-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
في ظل انتشار الإشاعات والتخوف من موجة رابعة لكورونا

هوس التسوق.. “وباء” آخر يصيب جزائريين مع اقتراب الدخول الاجتماعي!

وهيبة سليماني
  • 1234
  • 0
هوس التسوق.. “وباء” آخر يصيب جزائريين مع اقتراب الدخول الاجتماعي!
أرشيف

بولنوار: غياب الثقافة الاستهلاكية والشائعات تنشر ذعر الندرة
بن حليمة: هوس الشراء حالة نفسية مرضية في ظل جائحة كورونا

استشرى في الأسواق الجزائرية، مؤخرا، سلوك الشراء المزمن والشراء الذعري، خاصة مع إشاعات ندرة بعض المواد الغذائية، والتخوف من الغلق الذي يدخل في إطار التدابير الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا، وتأتي النساء في مقدمة المهووسين بالشراء إلى درجة الإدمان لدى بعضهن.
وأدى التسوق، بحسب البروفسور مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث”فورام”، إلى ارتفاع في الإصابات بفيروس كورونا المتحور “دلتا”، ما جعل السلطات تغلق بعض المساحات التجارية خاصة الكبرى منها، و”البزارات”، وأسواق عرفت باكتظاظ الزبائن كسوق “دبي” بالجرف باب الزوار، وأرجع خياطي سبب التردد على مثل هذه الأسواق، وعلى المساحات التجارية الكبرى”السوبيرات”، والتزاحم داخلها رغم الوباء، إلى الأحداث والتطورات التي طرأت على الفرد والمجتمع ككل، منها الأزمة الصحية المتعلقة بكورونا، والاقتصادية.
وهوس الشراء القهري اجتاح بعض الأسر الجزائرية وخاصة المرأة، وذلك بشراء بعض المقتنيات التي ينظر إليها على أنها ضرورة مع كل موجة للوباء والتفكير في الغلق والحجر الصحي، والظروف التي تمر بها البلاد، وقد توصلت دراسة ميدانية بعنوان” انعكاسات هوس الشراء القهري على سلوك المستهلك الجزائري مع ظهور وباء فيروس كورونا المستجد كوفيد 19″، قام بها كل من الأستاذ حكيم بن جروة، والأستاذ عبد الجليل طواهير، من جامعة قاصدي مرباح بورقلة، إلى أن المستهلك الجزائري له نوع من الهوس الشرائي للمنتجات، وهو ما قد يؤثر عليه مستقبلا في حال حدوث أي تغير أو ظرف طارئ، وأن العينة التي كانت محل الدراسة، تتأثر بطبيعة التغيرات والتداعيات، التي قد تطرأ عليه مما يضطره للقيام بالشراء القهري، وأن المتغيرات الديموغرافية لها تأثير ودور في حدوث هوس الشراء القهري، والناجم عن ظهور جائحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19”.
وخلصت الدراسة، أيضا، إلى وجود فروقات ذات دلالة إحصائية بين هوس السلوك الشرائي، وظهور كورونا، ما بين الذكور والإناث، كما توجد علاقة ضعيفة بين ظهور الجائحة وهوس الشراء القهري لدى بعض الأفراد.

