رياضة
المدرب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش:

“يجب أن نبقى إيجابيين لأن التأهل إلى كأس العالم لا يزال قائما”

طارق. ب /  ب. ع / ع. ع
  • 3613
  • 0

قال المدرب الوطني، فلاديمير بيتكوفيتش، أنه يتحمّل الخسارة أمام المنتخب الغيني في إطار الجولة الثالثة من تصفيات كأس العالم 2026 المقررة بكندا، الولايات المتحدة والمكسيك، مؤكدا أنه سيقيّم مردود اللاعبين في هذه المباراة، مشيرا إلى إحداثه تغييرات في لقاء الاثنين أمام أوغندا.

وقال بيتكوفيتش في الندوة الصحفية التي عقدها بعد المباراة: ”نحن محبطون إثر هذه الهزيمة، الجميع كان ينتظر نتيجة إيجابية، لكن التعثر موجود في كرة القدم وعلينا أن نبقى إيجابيين، يجب الاسترجاع بدنيا ومعنويا من أجل خوض اللقاء القادم أمام أوغندا بكل قوة، علينا تجنّب التأثر وعدم التفكير في وجود ارتباك من جهتنا. كما صرحت به سابقا، ينبغي تقييم اللاعبين، وحتما ستكون هناك تغييرات، يمكننا القول بأننا خسرنا مقابلة مهمة بثلاث نقاط، أمامنا سبع مواجهات ولدينا مقابلة العودة أمام غينيا، وملزمون بالتدارك وتحقيق نتائج إيجابية، تحدثت مع اللاعبين بخصوص الأخطاء الفردية وهو ما كلفنا هدفين.. يجب أن نبقى إيجابيين لأن التأهل إلى كأس العالم لا يزال قائما.. ونسعى للتعويض، أعتقد أن مشكلتنا ذهنية ويجب على اللاعبين أن يساعدوا بعضهم من أجل التحكّم في أسلوب اللعب، هناك أيضا مشكلة تواصل بين اللاعبين”.

كما تحدث المدرب الوطني عن المنتخب الغيني قائلا: “لعبنا أمام منتخب لعب بثلاثة لاعبين أقوياء في وسط الدفاع، وكان من الصعب المرور من وسط دفاعهم على عكس ما كان عليه الحال عندما لعبنا على الجناحين بسرعة”.

وبالموازة مع تحمّله الخسارة أمام المنتخب الغيني، اعتبر المدرب الوطني أن سيطرة المنتخب الوطني على المباراة كانت عقيمة: “إنها مسؤولية المدرب عند الخسارة وأنا أتحمّل كامل مسؤولياتي. لقد سيطرنا على المباراة لكننا لم نشكّل خطورة على المنافس، علينا أن نهنئ الفريق الغيني الذي طبّق طريقة لعبه كما أراد، لقد كنا مشتتين على أرضية الميدان، وهذا مشكل ذهني. المنافس يضم ثلاثة مدافعين محوريين وكنا مجبرين على اللعب بكرات أرضية. وكان من الصعب اللعب في محور دفاع المنافس رغم أننا شكّلنا خطورة في هذا المركز. لسوء الحظ، لقد ضيّعنا فرصا سانحة للتهديف. المنافس سجل في مناسبتين بعد أخطاء فردية وهذا ما تحدثت عنه مع اللاعبين”.

وبخصوص غياب بعض اللاعبين، قال الناخب الوطني: “عندما نخسر، بالطبع، الذين ينتقدون خياراتنا الفنية يكونون دائما على حق.. وللأسف، لا يمكننا إعادة لعب المباراة بأسماء أخرى.. فيما يتعلق بالتشكيلة وعدم إقحام إسماعيل بن ناصر، فإنني كنت أعتقد أن الثنائي بن طالب-زروقي كان الأنسب لهذه المباراة مقارنة مع بن ناصر، ورأيت بأنه من غير  الضروري إشراك بن ناصر كبديل بالنظر لظروف المباراة. أجريت تغييرات بالنظر للصعوبات التي واجهها بعض اللاعبين بدنيا”.

