-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
قرار البلدية أثار موجة غضب في الأوساط المحلية

والي الوادي يتدارك الموقف بتصويب الخطأ

بديع بكيني
  • 1504
  • 2
والي الوادي يتدارك الموقف بتصويب الخطأ
أرشيف

تدارك والي الوادي عبد القادر بن سعيد، مساء الثلاثاء، الخطأ الوارد في قرار المجلس البلدي لبلدية عاصمة الولاية، الذي يحمل رقم 838 بتاريخ 09 جويلية الجاري، المتضمن أوامر لمن سماهم بالمخالفين للقيام بإزالة الصفائح المعدنية ”الأليكو” من الطرقات الرئيسية في أجل لا يتعدى 48 ساعة، من تاريخ إمضاء القرار، وفي حال لم يتم تنفيذ القرار من طرف المخالفين، فإن البلدية ستقوم بتنفيذه بوسائلها الخاصة وعلى عاتق المعنيين، حسب نص القرار.

وتمثل الخطأ الوارد في القرار أنه جاء بصيغة غامضة، ما أوحى بأن مصالح بلدية الوادي، ستقوم بإزالة الصفائح المعدنية ”الأليكو” من على واجهات المحلات التجارية وبعض الإدارات العمومية، المتواجدة في الطرقات الرئيسية، وهو ما أثار موجة من الغضب لدى مواطني مدينة الوادي، الذين تداولوا القرار بشكل سريع وعلى نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأجمع الغاضبون على أن القرار بمثابة ظلم صارخ، لاسيما وأن جميع من قام بتركيب الصفائح المعدنية على واجهة محله التجاري قد تكبّد خسائر مالية تُقدر بعشرات الملايين، فضلا عن جمال منظرها، مما تجلب انتباه الناظرين، ولم يستوعب الجميع دوافع قرار رئيس البلدية، الذي طالبوه بأن يهتم أكثر بمسألة رفع الأتربة من الطرقات، وتنظيف المدينة من الأوساخ، واقتلاع الممهلات العشوائية المنتشرة في كل حدب وصوب في الطرقات، وأشياء أخرى تعتبر من الأولويات قبل إصدار قرار بنزع الصفائح المعدنية ”الأليكو”.

وكشف رئيس بلدية الوادي عبد الله معوش، في تصريح للشروق  بأن القرار يخص أصحاب المحلات التجارية المتواجدة انطلاقا من مدخل السوق إلى غاية مفترق الطرق ”طريق تقرت” مرورا بشارع محمد خميستي فقط، وأردف بأن الهدف من القرار هو المحافظة على الطابع العمراني الذي يميز المدينة، المُتسم بالقباب والأقواس، اللتان تعتبران من التراث الذي يميز الطابع المعماري السوفي، كما أنه يعتبر جزءا من هويتنا التي يجب علينا الحفاظ عليها وعدم طمسها بما يشوبها، وتعميم نفس النسق والمظهر العام بالشوارع الرئيسية، لاسيما في ”البرطال” الذي أجرته البلدية على عاتق الخزينة العمومية في السنوات الماضية، وهو نفس الكلام الذي جاء في استدراك الوالي لتوضيح فحوى القرار.

وبخصوص أصحاب المحلات المعنية بالقرار، فقد عبّروا عن تذمرهم الشديد من هذا القرار، بالأخص أنهم خسروا أموالا طائلة في تجميل واجهات محلاتهم، من خلال تركيب الصفائح المعدنية، واعتبروا أن مسألة المحافظة على الهوية من خلال التغني بالقباب والأقواس والطابع المعماري، كلام قد تجاوزه الزمن، والعالم تطور ولم يعد يلتفت لهذه الأمور التي اعتبروها تافهة، في ظل التطور التكنولوجي والرقمنة وحرب النجوم وغزو الفضاء والحروب الالكترونية، أين ذكر أحد أصحاب المحلات وهو جامعي لم يجد عملا غير التجارة، بأن أوروبا طمست جميع مظاهر التخلف المعماري التي ميزت حياة الناس في القرون الوسطى، ولم يتغنوا بها على أساس أنها جزء من ماضيهم وتراثهم، حيث تم إطلاق العنان للإبداع والابتكار، لتصبح مدنهم وشوارع قراهم في الوقت الراهن عبارة عن متحف على الهواء الطلق، في حين أن بلدية الوادي ترغمهم على نزع الصفائح المعدنية، من واجهة محلاتهم على خلفية تسمية الوادي بأنها ”مدينة الألف قبة وقبة”، وهي التسمية التي أطلقتها إيزبيل إبرهارد عندما زارت الوادي في الحقبة الاستعمارية، وكانت تقرأ آنذاك حكاية ”ألف ليلة وليلة”.

وطالب المتذمرون بمراجعة حقيقة ما يُقال إنها هوية تميز المعمار المحلي، إذ لا يمكن حسبهم أن يتم إيقاف تطور المجتمع من الناحية الجمالية للمعمار، على أساس أفكار رحالة متأثرة بحكاية من التراث البابلي، كما صرحوا بأنهم ذاقوا ذرعا بالقبضة الحديدية المُسلطة عليهم، انطلاقا من عدم السماح لهم بإخراج بعض سلعهم التي لا تتأثر بأشعة الشمس على الرصيف، ليأتي الدور هذه المرة على نزع الصفائح المعدنية من واجهة محلاتهم التجارية.

ومن جانب آخر، رحب العديد من المواطنين بقرار رئيس البلدية الذي رأوا فيه الحكمة، من خلال إبراز بصمة مميزة خاصة بمعمار المدينة، لاسيما بعدما شوّهت واجهات المحلات التجارية وكذلك لافتاتها، المنظر العام على اعتبار أنها غير متناسقة في الألوان ولا في الشكل أو الحجم، وكل تاجر يقوم بتركيب لافتة لمحله كما يحلوا له دون أن يراعي الجانب الجمالي والنسق العام، كما عبّروا عن ارتياحهم من خلال الصرامة في تطبيق القانون، وعدم السماح للتجار بغلق الأرصفة في وجه الراجلين بإخراجهم للسلع خارج محلاتهم، التي تتأثر بالعوامل الخارجية مهما كان نوعها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • الشروق

    ناس لا تعرف لا تراث لا تقافة. واش من تطور تكنلوجي و انتم لا تفقهون شيئ غير تبعو برك

  • algerian

    الى من يقول العالم تطور ولم يعد لهذه الأمور التي اعتبروها تافهة، في ظل التطور التكنولوجي والرقمنة وحرب النجوم وغزو الفضاء والحروب الالكترونية،,,,اذهب الى لندن وسترى أن الناس هناك مازالوا يحافظوان على النمط الانجليزي في العمران,,,شعب ضائع بلا هوية