-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

يتوزع الفلسطينيون على العدم والسراب!!

صالح عوض
  • 7299
  • 0
يتوزع الفلسطينيون على العدم والسراب!!

الفلسطينيون السياسيون هذه الاثناء مصابون بخيبة أمل كبيرة.. فجماعة رام الله يلهثون وراء سراب وفقاعات من بالونات جوفاء يطلقها الامريكان والاسرائيليون، والجماعة بغزة لم يعودوا يطيقون صبرا ولا يريدون تفريطا بالسلطة وهم يجدون أنفسهم في ظل الحصار الخانق مدفوعين لتفجير الحدود مع مصر مع ما يمكن ان يولده هذا الموقف من عدمية.جماعة في رام الله تنتابهم موجة غير عادية من الاحساس بتضييع الوقت والفشل والمراهنات الخاسرة على موظفي البيت الابيض الامريكي بعد ان تسرب مقترح أمريكي بأن يتم توقيع اتفاقية فلسطينية اسرائيلية تؤجل البحث في موضوع القدس واللاجئين الى خمس سنوات قادمة.. فيما لم تطبق اسرائيل شيئا من وعودها لكونداليزا رايس برفع الحواجز العسكرية الخمسة من جملة الحواجز التي تزيد على الخمسمئة.. وكما قال مسؤول ملف المفاوضات د.صائب عريقات: ان اسرائيل لم تنفذ من خارطة الطريق سطرا واحدا.. لقد جاء عدم الرغبة في البدء بحوار مع حماس تلبية لرغبة امريكية ووعود بأن ذلك سيخفف الحصار الدولي على القضية الفلسطينية وسيدفع المانحين بتقديم التزاماتهم وسيعجل من عقد صفقة تسوية..رغم ذلك كله لم تنل السلطة برام الله أيا مما وعدت به، بل كان فقدانها قوة التوحيد سببا في اضعاف موقفها التفاوضي أمام اسرائيل وأصبح اسم عباس ليس سحريا لدى السياسيين الاسرائيليين، بل بالعكس بدأ الهمس يتخذ شكلا مسموعا بأن عباس ضعيف ولا يضمن امن اسرائيل..انه جري وراء السراب. اما في غزة فإن الموقف السياسي ينتابه كثير من الغموض.. ويبدو التساؤل اكثر من ضروري لماذا كل هذا العناء اذا كانت التهدئة خيارا مطروحا؟ وتتحدث الاخبار ان هناك وساطات قطرية ومصرية وروسية وتركية من أجل ايجاد اتفاقية للتهدئة بين حماس واسرائيل.. بل هناك كلام أكبر من ذلك فلماذا اذن افتعال الاختلاف مع جماعة رام الله وتقسيم الشعب واذكاء روح التناحر.. اذا كان فتح المعبر مطلبا ضروريا مقابل تهدئة وإفراج عن الاسير الاسرائيلي، فلماذا كل هذا العناء المجاني الذي يعيشه أهل القطاع.الطبقة السياسية الفلسطينية تتوزع على محاور العبث والتلهي والعدمية والشعب الفلسطيني يموت جوعا ومرضا وقصفا ..الطبقة السياسية لم تتنازل عن أي من امتيازاتها سيارات بعشرات آلاف الدولارات ونفقات لمهمات غير مجدية و” بريستيج”  مملكة من الاوهام..فيما تتوسع رقعة الفقر والفقراء ويزداد الضنك على الشعب المسحوق.. والكارثة الآن تمثل أمامه في استيطان وضياع القدس وتهجير أهل المثلث وتجويع غزة وهجرة عشرات آلاف الشبان الى الدول الاسكندنافية.. الطبقة السياسية الفلسطينية تتلهى بصراعاتها التناحرية فيما تعيش القضية الفلسطينية أسوأ ايامها.. وهذا من شأنه ان يهيء لميلاد تيار راشد حكيم طاهر ليقود سفينة الشعب نحو الحرية والاستقلال.  

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!