أما عن غياب بعض اللاعبين، على غرار محرز، سليماني وبلايلي، كشف المدرب الوطني أنه يتحمّل هذه الخيارات قائلا: “لم أستبعد أي لاعب نهائيا من المنتخب.. ما قمت به هو الخيار المناسب لهذه الفترة وأنا أتحمّل هذه الخيارات..  يجب أن نرى من هم اللاعبون المناسبون للذهاب والفوز في أوغندا”.

مدرب المنتخب الغيني كابا دياوارا:
“تفاجأت بعدم إقحام المهاجم بغداد بونجاح كأساسي”

قال مدرب المنتخب الغيني، كابا دياوارا، بعد نهاية مباراة الجولة الثالثة أمام المنتخب الجزائري، أنه سعيد جدا بالفوز أمام المنتخب الوطني في عقر داره، مهنئا اللاعبين على أدائهم الجيّد في المباراة: “أود أن أهنئ عناصري الذين قدّموا مباراة كبيرة. كنا على دراية قبل المباراة بأنه من الصعب تحقيق الفوز بالجزائر. وكنا مجبرين على تحقيق نتيجة إيجابية باعتبار أن الخسارة كانت ممنوعة بالنسبة لنا. لقد قررنا تغيير طريقة لعبنا من أجل مباغتة المنافس وهذا ما تم تجسيده في نهاية المطاف. أنا على دراية بأن المنتخب الجزائري سيعود سريعا في سباق تصفيات المونديال. الفوز اليوم عليه سمح لنا باستعادة بعض النقاط التي ضيّعناها في بداية التصفيات (شهر نوفمبر). الأمور لم تحسم بعد وعلينا التفكير في المباراة القادمة أمام منتخب الموزمبيق المقررة هذا الاثنين”.

وأضاف قائلا: “لقد تفاجأت بعدم إقحام المهاجم بغداد بونجاح كأساسي في بداية اللقاء، لأنه لاعب يشكّل للمنافس العديد من الصعوبات. إنها نتيجة إيجابية خاصة وأننا أطحنا بالمنتخب الجزائري ومدربه الجديد. نحن نتطوّر يوما بعد يوم مع تشكيلة تريد الوصول إلى المونديال. في 2022، واجهنا الجزائر وديا بوهران وكنا قريبين من تحقيق التعادل لولا هدف رياض محرز الذي صنع الفارق”.

لاعبون مرهقون ومدرب بلا أفكار تكتيكية
أزمة “الخضر” مزمنة ونوعية اللاعبين أكبر عائق

لا أحد تصوّر الهزيمة في عقر الديار من أول مباراة رسمية للمدرب بيتكوفيتش، ولا أحد تصوّر أكثر الوجه الشاحب جدا الذي ظهر به المنتخب الوطني، من كل الجوانب في مباراة لعبت أمام منتخب غيني، كان واضحا من أول دقيقة من المباراة، بأنه جاء إلى الجزائر بنية الفوز وتسيّد المجموعة والتحوّل في تسعين دقيقة على ملعب “نيلسون مانديلا” إلى المرشّح الأول في المجموعة السابعة لانتزاع بطاقة التأهل للمونديال.

غينيا التي فازت في آخر دقيقة أمام أوغندا، وخسرت في بوتسوانا، فازت باستحقاق على “الخضر”، وأيضا بسبب السلبية التي لعب بها أشبال بيتكوفيتش الذين خسروا الثنائيات وفشلوا في مجاراة “الفورمة” الكبيرة واللياقة البدنية العالية للغينيين، كما عجز رفقاء عيسى ماندي، الذي كان الأحسن فوق الميدان، عن خلق فرص حقيقية للتسجيل وأصبحت هزيمتهم منطقية، لكن الخيبة الكبرى جاءت من الخطة التي لعب بها “الخضر” وافتقدت للحلول والأفكار التكتيكية وكأن اللاعبين لعبوا كل واحد منهم على هواه، أما الحقيقة التي يجب أن يعلمها الجزائريون هي أن منتخبهم صار يفتقد للنجوم الكبار والنوعية التي يمكنها أن تحسم المباراة، في الوقت الحاسم.

