-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
فتحوا قاعات عرض لمركبات من مختلف العلامات

وكلاء “موازون” لاستيراد السيارات!

بلقاسم حوام
  • 32268
  • 1
وكلاء “موازون” لاستيراد السيارات!
أرشيف

مع دخول أزمة السيارات عامها الثالث، بتوقف التركيب وتعثر توزيع رخص الاستيراد وتعديل دفتر الشروط للمرة الثالثة، تشهد قاعات عرض بيع السيارات متعددة العلامات انتشارا متزايدا، وباتت تعوّض الوكلاء في استيراد وتسويق كميات كبيرة من المركبات من مختلف العلامات، بلغت خلال جانفي الماضي 10 آلاف سيارة، حتى بات تسويق السيارات الجديدة حكرا على عصبة من التجار الذين استغلوا الندرة لتسويق مركبات بأسعار “مجنونة” تجاوزت كل الحدود، وانتقل “السماسرة” من بيع السيارات الجديدة على الأرصفة إلى أصحاب قاعات عرض فاخرة تضم مركبات من مختلف العلامات، وباتت لهم علاقات و”خيوط” مع شركات التصدير والموانئ.
وفي جولة استطلاعية لـ”الشروق”، كانت البداية من أشهر قاعة عرض لتسويق السيارات الجديدة ببلدية جسر قسنطينة بالعاصمة، والذي يعرض صاحبها مجموعة كبيرة من السيارات اليابانية والألمانية والأوروبية الفاخرة، تبدأ أسعارها من 470 مليون إلى أكثر من ملياري سنتيم، دخلنا القاعة التي كانت بمواصفات عالمية، مساحة واسعة تزيد عن 500 متر، كاميرات مراقبة وأرضية فاخرة ومرايا وأضواء كاشفة وسيارات فارهة من مختلف العلامات، ولجأ صاحب القاعة إلى عرض مجموعة أخرى من السيارات في الخارج، والتي كانت تثير اهتمام كل من يمر أمامها، في عز أزمة السيارات في الجزائر.

البيع بالبطاقة الرمادية والسعر مضاعف

أول سيارة أثارت اهتمامنا هي سيارة بيجو 208 الجديدة التي بدأت تعرف انتشارا متزايدا في الطرقات الجزائرية، بشكلها الجديد كليا وأضوائها النهارية المتميزة، والصدمة الكبيرة كانت في سعرها الذي كشف عنه البائع وهو 475 مليون سنتيم، مؤكدا أنها مزودة بمحرك ديزل بسعة 1.6 لتر HDI ، مضيفا أن السيارة تسلّم للزبون بالبطاقة الرمادية “صافية”، حيث يتم دفع جميع ضرائبها ورسومها الجمركية، وهذا ما يفسر ارتفاع سعرها وسعر جميع السيارات التي تسوق بالبطاقة الرمادية التي تدخل في سعرها مختلف الرسوم والضرائب التي تم دفعها من طرف المستورد.
وكانت سيارة بيجو 208 هي أرخص سيارة في قاعة العرض، التي كانت تحتوي على سيارة “تويوتا هيلوكس” المعروضة بسعر 850 مليون سنتيم، و”تويوتا لاندر كروزر” بسعر مليار و800 مليون و”نيسان كاشكاي” بسعر 950 مليون، وتويوتا “رايز” بـ580 مليون و”نيسان كيكس” بـ600 مليون، وغيرها من السيارات الأخرى التي لا يقل سعرها عن نصف مليار، وتسلم أغلبها بالبطاقة الرمادية وبسعر مضاعف، لأن التاجر يتحجج بدفع الضرائب والرسوم، مقابل سيارات أخرى تسوق برخصة المجاهدين بسعر أقل نسبيّا، لأنها معفاة من الرسوم.

