رياضة
صدمة "الكان" لم تمنع البوسني من التواجد في المونديال

هل سيقلب بلماضي الموازين على طريقة خاليلوزيتش في 2013

صالح سعودي
  • 18456
  • 3

أصبح حديث الجماهير الجزائرية منصبا من الآن على الكيفية التي تسمح لـ”الخضر” بحجز مكانة له في مونديال قطر، وهذا قبل أقل من شهرين عن موعدي الكاميرون، لقاءان سيكشفان عن المستقبل الحقيقي لزملاء بلماضي التي ستكون أمام رهان حقيقي إذا أرادت محو نكسة “الكان”، حيث يأمل الكثير أن يقلب بلماضي الموازين بسيناريو يكون شبيها ولو نسبيا للناخب الوطني السابق خاليلوزيتش في عام 2013، حين خرج من الدور الأول من “الكان” فقام بثورة بعد ذلك مكنته من حجز مكانة في مونديال 2014.

رغم اختلاف الظروف والوضعيات وحتى عدد المباريات، إلا أن وضعية بلماضي الحالية شبيهة بالحالة التي مر بها البوسني وحيد خاليلوزيتش عام 2013، حين كان مشرفا على العارضة الفنية للمنتخب الوطني، حيث يتذكر الكثير السيناريو الخروج الصادم من الدور الأول لنهائيات “كان 2013″، بطريقة وصفت بالمخيبة وغير المتوقعة، وهذا رغم المردود الذي قدمه زملاء فغولي آنذاك، حيث قوبلت سيطرتهم أمام تونس بخسارة قاسية إثر الهدف القاتل للمساكني في آخر أنفاس الوقت بدل الضائع، وتكرر ذات السيناريو أمام الطوغو، حين كانت السيرة جزائرية لكن الفعالية كانت طوغولية بثنائية نظيفة، ما جعل اللقاء الأخير أمام فيلة كوت ديفوار شكليا، وهو سيناريو شبيه إلى حد كبير لما حدث للمدرب بلماضي في نسخة هذا العام من “الكان”، بعد السيطرة العقيمة أمام سيراليون التي انتهت بالتعادل السلبي، والسيطرة غير المجدية أمام غينيا الاستوائية التي كانت نهايتها على وقع الخسارة المرة اثر هدف دفاعي مركب، لتختتم المسيرة بخسارة أمام فيلة كوت ديفوار أنهت مشوار رفقاء بونجاح مع “الكان”.

وبالعودة إلى مشوار خاليلوزيتش بعد مشوار “كان 2013” المخيب، فقد أحدث ثورة في التشكيلة مكنته من الدخول في سباق ضد الزمن لكسب تأشيرة التأهل إلى مونديال 2014، حيث لعب خلال 3 أرباع العام 2013 ثماني مباريات، منها وديتان ضد بوركينافاسو وغينيا، و4 مواجهات تدخل في إطار تصفيات المونديال ضد كل من البنين (ذهاب وإياب) ورواندا (إياب) ومالي (إياب)، ما مكنهم من المرور إلى الدور الفاصل الذي جرى ضد المنتخب البوركينابي، وفي الوقت الذي فاز البوركينابيون فوق ميدانهم ب 3 أهداف مقابل هدفين، فقد كان حسم التأهل في تشاكر بفضل الهدف الوحيد الذي وقعه المدافع مجيد بوقرة، وهو التأهل الذي وصفته الجماهير الجزائرية بالمكسب المهم، خاصة بعدما ضمن “الخضر” حينها مكانتهم في المونديال للمرة الثانية على التوالي.

وإذا كان وجه المقارنة يبدو واضحا بين الوضعية الحالية لبلماضي والحالة التي مر بها خاليلوزيتش بخصوص الخروج المبكر من “الكان” وما أعقبها من تحديات مع المونديال، إلا أن وجه الاختلاف يكمن في طبيعة الرزنامة، حيث إن بلماضي سيكون على موعد مع الدور الفاصل (مقابلتان) ستحددان خلالها مستقبل “الخضر” مع نهائيات كأس العالم، وهو الأمر الذي يجعله في وضع نفسي وفني أصعب بكثير مقارنة بالبوسني الذي خاض شبه بطولة بمتسع من الوقت يمكن فيها التدارك وتصحيح المسار، وهو الأمر الذي يفرض على بلماضي أخذ الدرس من نكسة “الكان”، والحرص على معاينة الأسود غير المروضة للوقوف على نقاط قوتها وضعفها تزامنا مع مشوارها في “الكان”، وهي التي تنشط الدور نصف النهائي ضد المنتخب المصري. فرصة تبدو مهمة لجعل المنتخب الكاميروني بمثابة كتاب مفتوح يمكن الوقوف على أدق تفاصيله لضبط الخيارات التي تسمح بالإطاحة به شهر مارس المقبل.

مقالات ذات صلة