ففي مرحلة من مراحل الشوط الثاني، بدا المدرب مفتقدا للدكة المحترمة، فراح يقحم لاعبين لا أحد منهم استطاع تغيير مجرى المباراة، من بكرار وحجام وقيطون وكلهم يفتقدون اللعب في دوريات كبرى ومع أندية مهمة، فجاء الاستنجاد بهم من عدمه، وخسر “الخضر” وأبانوا بأن الأزمة التي يعيشها المنتخب الوطني لم تكن ظرفية وإنما هي أزمة مزمنة، ليس الحل فيها بيد بيتكوفيتش كما لم يكن الحل فيها بيد جمال بلماضي.

في مباراة سهرة الخميس، كان من المفروض الرهان على الدقائق الأولى للتسجيل تماما كما فعل المنتخب المصري، الذي سجل هدفين في السبع دقائق الأولى أمام بوكينا فاسو منافسه الأول، ولكن رفقاء غويري منحوا الغينيين غرصة اكتشاف سهولة مباراتهم، فرفعوا من إيقاع لعبهم كلما مرت دقائق المباراة، وفي الشوط الثاني، اتضح الفارق ما بين منتخب، كل لاعب فيه يقاتل على أي كرة منظمة أو طائشة، ومنتخب عاجز، قبل أن يصبح حلم وهدف اللاعبين الجزائريين هو تحقيق التعادل على ميدانهم، لتنتهي المباراة بنزول “الخضر” إلى نفس مرتبة غينيا في النقاط، لكن غينيا لعبت مباراتين كاملتين خارج الديار، بينما لعب “الخضر” مباراة واحدة بعيدا عن الديار، كما أن غينيا ستستقبل الجزائر على أرضها أو في مراكش المغربية.

وستكون الخسارة في أوغندا في العاشر من جوان، إعلان مبكّر عن نهاية حلم المونديال، وحتى التعادل هو ضربة موجعة في ظهر مشروع إعادة المنتخب الوطني إلى مستوى أضاعه منذ أربع سنوات تقريبا، وأكثر المتفائلين من أنصار “الخضر”، لا يؤمن بإمكانية العودة في مباراة كامبالا، لأن اللاعبين الذين لم يشاركوا في مباراة غينيا ليسوا أحسن من الذين شاركوا، مع استثناء النجم بن ناصر، ولأن الإفلاس التكتيكي الذي ظهر أمام غينيا بيّن بأن المدرب بيتكوفيتش في زياراته للفرق الجزائرية تعرّف على الناس وعلى أندية الجزائر العميقة ولم يتعرّف بعد على لاعبيه، من خلال التغييرات العشوائية التي قام بها وجعلته يدخل حجام في مكان بن رحمة وبكرار في مكان زروقي، ويكمل المباراة بأمين غويري، اللاعب الذي يبدو أنه في حاجة إلى سنوات وليس أشهرا للتأقلم مع المنتخب الوطني.

الجماهير الحاضرة لم تلعب دورها
المنتخب الوطني بحاجة إلى مشجعين لا متفرجين

شهدت المواجهة التي جمعت المنتخب الوطني الجزائري بنظيره الغيني، حضور جمهور غفير لمساندة “الخضر” في تصفيات كأس العالم 2026، غير أن الحضور بكثرة لم يكن إيجابيا طيلة أطوار المواجهة، والتي كانوا فيها بمثابة متفرجين لا مشجعين للتشكيلة الوطنية خلال المواجهة.

ورغم الصور الجميلة في المدرجات، بتواجد العائلات من كل أطياف المجتمع، إلا أن حضورهم أصبح سلبيا أكثر من أي وقت مضى، وتغيرت كثيرا ملامح الجمهور الجزائري، الذي كان مساندا في السابق، ليصبح مشجعا في الفترة الأخيرة، خاصة في ملعب “نيلسون مانديلا” ببراقي، رغم توفر كل الظروف، والدخول إلى الملعب كان في الساعتين الأخيرتين قبل صافرة الانطلاق، عكس ملعب “تشاكر” الذي كان يشهد توافدا جماهيريا منذ الساعات الأولى، إلا أنه كان يقف دائما كرجل واحد لتدعيم “الخضر” في الفترات الصعبة من المواجهة، وهو ما غاب عن جماهير “نيلسون مانديلا” في الفترة الأخيرة، رغم أن الملعب له خصائص تسمح بفرض ضغط رهيب على أي فريق وتغيير أي مواجهة بالنظر لقرب الجماهير من أرضية الميدان والضغط الكبير الذي يمكن أن يكون في صالح المنتخب لدفعه نحو الأمام.

