وكالات سياحية تقدّم دورات تكوينية مكثّفة للحجاج

انطلقت جميع الوكالات السياحية المعنية برحلات الحج لهذا الموسم الجاري، في تنظيم أيام توعوية وتكوينية لفائدة زبائنها الذين سيؤدون الفريضة، سواء المسجلين في قائمة الرحلات الاقتصادية أم المميزة “vip”، قصد تمكينهم من نصائح ومعلومات، حول كيفية أداء المناسك في البقاع المقدسة. وينتظر الحجاج هذه التوعية بفارغ الصبر خلال هذه الأيام، باعتبارها تسبق انطلاق أول رحلة حجّ نحو بلاد الحرمين الشريفين، وهي من آخر مراحل التحضير لقضاء الركن الخامس للإسلام.

واستفاد جميع الأشخاص المعنيين بحج موسم 2024، بمقر الوكالات السياحية المكلفة بنقلهم لأداء مناسك الحج، من معلومات قيمة ودروس توعوية يقدمها مرشدون وأئمة مساجد، إضافة إلى مؤطري الوكالات السياحية، لتعليمهم كيفية أداء مناسك الحج بطريقة صحيحة ومنظمة.
ويتلقى الحجاج الذين جاؤوا من مختلف ولايات الوطن، تعليمات تنظيمية، تتعلق بكيفية تنظيم أمورهم داخل غرف الفنادق بالمملكة السعودية، وكيفية الخروج والدخول وتأدية المناسك، وكما يتم تكوينهم حول الكيفية التي يتعاون بها الحجاج مع بعضهم البعض، وكيفية التصرف في الحالات الطارئة، كالتبليغ عن اختفاء أحدهم أو تعرضه لوعكة صحّية مفاجئة.
ويستفيد الحجاج خلال هذا اليوم التكويني، من لوازم وتجهيزات تقدمها لهم الوكالات السياحية لتسهيل قضاء أمورهم في البقاع المقدسة، ففي هذا الصدد، أوضح رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية، نذير بلحاج في تصريح لـ”الشروق”، أن تنظيم أيام تحسيسية وتوعوية للحجاج، هي “مبادرة فردية من الوكالات السياحية المعنية بموسم الحج، التي تحرص على توعية الحجاج المتنقلين معها بجميع الأمور المتعلقة بتأديتهم مناسك الحج بأريحية ونظام”.
وقال إن جميع الحجاج يحضرون لهذا اليوم التكويني، ولا يسجلون غيابات خاصة من الأشخاص الذين يؤدّون مناسك الحجّ لأول مرة في حياتهم، للاستفادة من معلومات مهمة.

تحفيز الحجاج على دورات التكوين بهدايا
ويشرف مرشدون تابعون للشؤون الدينية وأئمة، على تكوين الحجاج، بحسب نذير بلحاج، الذي قال إن كل مشرف واحد يتكفل بـ 50 حاجّا، وإن الذين يحضرون اليوم الأول للتكوين، تمنح لهم هدايا متنوعة تشمل حقائب وعباءات ومستلزمات أخرى يحتاجونها أثناء تأدية المناسك.
وأوضح بلحاج أن التكوين موجه للحجاج المسجلين في الرحلات الاقتصادية، كما هو موجه لحجاج الرحلات المتميزة ونصف المتميز.
وتظهر أهمية هذه الأيام التكوينية، في أثناء تأدية الحاجّ مناسكه، على حد تأكيد رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية: “لا يجد صعوبة في أداء الفريضة، ويكون الحاجّ على دراية واطلاع بكل صغيرة وكبيرة تنتظره في مكة”.
وخاصة، بحسب المتحدث، أن 70 بالمائة من تعداد بعثة الحج الجزائرية كبار في السن، ما يتطلب تقديم لهم تكوينات مكثفة، يستفيدون منها ليتمكنوا من قضاء مناسكهم في أريحية وسهولة.
وتجدر الإشارة إلى أن المرحلة الثانية من الأيام التكوينية المكثفة التي أطلقتها وزارة الشؤون الدينية بالتنسيق مع الدّيوان الوطني للحج والعمرة، تتواصل لتدريب 4 آلاف و300 حاج تحضيرا لحج هذا الموسم عبر مراكز التكوين والتدريب بمختلف ولايات الوطن وعبر مديريات الشؤون الدينية.
وللعلم، فإن الأيام التكوينية في مرحلتها الأولى، انطلقت مباشرة بعد شهر رمضان الكريم، عن طريق استقبال الحجّاج لتمكينهم من دروس مركزة ومكثفة مرتين في الأسبوع، وذلك لبلوغ أقصى درجات التوعية في مختلف الجوانب المتعلقة بأعظم نسك في الإسلام، التي يشرف عليها أئمة وشيوخ ومؤطرون يعملون على تقديم تكوين نظري للحجاج، من أجل أداء مناسكهم بطريقة صحيحة من خلال استعمال مجسمات تقريبية ووسائل توضيحية خاصة بالجانب الشرعي.