-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الرئيس تبون يستقبل ستورا ويستلم رسالة من ماكرون

هل سيعود ملف الذاكرة بين الجزائر وفرنسا إلى الواجهة؟

محمد مسلم
  • 815
  • 0
هل سيعود ملف الذاكرة بين الجزائر وفرنسا إلى الواجهة؟
أرشيف

استقبل الرئيس عبد المجيد تبون، المؤرخ الفرنسي، بنجامان ستورا، المستشار الخاص للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في شؤون الذاكرة، وهو اللقاء الذي جاء بينما كان ستورا في الجزائر للمشاركة في الاحتفاليات المخلدة للذكرى الستين لعيدي الاستقلال والشباب.

وجاء في بيان لرئاسة الجمهورية أن المؤرخ الفرنسي زار الجزائر من أجل المشاركة في احتفالات الاستقلال المميزة هذه السنة، وأنه حل بالجزائر محملا برسالة خطية من الرئيس الفرنسي، وقد سلمها لنظيره الجزائري، خلال هذه الزيارة، في أول تواصل بين البلدين يرجح أن ملف الذاكرة كان حاضرا فيه لأول مرة، منذ تدهور العلاقات الثنائية في أعقاب التصريحات “غير المسؤولة” للرئيس الفرنسي في خريف العام المنصرم.

وكان ستورا قد كلف من قبل الرئيس الفرنسي بإعداد ملف حول “ذاكرة الاستعمار الفرنسي في الجزائر”، في إطار مشروعه الرامي إلى تهدئة “صراع الذاكرة” بين البلدين، كما عين الرئيس تبون مستشاره لشؤون الذاكرة والأرشيف، عبد المجيد شيخي، بإعداد تقرير من الجانب الجزائري، غير أن شيخي لم يقدم أي عمل من هذا القبيل.

وبالمقابل، أنجز ستورا التقرير الذي كلف به وسلمه لقصر الإيليزي في جانفي 2021، وهو العمل الذي لم يرق للطرف الجزائري، كونه لم يشر إلى المطلب الرئيس ممثلا في الاعتذار عن الجرائم الفرنسية، وهو المطلب الذي رفعه الجزائريون في وجه مسؤولي الدولة الفرنسية منذ تفجر قضية جرائم الماضي الاستعماري، في فبراير 2005، عندما قرر البرلمان الفرنسي سن قانون يمجد الممارسات الاستعمارية في الجزائر، وأدى إلى إلغاء إبرام الجزائر معاهدة صداقة مع باريس كانت قيد الإعداد في عهد الرئيس الفرنسي الأسبق، جاك شيراك.

وكان شيخي قد طُلب منه من قبل صحافيين التعليق على التقرير الفرنسي، غير أنه تحاشى الخوض في ذلك، وبرر موقفه بكون ما قام به بنجامان ستورا، مسألة لا تخص الجزائر بقدر ما تعني الجانب الفرنسي لوحده، ومنذ ذلك التاريخ طوي هذا الملف.

ولم تستعد العلاقات الجزائرية الفرنسية حيويتها إلا مع نهاية العام المنصرم، بعد زيارتين حل بالجزائر خلالهما وزير أوروبا والشؤون الخارجية السابق، جون إيف لودريان، الذي حرص على لعب دور رجل المطافئ لخفض التوتر بين البلدين.

ووفق مصادر دبلوماسية من السفارة الفرنسية، فإن زيارة لوزيرة الخارجية الفرنسية الجديدة، كاثرين كولونا، كانت مرجّحة في هذه الاحتفاليات، غير أن التمثيل يبدو أنه اختزل في المؤرخ بنجامان ستورا، على اعتبار أن المسألة تتعلق بمناسبة ذات علاقة بالذاكرة، التي سبق للضيف أن اشتغل عليها بطلب من الرئيس ماكرون.

ويشتكي الرئيس الفرنسي، وفق مقربين منه، من عدم تعاون الجانب الجزائري في مشروعه لخفض التوتر على صعيد الذاكرة، غير أن الطرف الجزائري يؤكد بأنه لم يلمس ما يشجعه على التقدم في ملف الذاكرة من الجانب الآخر، وفي هذا الصدد يرى متابعون أن الرئيس الفرنسي لا يزال رهينة الأوساط المعادية للمصالح الجزائرية، ولاسيما أولئك المتشبثين بأوهام “الجزائر فرنسية”، الذين عادوا بقوة إلى الواجهة في ظل سياسات ماكرون التي تعتبر أقرب إلى بعض مواقف اليمين المتطرف فيما يخص هذا الملف الحساس.

ويبقى أي تعاون جزائري في ملف الذاكرة مرهونا برسائل جادة من قبل الجانب الفرنسي، وهي الرسائل التي تبقى غائبة إلى غاية اليوم، لأن الخطوات التي أقدم عليها ماكرون لحد الساعة (الاعتذار لعائلتي موريس أودان وعلي بومنجل)، تبقى رمزية وبعيدة كل البعد عن تطلعات الجزائريين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!