كما شهدت المواجهة نقطة سوداء من الجماهير الحاضرة، التي قامت بتشجيع المنتخب الغيني في الدقائق الأخيرة من المواجهة، في مشهد تأسف له الحاضرون، خاصة وأن المنتخب كان بحاجة لدعم أنصاره في تلك الفترة، ما جعل الإخفاق أمام غينيا تتحمّل مسؤوليته كل الأطراف من طاقم فني، إلى لاعبين، بالإضافة إلى الجماهير الحاضرة التي كانت عالة على المنتخب في هذه الخرجة الرسمية.

فيما تأسفوا على الخسارة
اللاعبون يصرون على التدارك في أوغندا

أبدى لاعبو المنتخب الوطني الجزائري تأسفهم من الخسارة التي مني بها “الخضر” أمام نظيره الغيني على ملعب “نيلسون مانديلا” ببراقي، لحساب الجولة الثالثة من تصفيات كأس العالم 2026، حيث دعا قائد “الخضر” ومدافع فياريال، عيسى ماندي إلى ضرورة تصحيح الأخطاء التي وقعت فيها التشكيلة الوطنية خلال اللقاء، والعمل أكثر من أجل إعادة الاعتبار بمناسبة اللقاء المقبل أمام منتخب أوغندا.

وصرح ماندي لوسائل الإعلام، عقب المواجهة أمام غينيا: “قدّمنا أفضل ما لدينا في هذه المباراة، كوننا كنا ندرك بأنها جد مهمة، لكننا لم نوفّق، ومن المبكّر أيضا الحديث عن سبب هزيمتنا، وعدم تقديمنا المردود اللازم، وعجزنا عن تحقيق الفوز، حيث سنكون مطالبين حاليا بتصحيح الأخطاء في أقرب فرصة، كونه تنتظرنا مباراة أخرى يوم الاثنين المقبل أمام المنتخب الأوغندي”.

كما قدّم لاعب المنتخب الوطني، ريان آيت نوري، اعتذاراته لجمهور “الخضر”، بعد الهزيمة، مؤكدا هو الآخر عزمهم على تحقيق نتيجة إيجابية في اللقاء المقبل أمام أوغندا.

وصرح آيت نوري، عقب هذه المباراة: “نحن متأسفون على تسجيل هذه الهزيمة، ونعتذر من جمهورنا، كما أظن أنه كانت تنقصنا الفعالية أمام المرمى، كوننا لم نكن حاسمين، وهذه الأمور تحدث في كرة القدم”.

وتابع ريان آيت نوري: “علينا عدم الاستسلام، كونه لازالت تنتظرنا عدة مباريات أخرى، والتي يجب أن نستفيق فيها، وإن شاء الله سنضمن التأهل”.

يذكر أن اللقاء المقبل أمام المنتخب الأوغندي، يندرج ضمن فعاليات الجولة الرابعة من المجموعة السابعة، لحساب تصفيات كأس العالم 2026، حيث يحتل المنتخب الوطني صدارة الترتيب مناصفة مع المنتخب الغيني، برصيد 6 نقاط من أصل ثلاث مواجهات.

“الخضر” يطيرون أمسية السبت إلى أوغندا 

كشف الاتحاد الجزائري لكرة القدم “الفاف”، عن موعد تنقل بعثة المنتخب الوطني إلى أوغندا، تحسبا لمواجهة المنتخب الأوغندي، مؤكدا أن سفرية “الخضر” إلى أوغندا مقررة أمسية اليوم على الساعة الثانية زوالا، حيث سيتوجّه لاعبو “الخضر” مباشرة إلى مدينة كامبالا، أين سيواجهون منتخب أوغندا، في مباراة مقررة يوم الاثنين 10 جوان.

