات.
وأكد أن تهيئة الطرق والممرات في المستشفى كلفت وحدها 7 ملايير سنتيم، مشيرا إلى أن بنك البركة منح 4 ملايير سنتيم و700 مليون سنتيم، لإعادة تهيئة مصلحة أمراض القلب، بعد تهيئة غرف المناوبة في بعض المصالح.

اكتظاظ في قاعات الولادة

تعمل إدارة المستشفى على تهيئة مصلحة أمراض النساء والتوليد، التي تستقبل الحوامل من كل الجهات القريبة من بني مسوس، حيث أوضح المدير بوفاسة أن احتواء سرير واحد في المصلحة لـ3 نساء يرجع إلى عدم رفض أي حامل تقصد المستشفى.

وقال إن المستشفيات الجامعية، تتميز فيها مصالح الولادة بخدمات عالية المستوى ولتكوين الأطباء، وليست لاستقبال الحوامل فقط. وكشف عن انطلاق مشروع مصلحة استعجالات طب الأطفال بتجهيزات عصرية وخدمات متطورة.

لجنة جديدة للتحقيق في الشؤون الاجتماعية

وفي إطار المشاكل المتعلقة بالأطباء والموظفين وكل العاملين في المستشفى، تم اتخاذ إجراءات قانونية حيث أنشئت هيئة بتشكيلة جديدة في ما يخص الخدمات الاجتماعية، ولجنة تحقيق في الصراعات وانشغالات كل المستخدمين تجتمع كل شهرين وبصورة دورية لتفتح باب النقاش أمام الجميع وهي مكونة من مدير المستشفى ومدير الموارد البشرية والأمناء العامين لكل النقابات الممثلة.

وقد كشفت الإدارة عن اختلاسات مالية طالت أموال الخدمات الاجتماعية، وسرقات للمواد الغذائية من المستشفى، تقوم الجهات الأمنية والقضائية حاليا بالتحقيق فيها.

مقالات ذات صلة