12 ألف ورشة خياطة تنشط دون سجل تجاري!
كشف رئيس الجمعية الوطنية للخياطة والنسيج، عضو المنظمة الجزائرية للتجارة والاستثمار، يعقوب بادوين، عن وجود 12388 ورشة تنشط دون سجل تجاري عبر 12 ولاية جزائرية، وتعتبر جيجل من أكثر الولايات التي تضم ورشات خياطة دون سجل تجاري، تليها المدية، وتلمسان، وقسنطينة، وهي أغلبها ورشات لألبسة تقليدية.
وأوضح بادوين أنّ النهوض بالألبسة التقليدية، يبدأ بمنح سجلات تجارية وتراخيص لورشات خياطة، خاصة بمثل هذه الملابس، حيث يرى بأنّ تشجيع الحرفيين يكون بمنح تسهيلات لتوفير المستلزمات الأولية، من خلال تخفيض الضرائب الجمركية وفتح ورشات لصناعة بعض هذه المواد والمستلزمات، وتشجيع الحرفيين بتنظيم معارض محلية.
وأكّد يعقوب بادوين أنّ أكثر الملابس التقليدية، التي تعرف نقصا في السوق تتعلق بالأطفال، حيث يظهر الأمر جليا مع حفلات الختان الجماعي، وهذا ما يؤدي إلى زيادة أسعارها بنسبة 50 بالمائة، مشيرا إلى أنّ الألبسة التقليدية بصفة عامة تبقى باهظة الثمن مثل الجبة القسنطينية والكاراكو، وغيرها من التي تستعمل فيها مستلزمات يتم استيرادها بتكلفة غالية.
وعادت الألبسة التقليدية بقوّة إلى السّوق الجزائرية، بعد رفع القيود المفروضة، بسبب فيروس كورونا، وعودة المناسبات والأفراح، حيث انتعشت تجارة هذه الألبسة تزامنا مع عمليات الختان الجماعي للأطفال خلال العشر الأواخر لرمضان، ويومي العيد الذي تكثر فيه الزيارات بين الأهل والأقارب.
وفي هذا السياق، قال حاج الطاهر بولنوار، رئيس الجمعية الجزائرية للتجار والحرفيين، إنّ الألبسة التقليدية الجزائرية الأصيلة، عادت إلى الظهور في ظل الحملة الشرسة التي تشهدها منصات التواصل الاجتماعي، حول الهوية، والتراث، والألبسة التقليدية، ودخول الكثير من الشباب على خط الرد بقوة لتأكيد أصل الكثير من الأطباق والألبسة التي تعتبر جزائرية منذ تاريخ قديم.
وأكّد بولنوار أنّ الكثير من ورشات الخياطة سواء التي تعمل بالسجل التجاري أو بدونه، تخيط ألبسة تقليدية مثل الكاراكو، والجبة القسنطينية، والوهرانية، القبائلية، والنايلية، والبرنوس، وغيرها من ملابس ظلت صامدة في وجه الزمن رغم الموضة التي تروج لها منصات التواصل الاجتماعي.
وأشار بولنوار إلى أنّ الكثير من الشباب وهم من الجنسين، أخذوا على عاتقهم مهمّة الدعاية للملابس التقليدية الضاربة في التراث الجزائري، وتزامن ذلك حسبه، مع عودة الحياة الطبيعية بعد كورونا ، وشهر التراث الممتد من 18 أفريل على 18 ماي، حيث دعا إلى رفع مستوى التكوين في الخياطة، وفتح أسواق جزائرية للألبسة التقليدية قصد التعريف بها للأجانب.