وسيسعى  الناخب الوطني، فلاديمير بيتكوفيتش، لإعادة ترتيب الأوراق، والتعامل بأكثر ذكاء وسرعة، في ظل ضيق الوقت، والسفرية المرهقة التي تنتظر زملاء آيت نوري نحو أوغندا، حيث سيكون المدرب الوطني مطالبا بإيجاد الحلول خاصة من الجانب الذهني والفني، واختيار الحلول الأمثل لتسيير اللقاء المقبل بذكاء، من أجل العودة بنتيجة إيجابية من أوغندا، ستسمح له بتحضير المباريات المقبلة في هدوء أكبر من أجل تحقيق التأهل إلى كأس العالم 2026.

مستوى كارثي متواصل من بعض اللاعبين وتجديد الدماء ضرورة
بن رحمة اللغز.. غويري لم يجد ضالته وبراهيمي خارج الإطار

قدّم المنتخب الوطني الجزائري واحدة من أسوأ مبارياته في السنوات الأخيرة، بعد الهزيمة المفاجئة أمام المنتخب الغيني لحساب الجولة الثالثة من تصفيات كأس العالم 2026، والمقرر إجراؤها بالولايات المتحدة الأمريكية، كندا والمكسيك، غير أن النتيجة عكست المستوى العام للفريق، والذي كان دون المتوسط في مواجهة مهمة جدا في مشوار المنتخب الوطني نحو المونديال.

الأداء العام لـ”الخضر” في المواجهة طرح العديد من علامات الاستفهام، خاصة وأن الجميع كان ينتظر ردة فعل قوية من المنتخب الوطني عقب إخفاق كأس أمم إفريقيا 2024 بكوت ديفوار، غير أن الواقع كان غير ذلك، والمردود الهزيل لبعض الأسماء هو بمثابة صافرات الإنذار قبل قادم المواعيد، بالنظر لأهميتها سواء في الترتيب العام لـ”الفيفا”، أو حتى في حسابات التأهل أمام المنافسين على نفس البطاقة في المجموعة، حيث سيكون بيتكوفيتش مطالبا بإحداث ثورة، وتطبيق ما قاله مساعده نبيل نغيز عقب تربص مارس، حول منح الأحقية للأفضل في الفترة التي يكون فيها المنتخب مقبلا على مقابلات مهمة، والعكس هو الذي حدث بغياب أسماء كانت في الأمس القريب تشكّل مستقبل الكرة الجزائرية، على غرار فارس شايبي، وبوعناني بدون الحديث عن أسماء تعتبر الأفضل في المنتخب خلال العشرية الأخيرة في صورة يوسف بلايلي وسليماني ورياض محرز.

إخفاق المنتخب في خرجته الثالثة أمام غينيا، كان مفهوما بالنظر لمستوى بعض الأسماء، على غرار سعيد بن رحمة، نجم أولمبيك ليون، الذي أصبح لغزا يحيّر كل متتبعي الكرة، بالنظر لمردوده الكارثي مع المنتخب في كل المواجهات التي لعب فيها،حيث أنه لم يستغل الكم الهائل من الفرص التي أتيحت له مع “الخضر” منذ فترة جمال بلماضي، ليتواصل أداءه الهزيل مع الناخب الجديد بيتكوفيتش، وكان ظلا لنفسه في المواجهة الأخيرة بعدما ضيّع العديد من الفرص وجها لوجه، والتي كانت قادرة على تغيير وجه اللقاء، ومنح أكثر ثقة لزملائه في المنتخب.

ولم يسلم قائد “الخضر” ياسين براهيمي من الانتقادات التي طالت اللاعبين عقب المواجهة، حيث خرج تحت تصفيرات الجماهير الحاضرة، بالنظر لمستواه غير المفهوم، واللعب الفردي الذي لم يتمكّن من القضاء عليه، حيث ضيّع العديد من الكرات بسبب المراوغات، التي لم ينجح في أي واحدة منها، وتسبّب في “كسر” العديد من الهجمات رغم قلتها، بالإضافة كذلك إلى وفائه الكبير لعاداته السيئة في الاحتفاظ المبالغ فيه بالكرة، ما جعل الجماهير الحاضرة تثور عليه، مما عجّل بإخراجه من طرف الناخب الوطني مع بداية الشوط الثاني.

