الجزائر
توقعات بموسم حصاد استثنائي ووفير..كريم حسن لـ"الشروق":

يمكن تحقيق 80 قنطارا من القمح في الهكتار بحلول بسيطة!

نادية سليماني
  • 3951
  • 0
أرشيف

تقترب عملية الحصاد ودرس الشعير، بولايات الجنوب، على الانتهاء، في الوقت الذي انطلقت العملية مؤخرا في الشمال، حيث يتطلع خبراء، بحسب المعطيات الأوّليّة، إلى موسم حصاد وفير، يحمل الكثير من الخيرات خلال 2024، إذ يدعو الخبراء في الوقت نفسه إلى تحسين عمليّة الحصاد للسّنوات المقبلة، بإدخال تقنيات حديثة وباستغلال أفضل للموارد المتاحة.
وأكد رئيس المنظمة الوطنية للفلاحة والأمن الغذائي، كريم حسن، أن المعطيات الأولية المستقاة خاصة من المناطق الجنوبية، تبشر بموسم حصاد “استثنائي”، مقارنة بالمواسم الماضية، في انتظار الانتهاء الكُلي من العملية، قريبا، عبر مناطق الوطن كافة.
وقال المتحدث، في تصريح لـ”الشروق”، إن الجزائر سخّرت إمكانيات كبيرة، في مجال إنتاج الحبوب، وبخاصة بحثا عن تحقيق اكتفاء ذاتي، في ظل الأزمات الحاصلة عالميا، ومع ذلك، يرى قائلا: “نحن كخبراء ندعو إلى استغلال أقصى طاقات البلاد في عملياّت الحرث والبذر والسّقي ثم الحصاد، لتحقيق قفزات نوعية في شعبة الحبوب”.
وهذا، بحسبه، في ظلّ تشديد رئيس الجمهورية، على ضرورة تجاوز مردودية الحبوب متوسط 30 قنطارا في الهكتار، بحيث يمكن الوصول في حال أدخلنا الكفاءة في الحرث والبذر، والسّقي والحصاد وبمرافقة مكاتب الدراسات إلى 80 قنطارا في الهكتار، على حدّ تأكيد المتحدث.
ويرى بأن الفاعلية موجودة لكن “أحيانا لا يتم استغلال الكفاءات لتطوير شعبة الحبوب، لاسيما في ما يتعلق بإدخال المكننة في السقي الفلاحي”.
وأوضح أن استنزاف الفلاحين للموارد المائية، وعدم تطبيق السقي التكميلي بالتقطير في زراعة المحاصيل الاستراتيجية، واحد من أهم المشاكل التي يجب حلها، كخطوة هامة وأولية، قبل الدخول في تحديات أخرى.

دعوة إلى تنظيم عمليات الحرث وتفادي عشوائيتها
وبهدف نجاح عملية الحصاد للسنوات المقبلة، اقترح رئيس منظمة الفلاحة والأمن الغذائي، إدخال أساليب جديدة خلال عمليّة الحرث، لم تُطبّق حتى الآن حفاظا على قوام التربة، ومنها تعرية التربة والزراعة الحافظة التي لم تستعمل في الجزائر، لأنها في حاجة إلى عتاد متطور.
وعملية الحرث، بحسب ذات المصدر، تحتاج إلى مرافقة دائمة من طرف المهندسين، “تجنبا للحرث العشوائي الذي يؤدي إلى كوارث طبيعيّة، منها التصحر وضعف خصوبة التربة وقلة الأملاح المعدنية بسبب السيول المطرية”.
وفي ما يخص البذر، تعتبر نوعية البذور وعتاد البذر مهمة جدا، بحسبه، وهي في حاجة إلى تطوير، قائلا إن إنشاء بنك البذور مهم جدا، في ظل تدهور الموروث الجيني والخصائص الوراثية التي تمتاز بها البذور الجزائرية الأصيلة، رغم جهود الدولة المتمثلة في مؤسسة “CNCC”، المركز الوطني لمراقبة البذور والشتائل وتصديقها.
ودعا إلى التسريع في مرحلة إدخال تحسين البذور والشتائل في الميدان، والخروج من مرحلة التجارب. وهذا، بحسب اعتباراته وتجاربه الخاصة.

قدم العتاد يتسبّب في إتلاف 50 بالمائة من منتج القمح
ويعتبر إدخال المكننة الجديدة والحديثة في عملية الحصاد، بحسب المتحدث، أكثر من ضرورة، لأن العتاد القديم، بحسبه، يؤدي إلى خسارة 50 بالمائة من المنتج، وعند ضياع الحبوب المحصودة في التربة يتم إنباتها من جديد، و”هنا يحدث خلط في الإنتاج ونسبة مردودية ضعيفة”، كل ذلك يستوجب، بحسب كريم حسن، تجديد الحظيرة الوطنية الفلاحيّة من خلال تجهيزها بالماكينات الزّراعية التي تعتبر أساس تقدم الفلاحة وخطوة تجسيد الأمن الغذائي، شريطة -يضيف- وجود متابعة دورية من مكاتب الدراسات المختصة الغائبة عن الموضوع.
وأفاد ذات الخبير الفلاحي، بأن ضعف الحرث والبذر والحصاد مجتمعين، يؤدي إلى منتج حبوب ضعيف جدا، قد يضيع منه قرابة 75 بالمائة من المردودية، علما، بحسبه، أن الاعتماد على الأمطار، باعتبار زراعتنا مطرية في غالبيتها، يؤدي إلى متوسط مردودية 4 قناطير في الهكتار فقط.
ونصح الخبير بالتركيز على عملية زيادة القدرة الاستيعابية في تخزين الحبوب، عن طريق إنجاز مشاريع جديدة، من بينها صومعات التخزين، مع إطلاق المشاريع المجمّدة منذ 2013 في هذا المجال.
وقال: “إن هناك مشروعيْ عين كيحل وعين الأربعاء بولاية عين تموشنت، يضاف إليهما مشروع بولاية البيّض وآخر يتعلق بمخزن بن سكران في ولاية تلمسان، ومشروع أيضا، بحاسي بحبح بولاية الجلفة وعين الحجل في المسيلة ومشروع تاجنات، وهي كلها قيد إنجازات ستتحقق في إطار النهوض بقطاع الفلاحة وعصرنته”.

مقالات ذات صلة