تكديس وخوف.. والنساء أكثر هوسا بالشراء

وفي هذا الموضوع، أكد رئيس الجمعية الجزائرية للتجار الجزائريين، حاج الطاهر بولنوار، أن هوس تكديس السلع وراء حدوث اضطرابات البيع والشراء، في الأسواق الجزائرية، وفتح المجال للمضاربين، والغشاشين.
وقال بولنوار إن الخوف وخاصة في ظل جائحة كورونا، وتعليق النشاطات التجارية من حين إلى آخر، وحالة الغلق المصاحبة لارتفاع الإصابة بفيروس، وتزايد أعداد المرضى، جعلت بعض الجزائريين يكدسون السلع لاسيما بعض البضائع المهددة بالندرة.
وأرجع المتحدث أسباب هذه التصرفات إلى نقص الثقافة الاستهلاكية، والتأثر بالأخبار والإشاعات التي تروج عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث يكثر الطلب على المنتوج الذي أشيعت حوله الندرة مثل “السميد” و”الزيت” و”السكر”، وغيرها من المواد الغذائية الضرورية، أو حتى مواد أخرى استهلاكية.
وفي الجزائر، وحسب رئيس الجمعية الوطنية للتجار، حاج طاهر بولنوار، فإن الشراء تتكفل به المرأة في الكثير من الأحيان، خاصة أن أغلبهن يعتقدن أنّ الرجل لا يحسن اختيار أجود المنتجات بأسعار مناسبة ولا يقتصد عند الشراء.
وأوضح حاج الطاهر بولنوار أن الدخول الاجتماعي تزامن مع حالة ذعر من موجة رابعة محتملة، ورواج الكثير من الشائعات عبر “الفايسبوك”، وارتفاع مرتقب لبعض السلع جراء غلق بعض الأسواق خلال شهر أوت، وهذا ما أجج حالة الهوس الشرائي وخاصة لدى النساء، فرغم غلق المساحات التجارية الكبرى، إلاّ أنّ محلات الألبسة وبيع الأدوات المدرسية، و”السويبرات”، وبعض المراكز التجارية تشهد اكتظاظا ملحوظا.
وقال رئيس المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك، مصطفى زبدي، إن حالة تكديس السلع بدأت تعود بشكل ملحوظ، وإن شراء ما يتعلق بالدراسة من مآزر وأدوات مدرسية تم قبل أوانه، كما أن الخوف من الندرة لا يتعلق حسبه، بالإشاعات فقط بل أيضا بفقدان الثقة في المؤسسات التي تضبط السوق وتراقبه، وإن الحاجة لشراء كميات كبيرة والتكديس هو الخوف من الوضع والإغلاق الذي يبقى مصيره متعلق بزيادة ونقص حالات الإصابة بفيروس كورونا.

الشراء يخفف المشاعر السلبية

أكد الدكتور مسعود بن حليمة، أستاذ علم النفس بجامعة الجزائر، أن السلوك الشرائي هو نشاط يرتبط بفرد أو عدة أفراد وذلك باختيار أو شراء واستخدام منتج ما، لغرض إشباع حاجياته ورغباته في مكان معين ووقت محدد، ويعتبر حسبه، نشاطا ذهنيا وعضليا مرتبطا بعملية التقييم والمفاضلة، والحصول على السلع أو الخدمات، وهو تصرف يقوم به المشتري عندما يواجه حاجة غير مشبعة تنبه داخليا أو خارجيا، حيث أن اتخاذ قرار الشراء لسلعة أو خدمة هي نهاية هذه الرغبة.
وقال بن حليمة إن إدمان التسوق هو نتيجة للهوس الشرائي، الذي يصل إلى درجة الهوس القهري، ويظهر هذا الأخير من خلال الشراء المستمر، والمفرد وبدون ضبط المنتجات، وهو سلوك نفسي وقع فيه الكثير من الجزائريين وخاصة النساء نتيجة إلى آثار أزمة كورونا، وضغوطات الحياة وغلق فضاءات الترفيه، وتطورات المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
ويرى الدكتور بن حليمة، أن التصرفات الشرائية غير المضبوطة، مفادها وجود خوف وقلق من فقدان بعض المقتنيات أو ارتفاع الأسعار، أو اختفائها، أو غلق المتاجر التي تباع فيها، حيث أن جائحة كورونا زادت من التهافت على الشراء، كحالة نفسية مرضية لدى البعض.
وقال المختص في علم النفس، مسعود بن حليمة، أن هوس الشراء هو إدمان عصر الجوائح والأزمات، وهو سلوك مزمن ومتكرر يحدث كرد فعل لإحداث أو مشاعر سلبية، حيث أن بعض الجزائريين يشترون بإفراط من المنتجات التي لا يحتاجونها أحيانا، حيث يتصورون أن هذا الشراء هو استجابة للتعامل مع الأحداث غير السارة أو لوجود مشكل أو عجز أو مشاعر سلبية تتعلق بالملل والتوتر والقلق.
والمرأة، بحسب بن حليمة، تشتري منتجات تخفف مشاعر وأحاسيس سلبية في داخلها، حيث أغلب اللواتي تعانين الإحباط والاكتئاب وعدم تقدير الذات، والشجارات مع الزوج، والتهميش، لديهن هوس الشراء والتسوق باستمرار واقتناء سلع غير ضرورية أحيانا، مضيفا أن بهذا التصرف يمكنهن الحصول على فائدة تتمثل في تخفيف المشاعر السلبية واحترام الذات المعزّز، فدوافع الشراء لديهن قوية لا يمكن التحكم فيها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!