كما واصل مهاجم رين الفرنسي، أمين غويري مستوياته المتوسطة مع “الخضر”، ولم يستطع لحد الآن فرض نفسه كاسم مميز في الشق الهجومي للمنتخب الوطني، حيث لم يجد ضالته بعد مع الفريق، رغم التحاقه بالمنتخب منذ عام، حيث أنه كان ظلا لنفسه في الفترة الأخيرة وخاصة في المواجهة السابقة أمام غينيا، بالاعتماد عليه كقلب هجوم، وكان تائها فوق أرضية الميدان، حيث وجد نفسه في العديد من المرات قريبا ببعض السنتيمترات عن براهيمي وبن رحمة، بالإضافة إلى آيت نوري، ما يطرح التساؤل حول توظيفه بالشكل اللازم مع المنتخب الوطني، وتحميله أكثر من مسؤولية مثلما هو الحال معه في فريق رين الفرنسي.

أسماء أخرى واصلت عدم الإقناع، على غرار نبيل بن طالب الذي كان بعيدا عن مستواه بالإضافة إلى رامز زروقي، الذي أكد للمرة الألف أن هذه الثنائية لم تستطع تقديم الإضافة في المنتخب، وكان مردود أحدهما مقنعا أكثر في غياب الآخر، وهو الأمر الذي يجب على بيتكوفيتش أخذه بعين الاعتبار، واسترجاع أفضل لاعب في “الخضر” إسماعيل بن ناصر، حيث فقدت التشكيلة الوطنية توازنها في ظل غيابه، ما يحتم على الناخب الوطني الاعتماد عليه في اللقاء المقبل، بالنظر إلى مردوده مع ميلان في الآونة الأخيرة، ونيله لأعلى التنقيط في المواجهات الأخيرة وهذا دليل على جاهزية اللاعب، بدنيا أو فنيا.

وسيكون بيتكوفيتش مجبرا على إعادة ضبط الأمور، وإحداث تغييرات في التشكيلة التي ستواجه أوغندا بعد يومين، رغم أن بنك الاحتياط يعاني من نقص الخيارات، في ظل تواجد أسماء ليس لديها الخبرة في القارة السمراء، على غرار حاج موسى وبقرار ما يزيد من صعوبة المواجهة المقبلة، علما أن آخر فوز لـ”الخضر” خارج الوطن كان أمام منتخب الموزمبيق لحساب الجولة الثانية من تصفيات كأس العالم، والتي شهدت تألق أسماء هي غائبة عن التربص الحالي في صورة وناس وبوداوي وشايبي، الذين قلبوا اللقاء رأسا على عقب، في انتظار الفوز في اللقاء المقبل أو على الأقل العودة بنتيجة إيجابية من أوغندا، من أجل استرجاع الثقة والقوة الذهنية لمواصلة المشوار بأكثر رغبة وهدوء.

السقوط في أوغندا قد يرهن حظوظ التأهل إلى المونديال
الوعي والتحلي بالمسؤولية حتمي قبل حلول الكارثة

شكّلت هزيمة المنتخب الوطني الجزائري أمام نظيره المنتخب الغيني بثنائية مقابل هدف، لحساب الجولة الثالثة من تصفيات كأس العالم 2026، ضربة موجعة لعشّاق “الخضر”، خاصة وأن التصفيات الحالية هي أسهل نسخة للتأهل مقارنة بالتصفيات السابقة، وهو ما شكّل صدمة في الشارع الرياضي الجزائري، بالنظر لأهمية اللقاء أمام المنافس المباشر على بطاقة التأهل.