احتيال في خدمات الضمان
من جسر قسنطينة، انتقلنا إلى بلدية القبة التي تحتوي على العديد من قاعات عرض بيع السيارات متعددة العلامات، دخلنا القاعة الأولى التي كانت تعرض سيارات ألمانية ويابانية وفرنسية، وما لفت انتباهنا هو عرض ثلاث سيارات من نوع “سوزوكي سويفت” التي باتت تدخل إلى الجزائر بكميات كبيرة، وتجدها معروضة بكثرة في مختلف قاعات العرض، وعرضت هذه السيارة بسعر 340 مليون سنتيم، وهي تحتوي على محرك بنزين بسعة 1.2 لتر بقوة 85 حصانا وعلبة سرعات أوتوماتيكية.
وأكد لنا صاحب القاعة أن هذه السيارة تعتبر حاليا الأرخص في السوق، موضحا أنها تسوق بالبطاقة الرمادية، وعند سؤالنا عن خدمات الضمان وما بعد البيع، صرح محدثنا أن السيارة تسوق بخدمة ضمان المصنع، وهذا ما يجبر الزبون على صيانة السيارة عند ممثل علامة سوزوكي في الجزائر للاستفادة من الضمان، وعندما أخبرناه أن هذه العلامة لا يوجد لها ممثل رسمي حاليا في الجزائر، تلعثم ولم يجبنا، وهو ما يبين أن هذه السيارات تباع بلا خدمات ضمان، والزبون غير محمي في حال حدوث أي مشكل تقني.

أحدث موديلات السيارات بأسعار خيالية
من القبة، توجهنا إلى بلدية بئر خادم التي تتواجد فيها هي الأخرى العديد من القاعات الفاخرة التي تعرض مختلف أنواع السيارات الفارهة من آخر موديل، حيث وجدنا سيارة كليو 5 تسوق بسعر 450 مليون والجيل الجديد من فولكسفاجن كادي بسعر 750 مليون وغولف 8 بـ800 مليون وفولكس فاغن تيغوان الجديدة بـ980 مليون، ورونو كابتور 2022 بـ580 مليون، والجيل الأخير لسيات ليون بـ730 مليون، وشوفرولي كابتيفا بـ620 مليون، وبيجو 3008 الجديدة بـ740 مليون، وأحدث موديل لتويوتا ياريس بـ520 مليون، وسكودا فابيا الجديدة بـ500 مليون وغيرها من مختلف أنواع السيارات التي يستورد أغلبها من أوروبا ودبي وتسوق بالبطاقة الرمادية ورخصة المجاهدين.

“سامبول” الجزائرية بأزيد من 300 مليون
من العاصمة، انتقلنا إلى ولاية البليدة المعروفة بانتشار بيع السيارات الجديدة على الأرصفة، أين وجدنا سيارة رونو سامبول المركبة في الجزائر تسوق بسعر 320 مليون سنتيم، وهي مزودة بمحرك بنزين بسعة 1.6 لتر، في حين ارتفع سعر داسيا سانديرو الجزائرية بمحرك ديزل DCI بسعة 1.5 لتر إلى 350 مليون، وتجاوز ثمن كليو 4 المركبة في مصنع وهران بصيغة “جيتي لاين” 400 مليون، وهذا ما يدل على تزايد نشاط السمسرة في السيارات المركبة في الجزائر، خاصة بعد عودة مصنع رونو لتركيب السيارات منذ أشهر.

نحن تجار نبيع ونشتري وندفع الرسوم
وفي حديثنا مع العديد من أصحاب قاعات عرض بيع السيارات متعددة العلامات، أكدوا لنا أنهم تجار مختصون في بيع السيارات، يملكون سجلا تجاريا ويعملون على استيراد السيارات بطريقة قانونية مع دفع مختلف الضرائب والرسوم، ويملكون شبكة من العلاقات في مختلف الدول الأوروبية والآسيوية التي تمكنهم من التعامل مع شركات شحن دولية تضمن لهم تصدير السيارات إلى الجزائر مع تسهيلات في الموانئ وتخفيضات في الأسعار.
وكشف هؤلاء أنها باتوا يعتمدون أكثر على تسويق السيارات بالبطاقة الرمادية وتفادي المشاكل التي كانت تتسبب فيها السيارات المسوقة برخص المجاهدين، والتي بات الزبائن يتخوفون منها بعد تسجيل الكثير من الخلافات التي وصلت إلى المحاكم.
وبالنسبة لارتفاع الأسعار، أكد لنا المعنيون أنهم يدفعون مختلف أنواع الرسوم والضرائب التي لا تقل عن 100 مليون بالنسبة لسيارات المدينة الصغيرة على غرار سوزوكي سويفت وكليو5 وبيجو 208، وترتفع إلى 200 و300 مليون للسيارات متوسطة الحجم، على غرار فولكس فاغن كادي وغولف 8، بالإضافة إلى دفع الرسم على القيمة المضافة وضريبة السيارات الجديدة، مؤكدين أن هامش الربح يتراوح ما بين 30 و50 مليونا عن كل سيارة .

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • مصطفى

    كثرت انواع العصابات وتعددت وازداد الغني غناءا و الفقير فقرا في الجزائر الجديدة