وطرح مستوى “الخضر” في المواجهة الماضية، عديد التساؤلات حول مردود بعض اللاعبين، وطريقة تسيير اللقاء، التي غابت عنها تلك الحرارة المطلوبة في مثل هذه المواجهات، خاصة وأن المنتخب الوطني الجزائري يعيش مرحلة انتقالية مع الناخب الوطني الجديد فلاديمير بيتكوفيتش، الذي أخفق في أول امتحان رسمي له فوق أرضية ميدانه وأمام جماهيره، في لقاء يعتبر الأهم في المجموعة، بالنظر لقوة المنافس وكذلك لاعتباره المنافس الأول على بطاقة التأهل إلى المونديال، ما يجعل الأمور تتعقد، خاصة وأن لقاء غينيا في العودة سيلعب في ميدان هذا الأخير.

العديد من خيارات الناخب الوطني كانت محل انتقاد في الآونة الأخيرة، بعد إعلانه عن القائمة التي ستشارك في التربص، وغياب بعض الأسماء التي كانت قادرة على تسيير هذه المرحلة بذكاء، ستضع بيتكوفيتش في ورطة من أجل إعادة الثقة داخل التشكيلة، والسعي لتنظيم الأمور قبل لقاء يوم الاثنين في أوغندا، والذي ستكون نتيجته حاسمة في مستقبل التصفيات، حيث سيكون إخفاق أو تعثر آخر بمثابة الكارثة بالنظر للفوارق الكبيرة بين “الخضر” وباقي منتخبات المجموعة، ما يجعل الفوز حتميا لتضميد الجراح، وإعادة الروح في المنتخب التي غابت عنه في لقاء أول أمس بملعب براقي.

وأمام هذا السقوط المدوي للمنتخب الوطني، لأول مرة في التصفيات خلال الخمس سنوات السابقة، سيكون بيتكوفيتش مطالبا بإيجاد الحلول الفعلية، سواء في الجانب النفسي، ومنح أكبر مسؤولية للاعبيه، الذين كانوا شبه غائبين في المواجهة، حيث لم نشاهد ردة فعل حقيقية خلال المواجهة، بالإضافة إلى الضرب بيد من حديد تجاه بعض الأسماء التي لم تقدّم الإضافة، ولم تبذل أي مجهود للفوز بالمواجهة، مع ترسيخ أكثر وعي داخل التشكيلة قبل اللقاء المقبل والذي سيوضّح بشكل كبير مستقبل المنتخب في هذه التصفيات.

خيارات كثيرة يجب إعادة النظر فيها، وتصحيح الأمور واجب على بيتكوفيتش، خاصة فيما يخص الأمور التكتيكية

والفنية في المنتخب الوطني، حيث وجد “الخضر” أنفسهم بحلول محدودة في لقاء مهم، بالإضافة إلى اللعب الفردي الذي طغى على صورة المنتخب، ما جعله يفقد العديد من نقاط قوته، مع إعادة النظر في الجانب الدفاعي الذي أصبح نقطة سوداء كبيرة في المنتخب الوطني، والذي فقد هيبته منذ خروج جمال بلعمري من حسابات الناخب الوطني السابق، جمال بلماضي، أين أصبح الخط الخلفي يثير المخاوف، وعدم قدرته في الحفاظ على الشباك نظيفة داخل الديار يعتبر كارثة بكل المقاييس بالنسبة لمنتخب يريد استعادة هيبته إفريقيا، والعودة إلى أجواء المونديال بداية من 2026.

استرجاع “الخضر” لمستواهم السابق، والعودة إلى واجهة الكرة يتطلب تكاثف الجهود، وتسيير المرحلة الانتقالية بأكثر ذكاء، وأكثر وعي مع التحلي بالمسؤولية، من خلال استغلال كل الأوراق الرابحة في المنتخب الوطني، خاصة التي لديها الرغبة في إعادة “الخضر” إلى مستواهم المعهود، بعدما أصبح المنتخب يجد صعوبات في تحقيق الفوز فوق ميدانه وأمام جمهوره، بالإضافة إلى استعادة الثقة في النفس، التي تزعزعت منذ إخفاق “كان” 2024 بكوت ديفوار، والخروج في الدور الأول من المنافسة الإفريقية، ما يجعل بيتكوفيتش أمام اختبار حقيقي، ليس في الجانب التقني فقط، بل في المجموعة ككل، قبل يومين عن موعد مهم وحاسم في سباق المونديال.

مقالات ذات صلة